يوم الجمعة 30/7/2010 في تمام الساعة الثامنة مساء، ألقي كلمتي في مؤتمر الجمعية الوطنية للتغيير المنعقد في مدينة الفيوم في مقر النائب مصطفي عوض الله..
.. السؤال الذي أطرحه في إطار كلمتي هو: لماذا جمال مبارك ميحكمش مصر؟ أو بالأصح لا يصلح لحكم مصر؟! ولا يفي باستحقاقات التغيير المنشود حدوثه في هذا الوطن؟!
.. أستاذنا المفكر الليبرالي الراحل سعيد النجار قال يومًا لجمال مبارك عندما التقاه في نادي الدبلوماسيين: «أنت وأبوك لا تدركان قيمة البلد الذي تحكمانه» !! وربما هذه الملاحظة المهذبة من المفكر الكبير سعيد النجار هي إشارة لأهم مصادر الخلل في شخصية الأب والابن معًا!!
..«تيم سوليفان» الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قال في مقال رأي واكب الصعود الأول لجمال مبارك عام 2000 إن مصر ليست من جمهوريات الموز!! ولن يكون التوريث في مصر مثل طرقعة أصابع اليد!! وتمرير هذا المشروع يحتاج لكفاح من مُريدي التوريث!!
.. أما الدكتور سعد الدين إبراهيم، فقد وصف حالة جمال مبارك في مقال شهير - جر عليه متاعب وويلات، مازال يعاني منها للآن- بأنه حالة من حالات «الجمهوركية» في جمع بين الشطر الأول من الجمهورية والشطر الثاني من الملكية، وهو قمة التناقض الذي أدخلتنا فيه حالة جمال مبارك.
.. لماذا نرفض أن يأتي التغيير من رحم الواقع لأننا ببساطة وكل مصر نحلم بتغيير يحدث مغايرة حقيقية للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه مصر منذ سنوات علي يد مبارك الأب والابن معًا.
.. ليس خافيًا علي أحد أن جمال مبارك يمارس دور الرئيس الفعلي والمدير والعضو المنتدب في بلد تحول في السنوات الأخيرة إلي مجرد عزبة خاصة يديرها جمال ورفاقه..
.. من منا لا يعرف أن جمال مبارك هو رئيس تحت التشطيب منذ سنوات وهو الذي يحكم ويأمر ويخطط ويختار المسئولين والوزراء؟! أليس المغربي والفقي وبدر وغالي وغيرهم من الخيارات الخطأ التي انحاز ومازال ينحاز إليها جمال بوصفهم رجال المرحلة ؟!
.. الحديث الزائف والمضحك عن جمال مبارك، كما يصفه الآن أنصاره أمثال أحمد عز من أنه قائد ثورة الإصلاح في مصر يقتضي منا أن نسأل جمال مبارك: من المفسد أيها الزعيم المصلح؟! هل يستطيع المصلح الكبير أن يشير بإصبعه للمفسد الذي سيأتي ليُصلح عمله أو ما أفسده؟!
.. هل يمكن أن تقبل أن يحكمنا جمال مبارك الذي بدأ رحلة ظهوره وصعوده من رئيس جمعية المستقبل، إلي أمين لجنة اختلقت من أجله في حزب والده، إلي أمين مساعد حزب والده وكلها مواقع حصل عليها بقرارات من والده دون أن ينتخب لمرة واحدة في حياته من الناس؟!
.. تري ما مؤهلاته الموضوعية والشخصية والشعبية التي تجعلنا نقبل بجمال رئيسًا لمصر خلفًا لوالده غير أنه تربي في كنف والده ونظامه الذي تجرد منذ سنوات من الحد الأدني من القبول الشعبي والجماهيري وبات كابوسًا تنتظر الناس لحظة الخلاص منه؟!
.. قبل أن نسأل أو نجيب لماذا نرفض جمال مبارك رئيسًا لمصر، علينا أن نسأل السؤال بصيغة عكسية وهي: لماذا نقبل بجمال؟! أليست مصر أكبر بكثير من حجم جمال وحجم التأييد المحدود الذي تختلقه أجهزة الأمن بتلك الصورة الهزلية علي غرار ما يسمي بالحملة الشعبية لدعم جمال مبارك والتي انطلقت منذ أيام في إشارة لصعود جديد لسيناريو التوريث الذي كاد يموت في الشهور القليلة الماضية وتحديدًا منذ 14 أكتوبر، يوم أن اجتمعت مصر بمختلف توجهاتها في إطار تدشين الحملة المصرية ضد التوريث؟!
.. إن أبلغ رد علي صعود هذا السيناريو مجددًا هو مواصلة الجهد في مقاومة مشروع توريث مصر من خلال حملة جديدة تكشف زيف ما يروج له إعلاميًا منذ أيام في استكمال لمؤامرة توريث مصر التي بدأت في صمت منذ يناير 2000 وإلي اليوم.
.. لقد أحسنت الهيئة العليا لحزب الغد التي قررت الثلاثاء الماضي مواجهة حملة دعم جمال مبارك «المصنوعة أمنيًا» بحملة حقيقية لدعم التغيير والحرية في مواجهة الاستبداد والفساد وحكم الطوارئ الذي يمثله جمال ووالده وحزنهما الوطني!!
.. مصر أكبر بكثير من جمال وحملته الهزلية .. و«للحديث بقية .. شاركوني
د. أيمن نور - الدستور
No comments:
Post a Comment