Sunday, October 03, 2010

من وضع تشكيل منتخب المثقفين؟

مع الاحترام لأسماء المثقفين الذين قابلوا الرئيس مبارك، إلا أن هؤلاء ليسوا العينة الممثلة للثقافة المصرية على نحو حقيقى وجاد.

وأستطيع أن أحصر لك أسماء عشرات المبدعين والمفكرين هم الأكثر تعبيرا عن روح مصر الثقافية، يعرفونها وتعرفهم، يحفظون قدرها وتحفظ قدرهم أكثر بمراحل من كثيرين ممن جرى استدعاؤهم للقاء الرئيس.

وبالنظر إلى مجموعة الأسماء التى ذهبت ستجد أن غالبيتهم من المثقفين الرسميين، أو مثقفى الوزارة التى هى الحظيرة وفقا للتعريف المعتمد لوزارة الثقافة الذى صكه الوزير الفنان فاروق حسنى.. فهم فى غالبيتهم موظفون حاليون وسابقون فى الوزارة، فالدكتور جابر عصفور الذى نصب نفسه متحدثا رسميا باسم اللقاء هو الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سابقا، ورئيس المركز القومى للترجمة التابع للوزارة حاليا، والكاتب صلاح عيسى هو رئيس تحرير جريدة وزير الثقافة، والدكتور فوزى فهمى هو رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى حاليا، والرئيس السابق لأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة أيضا، والشاعر السابق أحمد عبدالمعطى حجازى رئيس تحرير مجلة إبداع التابعة لوزارة الثقافة، والأستاذ محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب الذى يعيش أزهى عصور التناغم والانسجام مع وزارة الثقافة فى هذه الفترة، والأستاذ أنيس منصور، الكاتب الرئاسى منذ عصر الرئيس الراحل أنور السادات وحتى الآن، فيما حضر من خارج مثقفى الوزارة خيرى شلبى السيد ياسين وعائشة أبوالنور وسامية الساعاتى ويوسف القعيد.

وتبقى ملاحظة أخرى وهى أن سبعة من الحضور كتاب فى الأهرام، الصحيفة الحكومية الأولى.

وقد وفر علينا الكاتب يوسف القعيد مشقة البحث عمن وضع تشكيل منتخب المثقفين، إذ كشف فى تقرير مطول عن اللقاء بالزميلة «الدستور أمس» أن الوزير فاروق حسنى هو الذى اختار أسماء المشاركين الذين أرسلت أسماؤهم إلى الرئاسة وتمت الموافقة عليها.

بل إن القعيد أضاف أن الفريق تجمع فى معسكر المجلس الأعلى للثقافة منذ صباح الباكر قبل الانطلاق بشكل جماعى إلى اللقاء المرتقب، ما يؤكد أن البعثة رسمية وأن الاختيارات تحددت على ضوء علاقة كل مشارك بوزارة الثقافة، وفقا لكتالوج الفنان فاروق حسنى المحدد لقوة مصر الناعمة ومن ثم لم يتضمن التشكيل سوى أسماء الذين رضى عنهم فاروق حسنى ورضوا عنه.

ومادام ذلك كذلك فإن المسافة بين المثقفين الحقيقيين والدولة بعيدة وطويلة، أطول من عمر فاروق حسنى على كرسى الوزارة.

بقلم:
وائل قنديل - الشروق

No comments: