ويكيليكس: مذكرات أمريكية عن صعوبة إقناع مبارك للعسكر بتوريث ابنه جمال
ولكن في حال وفاة الرئيس وهو في سدة الحكم، تقول الوثائق الأمريكية، فإن سيناريو التوريث سيصبح "أكثر تشويشا أو فوضويا"، إذ ليس هنالك من ضمانات بحصول جمال حينذاك على تأييد ودعم الجيش له، لطالما كانت هنالك بدائل أخرى له في موقع الرئاسة.
والسؤال الأكثر إثارة للفضول في القاهرة هو: من سيخلف الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاما؟
ويسود انطباع على نطاق واسع بأن مبارك يعدُّ ابنه جمال ليرث حكم البلاد من بعده. لكن، ليس من الواضح ما إذا كان مبارك نفسه سيترشح للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها مصر العام المقبل.
وتشير إحدى الرسائل الداخلية، التي جرى تبادلها بين دبلوماسيين أمريكيين ويعود تاريخها إلى 14 أيار/مايو من عام 2007، إلى الجيش المصري بوصفه "حجر العثرة الرئيسي في طريق ترشيح جمال" للمنصب.
وتقول المذكرة، التي كتبها فرانسيس جي ريتشاردونى، السفير الأمريكي السابق في القاهرة (بين عامي 2005 و2008): "لم يخدم جمال كضابط في الجيش ، ونعتقد أيضا أنه لم يكمل خدمته العسكرية الإلزامية".
وتضيف البرقية، اعتمادا على آراء مراقبين لم تسمِّهم: "إن قاعدة القوة التي يستند إليها (أي جمال) هي والده. وبالتالي فإنه في الوقت الذي يمكن أن نتصور فيه أنه يمكن تنصيبه قبل وفاة الأب، فإن المهمة ستصبح أكثر مشقة حالما غادر فرعون (أي الرئيس) المشهد".
إلا أنه يبدو أن المذكرات الأمريكية تؤيد وجهة النظر التي يجادل العديد من المعلقين السياسيين المصريين بشأنها، والقائلة إن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر منقسم على نفسه حول فكرة توريث الأب لابنه
فمن جانب، هنالك أنصار جمال مبارك بين طبقة رجال الأعمال الأثرياء الطامحين للاستفادة بدرجة أكبر في حال أصبح جمال رئيسا، ومن جانب آخر مجموعة أقل عددا، ولكنها تكتل أقوى ويضم سياسيين قدامى أقرب إلى والده.
وتشير برقية ريتشاردونى إلى أن دبلوماسيين أمريكيين سمعوا العديد من القصص والأحاديث التي تذهب إلى أن وزير الدفاع، محمد حسين طنطاوي، ورئيس المخابرات العامة القوي، اللواء عمر سليمان، هما من بين الذين يقفون ضد وصول جمال مبارك إلى سدة الحكم في البلاد.
BBC
No comments:
Post a Comment