نحب دائمًا أن نفخر بخرافة أننا شعب مسامح ومسالم!
يجوز أن هذا الكلام كان صحيحًا يومًا ما في زمن ما!
لكن منذ ثلاثين عامًا بدأت طبائع المصريين في الاختلاف والاختلال وعوامل كثيرة أثرت فيه وداست علي ملامحه.
حادث المقاولون العرب الأخير أحد أدلتي علي أن المصريين تغيروا جدًا، وتغيروا للأسوأ والأنيل!
الدليل ليس في مواطن «مسالم» تحول إلي قاتل جماعي في لحظة بل في الضحايا كما في الجاني تمامًا!
فالضحايا (وتعاطفي معهم بلا حدود) هم دليلي علي مصر التي اختلت والقيم التي انهارت وعلي نهاية خرافة المصري المسامح المسالم التي نثرثر بها جزلاً، فالمتأمل للحادث يكتشف أن الموظفين في أتوبيس الشركة مارسوا يوميًا ولأشهر حالة العدوان اللفظي علي السائق بشتي وسائل السخرية والنقرزة والتهكم والتريقة والسخسخة من الضحك من الزملاء الركاب علي مهزأة السائق باتهامات بالضعف الجنسي أو قلة الرجولة أو ضعف الحال، يتم هذا وسط تواطؤ الجميع بل مشاركة الجميع بالصمت وبالضحك وبالتسخين، لا تدخل واحد وقال: كفاية يا جماعة دي قلة أدب، أو ميصحش أو عيب، أو حرام «المصريون يحرمون علي أنفسهم عيشتهم في أسئلتهم خلال الفضائيات والإنترنت بحثًا في فتاوي الحلال والحرام وكل حاجة عندهم حرام بينما يفعلون بمنتهي السهولة الحرام اللي بجد!!»، لم يوقف موظف أو موظفة من ركاب الأتوبيس هذه الجريمة الجماعية التي تتم يوميًا وغاب عن الزملاء أنهم يرتكبون إثمًا ويمارسون عدوانًا يؤثر في مشاعر الرجل وشخصيته بل علاقته ببيته، طبعًا سهل جدًا تسمع إجابة «دول كانوا بيهزروا»!
هل هذا هزار بذمتكم؟
ثم هل كان يمكن ممارسة هذا الهزار السمج والعدوان الفظ علي رئيس وردية مثلاً، أو علي البيه المهندس؟
طبعًا يتم اختيار العنصر الضعيف غير المسنود وغير المؤذي كي نرتكب فيه فعلنا اليومي من الإهانة والسخرية، حجتنا أننا بنهزر، أما الست أو الراجل الذي كان جالسًا في الرايحة والجاية يسمع هذا اللغو وضحك فهو يبرر ذلك لنفسه بأنهم بيهزروا وبعد شقا النهار وتعب العمل فيه إيه لما نضحكوا شوية!
المحصلة أن مواطنين قليلي الحيلة وغلابة (حتي لو كانت رواتب المقاولون العرب أفضل رواتب) ينفثون عن قمع الحياة وضغط العيشة وقرفها بتطليع روح زميلهم الضعيف مما جعله ينفجر في وجوههم ووجه المجتمع المتواطئ الذي شاركهم في إهانته والعدوان عليه!
طبعا لو كان هؤلاء الموظفون يتكلمون في الأتوبيس عن البرادعي والتغيير ورفضهم التوريث كان أمن الشركة عرف بعدها بساعات وتدخل، لكن الأمن لم يكن موجودًا بينما التنكيل اليومي بسائق قائم ومستمر، ثم إن الجميع كان يتحدث عن السائق الذي يحفر في بيته بحثًا عن كنز وكانت السخرية من أنه لم يجد الكنز وليس أنه حفر، حيث معظم المصريين- ولا أخشي أن أقول جميعهم- مستعدون لأن يحفروا في بيوتهم بحثًا عن آثار يبيعونها من وراء الدولة بحثًا عن الكنز، لأن هذا الشعب صار شعب الحلول الفردية - والغيبية والغبية أحيانًا - في مواجهة نظام فاسد هو أول المستفيدين من إفساد شعبه
يجوز أن هذا الكلام كان صحيحًا يومًا ما في زمن ما!
لكن منذ ثلاثين عامًا بدأت طبائع المصريين في الاختلاف والاختلال وعوامل كثيرة أثرت فيه وداست علي ملامحه.
حادث المقاولون العرب الأخير أحد أدلتي علي أن المصريين تغيروا جدًا، وتغيروا للأسوأ والأنيل!
الدليل ليس في مواطن «مسالم» تحول إلي قاتل جماعي في لحظة بل في الضحايا كما في الجاني تمامًا!
فالضحايا (وتعاطفي معهم بلا حدود) هم دليلي علي مصر التي اختلت والقيم التي انهارت وعلي نهاية خرافة المصري المسامح المسالم التي نثرثر بها جزلاً، فالمتأمل للحادث يكتشف أن الموظفين في أتوبيس الشركة مارسوا يوميًا ولأشهر حالة العدوان اللفظي علي السائق بشتي وسائل السخرية والنقرزة والتهكم والتريقة والسخسخة من الضحك من الزملاء الركاب علي مهزأة السائق باتهامات بالضعف الجنسي أو قلة الرجولة أو ضعف الحال، يتم هذا وسط تواطؤ الجميع بل مشاركة الجميع بالصمت وبالضحك وبالتسخين، لا تدخل واحد وقال: كفاية يا جماعة دي قلة أدب، أو ميصحش أو عيب، أو حرام «المصريون يحرمون علي أنفسهم عيشتهم في أسئلتهم خلال الفضائيات والإنترنت بحثًا في فتاوي الحلال والحرام وكل حاجة عندهم حرام بينما يفعلون بمنتهي السهولة الحرام اللي بجد!!»، لم يوقف موظف أو موظفة من ركاب الأتوبيس هذه الجريمة الجماعية التي تتم يوميًا وغاب عن الزملاء أنهم يرتكبون إثمًا ويمارسون عدوانًا يؤثر في مشاعر الرجل وشخصيته بل علاقته ببيته، طبعًا سهل جدًا تسمع إجابة «دول كانوا بيهزروا»!
هل هذا هزار بذمتكم؟
ثم هل كان يمكن ممارسة هذا الهزار السمج والعدوان الفظ علي رئيس وردية مثلاً، أو علي البيه المهندس؟
طبعًا يتم اختيار العنصر الضعيف غير المسنود وغير المؤذي كي نرتكب فيه فعلنا اليومي من الإهانة والسخرية، حجتنا أننا بنهزر، أما الست أو الراجل الذي كان جالسًا في الرايحة والجاية يسمع هذا اللغو وضحك فهو يبرر ذلك لنفسه بأنهم بيهزروا وبعد شقا النهار وتعب العمل فيه إيه لما نضحكوا شوية!
المحصلة أن مواطنين قليلي الحيلة وغلابة (حتي لو كانت رواتب المقاولون العرب أفضل رواتب) ينفثون عن قمع الحياة وضغط العيشة وقرفها بتطليع روح زميلهم الضعيف مما جعله ينفجر في وجوههم ووجه المجتمع المتواطئ الذي شاركهم في إهانته والعدوان عليه!
طبعا لو كان هؤلاء الموظفون يتكلمون في الأتوبيس عن البرادعي والتغيير ورفضهم التوريث كان أمن الشركة عرف بعدها بساعات وتدخل، لكن الأمن لم يكن موجودًا بينما التنكيل اليومي بسائق قائم ومستمر، ثم إن الجميع كان يتحدث عن السائق الذي يحفر في بيته بحثًا عن كنز وكانت السخرية من أنه لم يجد الكنز وليس أنه حفر، حيث معظم المصريين- ولا أخشي أن أقول جميعهم- مستعدون لأن يحفروا في بيوتهم بحثًا عن آثار يبيعونها من وراء الدولة بحثًا عن الكنز، لأن هذا الشعب صار شعب الحلول الفردية - والغيبية والغبية أحيانًا - في مواجهة نظام فاسد هو أول المستفيدين من إفساد شعبه
No comments:
Post a Comment