Thursday, January 20, 2011

ثمانون بالمائة من المصريين مضطربون نفسيا

ومن يحاول الانتحار ليس مختلا عقليا


أثارت محاولات الانتحار التى أقدم عليها 8 مصريين خلال الـ48 ساعة الماضية جدلا بين خبراء الطب النفسى حول مدى جدية هذه المحاولات والأسباب الحقيقية التى تقف وراءها، خاصة بعد اتهام جهات رسمية لمحاولى الانتحار بأنهم يعانون اضطرابات نفسية أو مختلون عقليا.

وكشف الدكتور خليل فاضل مستشار الطب النفسى، عن أن نسبة الانتحار بين الأشخاص العاديين أعلى بكثير من المرضى النفسيين، وذلك فى إطار رده على أن من يحاول الانتحار مختل عقليا.

وقال فاضل لـ«الشروق» إن نحو 80% من المصريين يعانون أمراضا واضطرابات نفسية تتراوح فى درجة شدتها، مضيفا «الأسباب التى تقف وراء تعدد حالات الانتحار خلال الفترة الماضية متعددة وفى مقدمتها العامل البيولوجى وهو ما يسمى بكيميا المخ العصبية التى تتأثر بالضغوط نتيجة لأسباب مختلفة منها نقص المال والشعور بالظلم والإحساس بأن الآخر يحتكر السلطة وهو ما يتسبب فى الاكتئاب والرغبة فى التخلص من الحياة».

وأضاف فاضل «من الأسباب أيضا أن المصرى بشكل عام نفسه عزيزة عليه جدا وفرعونيته ليست لها مثيل»، مشيرا إلى أن هذا الإحساس الزائد بالكرامة يقابله إذلال شديد وقهر أمام جهات الإدارة وتحديدا الشرطة، فلا يجد أمامه منفذا إلا التخلص من حياته.

أما السبب الثالث «فهو تملك اليأس والقنوط من نفوس المصريين بعد إحساسهم أنهم لم يستطيعوا تحقيق أقل احتياجاتهم وهى الطعام، حيث يموت كمدا قبل أن يموت انتحارا» بحسب فاضل.

وأوضح العالم النفسى أن ما يحدث فى مصر من محاولة البعض حرق أنفسهم يعد محاكاة أو «تمحكا» بتجارب أخرى لكى يتخلص من عذابه النفسى بعدم القدرة على فعل شىء وكذلك كى يكسب نقطة ظنا منه أنه سيحرك الشارع أى أنه يحاول أن يكسب بطولة.

من جهته قال الدكتور ناصر لوزة مراقب الأمانة العامة للأمراض النفسية بوزارة الصحة إن الانتحار ظاهرة موجودة فى العالم كله، مشيرا إلى أن هناك عوامل كثيرة قد تؤدى إلى إقدام الفرد على الانتحار منها ما هو وراثى أو عوامل متعلقة بالبيئة والتربية والمشكلات المادية والعاطفية، مطالبا من يشعر بأن عنده ميلا للانتحار عليه أن يلجأ للطبيب النفسى ولا يخجل من ذلك.

من جانبه أرجع الدكتور فاروق لطيف أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس الظاهرة التى تشهدها مصر حاليا إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب فى المجتمع المصرى بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار لطيف إلى أن الأسباب المعلنة فى حالات الانتحار الأخيرة ليست هى الأسباب الحقيقية، مؤكدا أن السبب الرئيسى يكمن وراء التراكمات.

وقال الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى والخبير الاجتماعى «ما يحدث هو نوع من توجيه العنف نحو الذات على أمل تحريك الآخر أو إيلامه، خاصة أن آلة القمع عالية فى عدة دول، وتمنع التعبير المباشر عن الاحتجاج، فحصل تعبير احتجاجى غير مباشر».

من جهته قال نبيل عبدالفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن انتقال حالة بوعزيزى تونس هو أمر طبيعى جدا، خاصة فى ظل وجود تشابه بين الدول التى حدثت فيها حالات الانتحار؛ من بينها السياسات الاقتصادية التى تتحيز لقلة من رجال الأعمال والأثرياء، واللامبالاة بالسياسات الاجتماعية فى التعليم والعمل والصحة والثقافة والإعلام

محمد خيال- الشروق

No comments: