وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الكثيفة التي تواجدت بدوران شبرا مساء السبت ومايقرب من خمسة آلاف مشارك في مظاهرة التنديد بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، بعد خروجهم في مسيرة للتنديد بالتفجير الذي راح ضحيته 22 قتيل وما يقرب من مائة مصاب، حيث نتج عن الاشتباك إصابات وحالات إغماء بين المشاركين وتعالت الصراخات وسادت حالة من الهرج، وطارد الأمن المتظاهرين في الشوارع الجانبية كما قام أصحاب المحلات بإغلاق محالهم خوفا من تطورات الأحداث، وتم إلقاء القبض على الصحفيين والنشطاء منهم وليد صلاح من جريدة الديار وبعض الشباب من حركة 6 أبريل وحركة شباب من أجل الحرية، فيما تعرض العشرات للإصابات، وقام المتظاهرون بإلقاء الشماريخ والألعاب النارية على قوات الأمن رد على هجومهم العنيف عليهم.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية كل من حركة كفاية وحشد والحزب الناصري وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وحملة دعم حمدين صباحي وجماعة الإخوان المسلمين وحزب العمل الإسلامي والجبهة الحرة للتغيير السلمي وحركة أقباط من أجل مصر والاشتراكيون الثوريون، ومن الشخصيات العامة أيمن نور زعيم حزب الغد ومحمد البلتاجي عضو الإخوان والنائب البرلماني السابق والناشطة كريمة الحفناوي والناشط كمال خليل والكاتب الصحفي جمال فهمي والمفكر القبطي أمين اسكندر.
وردد المتظاهرون هتافات منها "أحمد زي جرجس .. حق مريم زي فاطمة .. هي دي تبقى المواطنة، اوعي يا مصري تخون أفكارك .. دم القبطي عاري وعارك".
كما رفعوا لافتات تندد بما حدث وترفض الترهيب الذي يمارسه تنظيم القاعدة، كما طالبوا بمحاسبة المسئولين عن الحادث وتعقب الجناة وطالبوا بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي كونه المسئول الأول عن الحادث بعد فشل الأجهزة الأمنية في إحباطه رغم معرفتها المسبقة بالتهديدات وتوقيتها.
وكانت حركة أقباط من أجل مصر قد أصدرت بيانا طالبت فيه بمحاسبة المسئولين وتعقب الجناة ومن ورائه، ووقف الاحتفالات والتهاني بأعياد الميلاد، والاكتفاء بالصلاة فقط وإعلان الحداد الرسمي للدولة احتراما لأرواح الشهداء، رافضة اتهام إسرائيل بوقوفه وراء التفجير لأن ذلك – حسب البيان – كلام غير مسئول ويصب في خانة التقصير الأمني.
وأكد الناشط السياسي كمال خليل أن اليوم تضامن المسلمين والمسيحيين في وجه الإرهاب وكل قوى التغيير السياسية شاركت اليوم لتأكيد ذلك.
من جانبه، قال الدكتور محمد البلتاجي النائب الإخواني السابق: "نحن أمام جريمة نكراء لقلب وحدة الشعب المصري وهي ليست صراع ما بين المسلمين والمسيحيين ولكن صراع ما بين الشعب المصري وأعداء الحكومة المصرية"، متهما النظام المصري بمسئوليته في الجريمة لأنه سمح للإرهاب أن يصل للأقباط في ليلة عيدهم في الوقت الذي تخصص فيه الملايين من قوات الأمن المركزي لمطاردة الشعب المصري ولتأمين الصهاينة.
كما أكدت الناشطة دكتورة كريمة الحفناوي أن اليوم تعبير أساسي على وحدة المصريين مسلمين ومسيحيين ضد نظام الفاسدين ضد الداخلية التي تنجح فقط في تأمين مواكب المسئولين والحاكمين والصهاينة الذين جاءوا إلى البحيرة لمولد أبو حصيرة ولم ينجحوا لثانية واحدة في تأمين الشارع المصري والجوامع والكنائس المصرية، فالنظام المصري غير قادر على حماية الشعب وعليهم أن يرحلوا فورا، وجئنا لنقول أننا يد واحدة أمام السلطة التي تضطهدنا جميعا.
فيما قال أمين إسكندر- وكيل مؤسسي حزب الكرامة- إن ما وقع بالإسكندرية جريمة في حق كل مصر، الدولة والوطن والشعب، ويكشف بوضوح إدارة الحزب الوطني في حل مشكلات المصريين فإذا كان هناك مهمتين رئيسيتين أمام رئيس الجمهورية أولهم مياه النيل فمصر تعاني تهديد في مياه النيل والثانية هي الدفاع عن حق الشعب المصري فمصر منذ عام 1972 وهي تعيش توترات طائفية وسلطة الحزب الوطني لا يهمها سوى تزوير إرادة الناس في الانتخابات، حتى أصبح نسيج الأمة الواحد الذي كنا نتباها به مهدد بالخطر، وأين أجهزة الدولة وتهديد القاعدة كان معلنا منذ فترة فهذه الجريمة يتحمل مسئوليتها كاملة الحزب الحاكم وسلطاته، مشيرا إلى وقوع 124 حادث توتر طائفي منذ عام 1972.
وقال عبد الحليم منسق حركة كفاية، ما حدث في الإسكندرية مذبحة بكل معنى الكلمة ونحن الآن نتضامن كموقف طبيعي تعبيرا عن التقصير الأمني الذي لم يفتح ملف التحقيق في التهديدات الأمنية التي شنها تنظيم القاعدة منذ أكثر من شهرين ولم يتخذ أي إجراءات ضدها أو حتى تشديد الأمن حول الكنائس مشيرا إلى أن النظام المصري تفرغ لتزوير الانتخابات متغافلا عن دوره في حماية المواطنين.
No comments:
Post a Comment