Monday, December 13, 2010

من يستجيب للبرادعى؟

فى زيارته أمس الأول إلى مدينة مغاغة فى المنيا قال الدكتور محمد البرادعى (نمد أيدينا إلى حزب الوفد للعمل معا خلال الفترة المقبلة).

دعوة البرادعى ليست عشوائية، وتوقيتها مقصود بعد الذى حدث لحزب الوفد فى الانتخابات الأخيرة.

لنتخيل أن السيد البدوى رئيس حزب الوفد وبعد مشاورة وموافقة حزبه قرر أن يتصل بالدكتور البرادعى قائلا له: نحن نقبل دعوتك، وعلينا البدء من الآن للبحث فى كيفية التعاون المشترك.

لنتخيل أيضا أن المؤمنين بالديمقراطية والتعددية فعلا داخل جماعة الإخوان المسلمين، ومعهم كل القوى والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الأهلية، قرروا أن ينضموا إلى هذا الجهد المشترك.

لو حدث ذلك فإننا نكون بصدد المرحلة الأولى للخروج من حالة الحزب الواحد التى أكدتها وكرستها نتيجة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.

هذه الحالة ــ وبغض النظر عن التفاصيل ــ كشفت أن الحزب الوطنى لا يعترف بهذه المعارضة التى كان يصفها بالشرعية، وساوى بين حزب الوفد وحزب الغد )جناح موسى(.. وبين الحزب الناصرى وحزب مصر 2000، وبين حزب التجمع وحزب السلام الاجتماعى.

إذن إما أن تثبت الأحزاب التى تعتبر نفسها عريقة وجماهيرية أنها كبيرة فعلا وتبدأ فى إعادة بناء نفسها وتكون على استعداد لدفع ثمن التغيير، أو أن تمتلك الشجاعة وتتحول إلى فروع للحزب الوطنى، كما هو حادث الآن عمليا.

لكن دعونا نتخيل ماذا ستكون ردة فعل الوفد والإخوان وبقية القوى السياسية على دعوة البرادعى؟

أغلب الظن أن الوفد ــ ورغم شعوره بالجرح من جراء فعلة الوطنى الاخيرة ــ لن يلقى بكل أوراقه فى سلة البرادعى. فالحزب الذى وصفه البرادعى بالعريق سبق وأن تعامل ــ بتعال ــ مع الرجل، ورفض التنسيق معه.. وبالتالى فإن استجابة الوفد بعد أن غدر به الحزب الوطنى ستكون من موقف الضعف، ثم إن هناك البعض داخل الحزب قلبه مع الحكومة أكثر من تعاطفه مع أفكار البرادعى التى تعتبر وفدية فى الأساس.

حزب التجمع حسم أمره ورفض الانسحاب من جولة الإعادة وقيادته الراهنة ترى عدوها الأول والأخير هو جماعة الإخوان المسلمين، ورأى الدكتور رفعت السعيد فى البرادعى لا يشير إلى أى إمكانية للتعاون بين الطرفين فى المستقبل.

الناصريون بدورهم لا يكنون أى ود للبرادعى بحكم رأيه فى المرحلة الناصرية، كما أنهم خرجوا من المولد الانتخابى بلا حمص، ولا يمكن بالتالى الرهان على تعاونهم مع الرجل.

الإخوان ــ أغلب الظن ــ سوف يمارسون نفس منهجهم، سيناورون ويقتربون كثيرا من البرادعى ليس حبا فيه بل نكاية فى الحكومة والانتقام منها، وربما للحصول منها على ثمن فى مرحلة لاحقة.

قد يبدو ما سبق تشائم لكنه الواقع تقريبا.

ثم إن المعارضة فى أضعف حالاتها الآن. ولذلك فالرهان عليها للتغيير يبدو أقرب للرهان على طيبة قلب ليبرمان تجاه الشعب الفلسطينى.

لا أمل سوى فى قوى جديدة تبدأ نضالا سلميا وطويلا نحو التغيير، بعد أن شاخت القوى القديمة فى مقاعدها أو أن يتحرك الشرفاء داخل الأحزاب ــ الراكدة ــ نحو إصلاحها أولا.

بقلم:عماد الدين حسين - الشروق

No comments: