Thursday, July 15, 2010

أبو فجر: الإفراج عن البدو كان بتوجيهات من جهات سيادية وليس رغبة من الداخلية

قضيت 200 ساعة داخل سيارات الترحيلات متنقلاً بين سجون ومعتقلات مصر.. وأغلب المعتقلين تهمتهم تهريب الطعام إلي غزة! > البرادعي أمل مصر وأتمني أن أقابله قريباً.. وسأنضم فوراً إلي حملة جمع التوقيعات وجمعية التغيير
بعد نحو 30 شهراً من الاعتقال أفرجت الشرطة مساء أمس الأول - الثلاثاء - عن مسعد أبو فجر الناشط السيناوي والروائي ورئيس حركة «ودنا نعيش» التي تطالب بحقوق بدو سيناء. قطع أبو فجر خلال هذه الأشهر 200 ساعة و20 ألف كيلو داخل سيارة الترحيلات متنقلاً بين سجون مصر المختلفة منذ اعتقاله في ديسمبر 2007، قبل أن يطلق سراحه مع معتقلين آخرين هما إبراهيم العرجاني ومحمد عيسي المنيعي.

وكان الإفراج عن النشطاء الثلاثة من أبرز مطالب مشايخ القبائل الذين اجتمعوا في القاهرة مع حبيب العادلي ـ وزير الداخلية ـ قبل نحو ثلاثة أسابيع لبحث وسائل إعادة الهدوء إلي مناطق البدو خاصة المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة.

وفي أول تصريحات صحفية له بعد ساعات من الإفراج عنه قال أبو فجر لـ«الدستور» إن قرار الإفراج عنه كان مفاجئاً حيث تم نقله إلي زنزانة قاسية بسجن استقبال طرة يوم الأحد الماضي بعدها تم تقييده ووضع عصابة سوداء علي عينيه ووضعه في سيارة نقلته إلي مكان مجهول.

وتابع أنه أثناء وجوده في هذا المكان تحدث معه بعض المسئولين الأمنيين عن ضرورة إنهاء العنف الموجود في سيناء وشعر بأن هناك حرصاً من الحكومة في هذه المرة علي إنهاء العنف الذي حذر منه منذ سنوات وقبل اعتقاله.

وقال: أبلغتهم أنني حريص علي مصلحة الدولة وأن إنهاء العنف يهمني كمواطن مصري نظراً لخطورته في هذه المنطقة التي لها طبيعية خاصة جداً، مضيفاًَ أن الإفراج عن جميع معتقلي سيناء يعد مطلبه الأول وهو مطلب جميع أبناء سيناء حيث يصل عدد المعتقلين إلي نحو 450 معتقلاً بعضهم معتقل منذ تفجيرات طابا ونويبع والبعض الآخر معتقل لتورطه في أعمال تهريب إلي قطاع غزة.

وأضاف أبو فجر أن أي تفاوض مع الحكومة خلال الفترة المقبلة يجب أن يكون عن طريق المشايخ باعتبارهم القناة الشرعية التي تعترف بها الدولة في هذا الوقت علي الرغم من اختلافه مع طريقة عمله، مشيراً إلي أن معظم المعتقلين الذين التقي بهم خلال الفترة الأخيرة كانوا من المتورطين في عمليات التهريب إلي غزة وهو عمل رغم أنه ضده فإنه يري أنه عمل إنساني بالدرجة الأولي لتوصيل الغذاء إلي شعب يعاني من الجوع بسبب الحصار المفروض عليه.

وأضاف: أن من يقوم بالتهريب قد يكون أخطأ ولكنه ليس مجرماً حتي يتم اعتقاله فترات طويلة.

وتابع: إن الإفراج عن المعتقلين وعنه في الفترة الأخيرة جاء بعد تفاقم العنف وفي محاولة من الحكومة لتفكيك مسببات هذا العنف والذي حذر منه أكثر من مرة، وأضاف: لقد أكدنا خلال مؤتمراتنا ووقفاتنا السلمية أن السياسة الأمنية الحالية ضد بدو سيناء ستؤدي إلي مزيد من العنف.

ويحكي أبو فجر الظروف القاسية التي عاشها في السجن قائلاً: تم وضعي مع المعتقلين الجنائيين وليس السياسيين، وكانت الحجرة التي تسع ثمانية أفراد فقط يقيم بها أكثر من 40 معتقلاً، وكنت لا أري الشمس مطلقاً إلا كل 21 يوماً ولمدة ثلاث أو خمس دقائق فقط. إنها حقاً تجربة مريرة فقد كانوا يتعاملون معنا وكأننا حيوانات من حيث الضرب بالعصي واللكمات وسب الوالدين.

وأضاف أبو فجر: أشكر الشرفاء الذين وقفوا بجواري وطالبوا كثيراً بالإفراج عني وعلي رأسهم زوجتي والمناضلون السياسيون والإعلام الحر وعلي رأسه جريدة «الدستور» التي تبنت قضيتي ولم تنس التذكير بحتمية الإفراج عني في كل مناسبة.

وقال: إن مطالب البدو منذ عام 2007 لم يتحقق منها مطلب واحد، فقد كان يتم الإفراج عن المعتقلين ثم يعاد اعتقالهم مرة أخري، وهناك أيضا مطالب بإعادة النظر في الأحكام الغيابية فليس من المنطقي أن تكون هناك أحكام غيابية ضد صبي في الثانية عشرة من عمره أو ضد رجل ميت.

وقال: إن هناك جهات سيادية في مصر تدخلت قبل أن يزداد الموقف اشتعالاً وأنها هي التي كانت وراء الإفراج عن المعتقلين بعد أن شعرت أن هناك خطراً حقيقياً يواجه سيناء ومصر بصفة عامة التي يسعي الجميع للحفاظ عليها.

وقال: علينا أن نعطي الحكومة فرصة لثبت حسن نواياها في حل مشكلات بدو سيناء وأن هناك مطالب أخري للبدو سيتم تأجيل بحثها لحين التزام الحكومة بالإفراج عن بقية المعتقلين أو إحالتهم إلي القضاء لمحاكمتهم محاكمة عادلة ونحن نرضي بحكم القضاء.

وقال:صبرنا لن يكون طويلاً وسنراقب من بعيد وإذا لم يتم الالتزام ستكون لدينا وسائل أخري سلمية للتصعيد، وتوقع أبو فجر أن يتم الإفراج عن المزيد من المعتقلين خلال الفترة المقبلة وأن ذلك سيساعد علي نزع فتيل العنف.

وعن أشهر المعتقلين الذين قابلهم أبو فجر في السجن قال إنه قابل شخصاً بدوياً يدعي عرفات مزيد وهو رجل ليس له أقارب أو أشقاء يسألون عنه وقد تم اعتقاله عقب زواجه بأيام منذ نحو 8 سنوات ولا أحد يعرف ما هو سبب اعتقاله وهل هو معتقل سياسي أم جنائي؟.

وأضاف أن البدو يجب أن يعتمدوا خلال الفترة المقبلة علي المشايخ في توصيل طلباتهم ومشكلاتهم إلي أجهزة الدولة باعتبارهم القناة الشرعية الوحيدة التي تقبل الدولة التعامل معهم لإنهاء مشكلاتهم وإذا فشل المشايخ في ذلك سيكون هناك وسائل عديدة للنضال السلمي المدني.

ويضيف أنه رغم اختلافه الجذري مع الحكومة التي يقتنع أن مصر تحتاج إلي حكومة أفضل منها بكثير، فإنه يحاول أن يصدق جديتها في إنهاء مشكلات البدو رغم تشككه في ذلك، وعن انتشار السلاح بسيناء يقول إن هذا نتيجة وليس سبباً بسبب تهور الشرطة في تعاملها مع البدو، مضيفاً أن حل مشكلات البدو يجب أن يكون عن طريق القضاء العرفي وليس عن طريق مبني مديرية الأمن بشمال سيناء.

وقال أبو فجر إن دوره خلال الفترة المقبلة سيكون إرشاد وتوجيه البدو للذهاب إلي المشايخ لعرض مطالبهم وتعريفهم بأن المشايخ هم قناة الوصل بينهم وبين الحكومة، مضيفاً أنه سيكون مراقباً أيضا لما يجري وسيتدخل إذا فشلت مساعي المشايخ وسيكون ذلك عن طريق وسائل سلمية ومدنية حضرية بعيداً تماماً عن استخدام العنف، وأنه بعد الإفراج عن المعتقلين سيكون هناك مطالب أخري خاصة بتمليك الأراضي وتوفير فرص عمل للبدو.

وعن موقفه من الدكتور محمد البرادعي وجمعية التغيير قال: البرادعي هو أمل مصر وإذا دعاني فأنا مستعد للجلوس معه في أي وقت كما يشرفني الانضمام إلي الجمعية وسوف أنضم فوراً لحملة لتعديل الدستور

No comments: