Wednesday, December 15, 2010

البرادعى ونقيب الصحفيين


ما الضرر الذى كان سيقع على نقابة الصحفيين لو سمحت للدكتور محمد البرادعى بالدخول للقاء صحفيى الدستور المعتصمين؟

لا يتصور عقلا أن يكون فى زيارة شخصية بحجم ووزن البرادعى بدون تصريح من السيد النقيب مساس بهيبة النقابة أو خدشا لكرامتها، أو عبثا بشرفها الرفيع الذى لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم

كما لا يستطيع أحد أن يتخيل أن نقابة مصرية، أية نقابة، لا تفتح أبوابها لرجل حاصل على جائزة نوبل ويحمل قلادة النيل ــ التى تضعه فى مرتبة

بروتوكولية تالية لرئيس الجمهورية ــ إذا جاءها بلا سابق موعد، أو مر عليها بالمصادفة، وأظن أن كافيتيريا الطابق الثامن من النقابة تمتلئ على مدار اليوم بضيوف من كل اتجاه، يستقبلهم صحفيون فى بيتهم الكبير دون المرور على «مسئول الكارتة» لكى يحصلوا على إذن دخول.
و لا أدرى إذا ما كان مطلوبا من العبدالفقير إلى الله إذا قرر أن يدعو الدكتور البرادعى على فنجان قهوة فى النقابة التى أتشرف بعضويتها منذ 16 عاما، أن يحصل على تصريح مسبق بالزيارة أم لا.

ولنفرض مثلا أن موظف الاستقبال اتصل بالسيد النقيب يبلغه بأن الدكتور البرادعى على الباب ويريد مقابلة سيادته لأمر هام، فهل سيقول له الأستاذ مكرم «آسف لن أستقبله لأنه جاء بدون موعد مسبق» ويعود صاحب نوبل إلى حيث أتى؟

أزعم أن بوابة نقابة الصحفيين المصريين ليست بوابة مكتب جوازات مطار القاهرة لكى يقال للبرادعى أمامها «اركن على جنب حتى نفحص جواز سفرك أمنيا» كما أن النقابة ليست مصلحة حكومية، بل هى بيت الرأى فى مصر، ومن ثم طبيعى للغاية أن ترحب بكل من يأتيها زائرا أو شاكيا أو عارضا لمشكلة أو مطالبا بحق.

كما أن الدكتور البرادعى لا يقل أهمية واحتراما عن أى مسئول أو مواطن تابع لحكومة جماعة جون جارانج فى جنوب السودان.. ومن باب التذكرة فقط تجدر الإشارة إلى أن نقابة الصحفيين المصريين اتسعت لإقامة حفل سياسى راقص صاخب لمواطنى الجنوب السودانى بها قبل عامين من الآن، فلماذا تضيق النقابة بما رحبت أمام الدكتور محمد البرادعى.

والغالب أن رفض استقبال البرادعى نابعا من أسباب وحجج تتعلق بنشاطه السياسى الداعى للتغيير، ولن تعدم أن يخرج عليك أحدهم قائلا إنها نقابة مهنية مهمتها أن ترعى مصالح أعضائها وتقدم لهم خدمات ولا يجب أن تنزلق إلى السياسة.. وهذا مردود عليه بأن احتفالات حكومة الانفصال بجنوب السودان أيضا عمل سياسى بإطلاق، فلماذا نرحب بالسياسة هنا ونفر منها هناك؟

No comments: