Thursday, July 22, 2010

وثيقة طريفة فى اوراق رفاعة الطهطاوى(1801 - 1871 ) - تعهد بعدم الزواج على زوجته

ان القاء الضوء على تللك الوثيقة الهامة- تكشف بوضوح عن الارتباط العميق بين افكار رفاعة رافع الطهطاو (1801- 1872 ) وسلوكه الشخصى ,فلقد كان الرجل يكن احتراما عميقا للمرأة ويؤمن بحقها فى المساواة والعدل. ان الحديث عن رفاعة رافع الطهطاوى المفكر الرائد للنهضة العربية والاسلامية ,,يتطلب التطرق الى حياتة وافكاره بشكل مختصر.. ولد السيد فى طهطا فى صعيد مصر وشب فى ظل ظروف سياسية واقتصادية اخرجته من العالم القديم الى العالمالجديد, حيث ادت اصلاحات محمد على الكبير الى حدوث تغيرات كبيرة فى المجتمع المصرى الحديث. وقد تأثر رفاعة اشد التأثير باستاذه الشيخ حسن العطار احد علماء العصر الكبار والذى سعى لتعينه اماما لاول بعثة علمية ارسلها محمد على الكبير للدراسة فى باريس, وكان تأثير باريس فيه اكبر تاثير والاعوام الخمسة من 1826- 1831 التى قضاها هنالك اهم الاعوام فى حياته فقد القى بنفسه فى خضم الاحداث بحماسة وجد ونجاح, واكتسب معرفة دقيقة باللغة الفرنسية, ومشاكل الترجمة منها الى اللغة العربية, وطالع كتبا فى التاريخ القديم والفلسفة الاغريقية والمثيولوجيا والجغرافيا والرياضيات والمنطق وقرأ سيرة نابليون, وبعض الشعر الفرنسى ,بما فى ذلك راسين ,ورسائل تشترفيلد الى ابنه ,والاكثر من هذا تعرف على الفكر الفرنسى فى القرن الثامن عشر, وخاصة افكار فولتير وكوندياك والعقد الاجتماعى لروسو,, واهم مؤلفات مونتسيكو. لقد ترك عصر التنوير الفرنسى اثرا دائما فى تفكيره ومنه ان الشعب يمكنه وبل يجب عليه ان يشترك فى الحكم ,وبأن الواجب تهذيبه من اجل هذه الغاية, وبأن الشرائع يجب ان تتغير بتغير الظروف ,وبأن ماكان منها صالحا فى زمان او مكان قد لايصلح لزمان او مكان اخر, وهنالك ظهرت لديه فكرة الامة من منتسيكو وان حب الوطن من اساس الفضائل, وان محبة الوطن تؤدى الى دماثة الاخلاق ,ونجح رفاعة الطهطاوى بالاقتباس من المجتمع الفرنسى المزدهر , ونشره فى كتابه -تخليص الابريز الى تلخيص باريس- وهو وصفا لاقامته فى باريس وقد وجد عندهم كثير من الامور مايستحق الثناء والمديح ومنها النظام وحب العمل وحب المعرفة وذم الكسل وحب التغير والتبديل وتربية الاولاد بعناية فائقة ووفائهم بالوعد وثباتهم على الافكار المهمة وعدم الغدر وقلة الخيانة.
ومن ان اهم مايهمنا من افكار الطهطاوى وخاصة فى كتابه - المرشد الامين للبنات والبنين - ويرى ان الثروة الوطنية هى الفضيلة وان مفتاح الفضيلة هو التربية وان التعليم يجب ان يكون متصلا بالمجتمع ويرى ان تعليم البنات ضرورى جدا للمجتمع وتمكين المرأ ة من العمل- وهذه الامور الثورية مهمة فى القرن الثامن عشر واكد على الصحة الجسدية والعائلة والصداقة ,, وفوق هذا حب الوطن واكد على الحرية وحقوق المواطن واكد على ضرورة تعليم المراة ويعتبر رفاعة رافع الطهطاوى رائدا من رواد تحرير المراة العربية فى ذلك الوقت المبكر الذى تعامل المراة فى باب الحريم من الناحية الاجتماعية ودعا الطهطاوى رفع مكانة المراة وكان معارضا شديدا لفكرة تعدد الزوجات- حيث كتب وثيقة طريفة بخطه ووقها بامضائه وختمها بخاتمه وتقول هذه-.

-
-- التزم كاتب الاحرف رفاعة رافع بدوى رافع - لبنت خاله المصونة , الحاجة كريمة , بنت العلامة الشيخ محمد الفرغلى الانصارى - انه يبقى معها وحدها على عصمتها دون ان اخذ غيرها من النساء او تمتع بجارية اخرى - فان تزوج بزوجة ايا كانت تكون بنت خاله بمجرد العقد طالقه بالثلاث- وكذلك لايحل- انها مادامت معه على المحبة المعهودة, مقيمة على الامانة والعهد لبيتها ولاولادها ولخدمها ولجوارها , ساكنة معه فى محل سكناه , ولايتزوج بغيرها اصلا , ولايتمتع بجوار اصلا ولايخرجها من عصمته حتى يقضى الله لاحدهما بقضاه-

ان هذا التعهد او العقد ابلغ دليل من كل تعليق ويعتبر دليلا على موقفه العملى من افكاره النظرية حول المراة والامتناع عن التعدد فى ذلك الزمان وان رفاعة لم يكن ممن يقول مالا يفعلون لقد كتب عبد الرحن الكواكبى - مابال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ويفكرون بحزم ويعملون بعزم ولاينفكون حتى ينالوا مايقصدون -ان هذا القول ينطبق على رفاعة رافع الطهطاوى واننا بحاجة ماسة لمثل هؤلاء من الناس

على عجيل منهل
alimenhel@hotmail.de
الحوار المتمدن

No comments: