Monday, July 05, 2010

“لكم دماغكم.. ولى دماغى” شعار مدونة محمد حمدى

عزيزى خالد محمد سعيد .
بعد التحية .
أكتب إليك خطابى ولا أعلم إن كان سيصل لك أم لا، فنحن هنا على الأرض ليست لدينا معلومات مؤكدة عن كفاءة نظام البريد فى السماء . أيضا لا أعلم إن وصل إليك خطابى هل ستستطيع قراءته أم لا، فنظرا لحالتك التى رأيتك عليها أخر مره من خلال صورة منشورة على موقع )مصراوى( أظهرت جثمانك بعد وفاتك، لا أعلم إن كنت تستطيع إستخدام عينيك فى القراءة من جديد أم لا .عزيزى خالد...
أخذنى الكلام ونسيت أن أعرفك بنفسى. أنا محمد حمدى. شاب مصرى مثلك تماما، جلست يوما فى مقاهى إنترنت كالتى جلست أنت فيها، وتعرضت لاضطهاد رجال الشرطة مثلما تعرضت أنت بالظبط، ولعل السؤال الذى يشغل بالى، لماذا لا أكون أنا المقتول وتكون أنت صاحب الخطاب؟ هل تعرف ما الغريب فى مصر يا خالد؟ الغريب أنك لا تعرف أبدا السبب فى وصولك لمكانة جيدة، أو إنحدارك لمكانة سيئة.. لا توجد مررات أو أسباب حقيقية لأى شىء، لذلك نحن الشعب الأكثر تدينا فى المنطقة لأننا يأسنا من إيجاد تفسيرات على الأرض فبدأنا ننتظر التفسيرات من السماء . لكن دعنى أحاول التخمين لماذا لم نتبادل المقاعد وتكون أنت صاحب الخطاب وأكون أنا القتيل؟ هناك عدة أسباب فى الواقع... من الممكن لأننى قريب فلان الفلانى أو علان العلانى مما يجنبنى الوقوع فى مشكلات طويلة الأمد مع الشرطة؟ ربما لأننى لا أنزل من المنزل الا ومعى حوالى 100 جنية من عملات صغيرة )خمسات وعشرات( لرشوة كل من يتسبب فى أى عقبة تواجهنى؟
ربما لأن أمناء الشرطة فى بلدى محترمون وأصحاب مبادىء عليا ولا يتعرضون لأمثالى لأنهم مشغولون بمعاكسة
الفتيات وهتك عرض الصحفيات ووضع العصى فى مؤخرات سائقى الميكروباصات؟ لا أريد أن أتعب دماغك فى أفكارى، فعلى ما أعتقد أنت مازلت تعانى صداعا نصفيا هائلا حتى الأن نتيجة ما حدث معك فى لحظاتك الأخيرة على الأرض... حسنا يمكنك الإستراحة على نهر اللبن هناك ودعنى أخبرك قليلا عن اخبار مصر بعد رحيلك . أولا نفت الفنانة الاستعراضية ساندى علاقتها باحد رجال الاعمال وقالت انها ترفض الإيحاءات المثيرة.. أيضا رفضت ياسمين عبد العزيز التعليق على شائعة طلاقها، أما سميرة سعيد فأعلنت رغبتها فى مشاهدة منتخب مص.... نعم؟ عن ماذا تسألنى؟ عن رد الفعل على وفاتك؟ ولماذا لا تهتم الأخبار بتغطية الجريمة التى تعرضت لها؟ اعذرنى يا أخ خالد وأسمح لى أن أعترض على ما تقوله، إننا لم نهمل حادث وفاتك على الإطلاق بل دعنى أخبرك بهذه الحقائق : لقد غيرنا جميعا صور البروفايل على الفيس بوك الى صورتك، وأنت تعرف العناء الذى نبذله لاختيار صورة البروفايل وتعرف أن قرار تغيير صورة البروفايل كان قرارا مصيريا إستلزم منا الكثير من الوقت والجهد لأخذه إلا أنه لا شىء يهون فى سبيل التضامن مع اهلك للحصول على حقك . أيضا دعنى أخبرك أننا عملنا Tag لأصدقاءنا على صورتك وعلى الفيديو الخاص بك أيضا، وأعتقد أنك مستخدم فيسبوك وتعرف مدى عناء عمل Tag لأصدقاءك على الصور والفيديو، بل أننا قمنا بعمل جروب على الفيس بوك
وصفحة فان بيدج فأى شىء أخر تطالبنا بعمله يا خالد؟ حسنا أنت تقول أن هذا غير كافى لكن ماذا فعلت
أنت عندما كنت حيا إذن؟ أنت شاب من نفسى سنى لذلك أستطيع إستنتاج ما كنت تفعله.. فيس بوك؟
جيمز؟ تشات؟ ماسنجر؟ هل شاركت يوما فى وقفة إحتجاجية؟ هل مشيت يوما فى مظاهرة؟ لماذا يا خالد؟
هل قالوا لك أن الأمان فى السير )جنب الحيط(؟ هل خفت على حسابك على فيس بوك من الإغلاق؟ هل خفت من الطرقة
الأولى لرجال الأمن على باب منزلك فى ساعات الفجر الأولى؟ ها أنت ذا قد إخترت السير بجوار الحائط فماذا كانت النتيجة؟ وها أنا ذا أعنفك بينما أمارس نفس ما تقع فيه.. أنا أجبن من الإشتراك فى مظاهرة وأضعف من تحمل
) القفا( الأول من رجل الأمن، أنا أيضا جبان مثلك ولا أتوقع عند وفاتى سوى ردود أفعال جبانة. إن الأوغاد هنا يتحدثون عن أمور كثيرة لا أفقهها.. هناك إناس يقولون أنك مجرد مدمن هارب، وهل كونك مدمنا يعطيهم ذلك الحق فى ضربك
حتى الموت؟ أكره دائما لعبة خلط الأوراق على غرار )هو مدمن اذن يستحق الضرب حتى الموت.. هى مُدخنة اذن
فهى عاهرة.. هو غنى اضن هو لص وابن كلب غالبا... الخ( يقول الأوغاد أيضا انك هارب من العسكرية.. ويقول
اوغاد أخرون انك لست هاربا منها، لا أعلم لماذا انبرى إناس فى تشويه صورتك دون ان يعرفوك وانبرى اخرون
فى التصدى لهم وهم ايضا لا يعرفوك وكلاهما اوغاد والشرف كل الشرف للباحثين عن الحقيقه ولا شىء
غيرها.. إن كونك رائعا او سافلا لا يغير فى الامر شىء.. حتى لو كنت قاتل كيندى فهذا لا يعطي احد الحق فى
ضربك حتى الموت دون محاكمة عادلة.. حتى احكام الاعدام عند صدورها يتم تنفيذها بحيث تزهق الروح باقل
قدر من الألم . العقوبة هى القتل وليس التعذيب بحد ذاته حقا إننى لا اشعر بأى ضغانة تجاه الرجلين الذين ضربوك
حتى الموت.. هم أيضا عباد المأمور، هم أيضا ينفذون الأوامر.. أتذكر اليوم العبارة التى سمعتها فى فيلم )ايام
السادات( عندما يقول أحمد زكى محدثا أحد الأشخاص من خلال شخصية أنور السادات : ) يا إبنى أمثالنا هما اللى
بيصنعوا الدساتير!( عزيزى خالد... المشكلة هناك...فى هؤلاء الذين يصنعون الدساتير .
وحتى نلتقى فى جنات النعيم أو سعير جهنم . لك منى التحية

لقراءة التدوينة كاملة يمكن زيارة الرابط
التالى:
http://tinyurl.com/34746rh

No comments: