آراء قبطية: تفجير كنيسة بالاسكندرية
تحدثت بي بي سي العربية الى مجموعة من الشباب المصريين الاقباط الذين شاركوا في اسعاف المصابين بعد التفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالاسكندرية، واسفر عن مقتل 21 فردا على الاقل، واصابة العشرات بجراح.
هؤلاء الشباب يعملون في مستشفى تابع للكنيسة في الاسكندرية، وتحدثوا بصراحة عن الاحتقان الطائفي في مصر حاليا، واسبابه، ومسؤولية الحكومة المصرية عن مواجهته، ومسؤولية الامن عن حماية الكنائس والتجمعات القبطية.تحدثت بي بي سي العربية الى مجموعة من الشباب المصريين الاقباط الذين شاركوا في اسعاف المصابين بعد التفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالاسكندرية، واسفر عن مقتل 21 فردا على الاقل، واصابة العشرات بجراح.
هؤلاء الشباب يعملون في مستشفى تابع للكنيسة في الاسكندرية، وتحدثوا بصراحة عن الاحتقان الطائفي في مصر حاليا، واسبابه، ومسؤولية الحكومة المصرية عن مواجهته، ومسؤولية الامن عن حماية الكنائس والتجمعات القبطية.
مينا عطا (26سنة) المشكلة في رأيي ان الامن لا يستطيع الدفاع عن الناس، فهو يحاول ملاحقة المجرمين ولكن بلا فائدة. من المفروض ان يحقق في التهديدات الحاصلة حتى يتم توقع الحدث قبل حصوله، ولكن هذا من المستحيل في مصر. قام الامن ببعض الاجراءات كالتأكد من هوية المصليين داخل الكنائس، وكان من المفترض عدم السماح لاي سيارة بالوقوف امام الكنيسة، ولكن هذا الامر لم يتم تطبيقه. كان هناك العديد من التصريحات عبر الانترنت نشرت كلاما وخطبا تحريضية وصلت الى كيفية عمل قنبلة مع ادراج عدد من الكنائس المستهدفة. الم يصل هذا الكلام للاجهزة الامنية؟ الم يستنتجوا ان هناك فئة مهددة؟
لم يكن الامن كافيا قبل حدوث الانفجار. تم تشديد الامن الان، ولكن لن يستمر الحال لفترة طويلة فانا متاكد انه سيحدث في وقت لاحق تسيب سيؤدي الى مشكلة اخرى. ما نريد هو استمرارية في الحماية. نحن الاقباط لسنا مواطنين من درجة ثانية وعلى الامن حماية جميع المواطنين بشكل متساو.
المسيحيون والمسلمون في تعايش مشترك، فهم جيران وزملاء. ولكن هناك العديد من المسلمين، وللاسف، يستمعون الى شيوخ الفضائيات الذين يدعون الى كراهية المسيحيين، وبالتالي تحدث المشاحنات. داخل كل شخص هناك مشاعر، سلبية او ايجابية، قد تظهر في اى حالة كما الان. هناك من المسيحيين من يشعرون ان المسلمين لا يهتمون بهم، وهناك من المسلمين من يشعرون ان المسيحين لهم حقوق، ولكنها غيرمتساوية مع حقوق المسلم المصري.
جذور المشكلة في رأيي ان المنهج التعليمي لا يعلم الاطفال احترام الاديان. يجب على الناس تعليم اولادهم محبة الدين الاخر. يجب على المسلمين تعليم اولادهم حب المسيحي وحمايته، فنحن اقلية في مصر ونحتاج حماية. هذه البلد للمسلمين والمسيحيين. يجب تعليم المواطنة فالمواطنة ليست كلام فقط فهي مفهوم عملي ويجب تطبيقه. طريقة تربية الاولاد المسيحيين في المدارس المصرية تدفع الولد المسيحي لفقدان الثقة بزملائه. ان موضوع التربية مهم للغاية فهذه الاجيال هي التي ستكبر وتكون اما صمام امان او شعلة نار.
ميلاد فاروز (26سنة) هذا الحادث هو حادث نوعي لم يحدث بهذا الشكل من قبل. الحادث انتحاري استهدف مصليين، مما اضاف ثقافة مختلفة على الاحتقان القائم بين الاقباط والمسلميين. يبدو ان الامن المصري تم اختراقه. كانت مصر في السابق من الدول الوحيدة في المنطقة التي تخلو من الارهاب اما الان فتغير الحال. هذا الحادث لم يكن فرديا، بل هو عمل منظم. لا يستطيع فرد وحده ان ينظم عمل كهذا، وعلى الامن المصري مراجعة نفسه. هناك فكر وهابي متغلغل، خصوصا في الاسكندرية، ادى الى نشوء جماعات سلفية يطالب بعضها بمقاطعة الاقباط. وقعت كل هذه الاحداث بعلم الاجهزة الامنية التي وقفت متفرجة على الوضع. ان ما حدث هو نتاج مناخ محتقن وانا ادعو الامن الى ان يشدد قبضته وبالتحديد على الجماعات السلفية. كانت مدينة الاسكندرية تعرف بالتعددية اما الان فاصبحت تقريبا خالية منها. هذه الموجة من الاعمال الارهابية قد تمتد الى المنشآت السياحية والى اغتيالات شخصيات مصرية، وهذا يؤدي الى الخوف على الوضع في مصر.
في رأيي لن تؤثر هذه المشكلة على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. الشعب المصري عاطفي ولديه مخزون حضاري كبير. نحن نتعايش منذ فترة طويلة بلا مشاكل. كل ما حدث ويحدث هو مشاكل فردية لا اتوقع ان تؤثر على العلاقة بين المسلمين والمسيحين على المدى البعيد. و لكن من المتوقع رؤية شباب مسيحي غاضب بعد ما حدث، وعلى المسلمين تقبل هذا فما حدث ليس بالسهل. ستشهد الفترة المقبلة اشتباكات مع الامن ورغبة في التظاهر، ورغبة في اثبات ان هناك ظلم ضد الاقباط.
جذور هذه المشكلة هي الفكر الوهابي المتغلغل في مصر. هناك العديد من القنوات الدينية الاسلامية التي تحرض ليلا نهارا على كراهية الاقباط. اما الحكومة فهي تتعامل مع الاقباط بمنطق العصا والجزرة. الحكومة جزء كبير من المشكلة فهي تفتقر الى الشفافية في تعاملها مع الاقباط.
مايكل كمال (23سنة) استهداف الكنيسة لم يكن اول استهداف للمسيحيين في مصر، فتقريبا كل سنة هناك حادثة تستهدف الاقباط. من حق أي مواطن في العالم الصلاة في دور العبادة مع عدم الخوف من الموت. الكنيسة والاجهزة الامنية كانت على علم بوجود تهديدات من قبل القاعدة وبالفعل اخذت الحكومة بعض الاجراءات الامنية، ولكن لم تكن بالكافية. اضافت الحكومة ضابط واحد مع كل عسكري امام الكنائس ولكن لم يكن لهذا الامر فعالية. هل يجب ان تحدث مصيبة حتى تقوم الحكومة باجراءات مشددة؟ هل هذا الرد الواجب في حالة تهديد تنظيم كالقاعدة لكنائس ومسيحي مصر؟
ارى ان العلاقة بين مسيحي ومسلمي مصر تختلف من مكان لآخر. بعض العلاقات ممتازة ولكن يجب عدم انكار ان هناك الكثير من الاحتقان الطائفي، وهو موجود لدى فئة كبيرة من المجتمع المصري. ليس كل الناس لديها مفهوم العيش المشترك والوعي الفكري بان المسيحي لديه نفس حق المسلم في مصر. ما يحدد مستقبل العلاقة بين الطرفين هو قرارات الحكومة. اذا لم تأخذ الحكومة اجراءات مشددة هذه المرة على غرار المرات السابقة فلن يتم الامر بلا عقبات. غضب الناس لا يوصف بعد ما حدث.
جذور المشكلة في رأيي في كيفية تربية الطفل منذ دخوله المدرسة حتى دخوله الجامعة. هناك تمييز في العلاقات حتى في المدارس. هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تعطى الناس افكارا لتغيير وجهة نظرهم تجاه المسيحيين. هذا مع العلم ان هناك العديد من المسلمين العاقليين الذين يدعون الى تهدئة الامور بين الطرفين.
المشكلة الاخرى هي الحكومة. تطبيق قانون ادراج ديانة الشخص على بطاقة الهوية ماهو الا تكريس للطائفية. اما المشكلة الاخرى هي حقوق الكنائس المنقوصة. ليست هناك مساوة قي اعطاء المسيحيين حقهم في بناء الكنائس. فاذا كانت الحكومة منصفة في الاساس لما وجدت مشكلة كما هي الان. الحكومة صاحبة القرار في الفترة المقبلة فهي تستطيع اما تهدئة الموضوع او اشعاله.
جورج لطفي (23سنة) الوضع الحالي في مصر هو نتيجة الشحن الطائفي على صعيد المجتمع. انا لا استبعد فكرة وجود ايادي خارجية ساعدت على تنظيم الهجوم على الكنيسة، ولكن ما هو الا دليل على وجود مشكلة احتقان طائفي في نفوس الناس. نريد حلا قاطعا لهذه المشكلة. حل يبقي على استقرار الامن لاطول فترة ممكنة. اقول كشاهد عيان ان الامن بعد وقوع الحادثة قام بجهود حثيثة لتهدئة الامور، ولكن يبقى السؤال عن ما قبل الحادث. كان هناك استهتار بكل التهديدات التي كانت موجهة الى الكنيسة بحيث لم تاخذ من قبل الحكومة بعين الاعتبار.
الامكانيات الامنية موجودة ولكن الاهم هو تفعيلها. لم يتراجع مستوى الامن في مصر بتاتا ولن يؤثر هذا الحدث عليه. ولكن لماذا لم يوضع عدد اكبر من الجنود في اماكن الاحتفال لمحاولة تفادي الحوادث الارهابية.
في رأيي ان تأثير هذا الحادث يختلف باختلاف درجة التعليم والوعي. بالنسبة للشباب المتعلم لن يؤثر بهم هذا الحادث. اصحابي مثلا اتصلوا بي للاطمئنان على احوالي. هناك درجة من الوعي لدى قطاع من الطائفتين ممن يؤمنون بالتعايش المشترك، وهذا شيء ممتاز. ولكن على الجانب هناك الطبقة ذات الثقافة المحدودة، والتي تنحاز الى خطب طائفي لبعض الشيوخ، وفقرات بعض القنوات الفضائية التي تدعو الى كراهية المسيحيين. المشكلة موجودة منذ فترة، ولكن من الصعب معرفة في أي وقت سينفجر هذا الاحتقان.
لابد من مواجهة الخطاب الديني المتشدد الذي يحض على كراهية المختلفين في الدين. من جهة اخرى التنشئة لها دور كبير، البعض يربون اولادهم على كراهية الاخر، ويكمن حل المشكلة في التعليم. لابد من تعليم قيم التعايش المشترك. وانا ادعوا كل اصدقائي المسلمين لتربية اولادهم على محبة الاخر مع العلم ان العديد منهم يقومون بهذا.
BBC
No comments:
Post a Comment