Wednesday, June 30, 2010

مصعب يوسف يمنح اللجوء في الولايات المتحدة

حصل مصعب يوسف ابن أحد قادة حماس والذي اعترف بتقديم معلومات أمنية لإسرائيل على حق اللجوء في الولايات المتحدة.

وقال قاضي المحكمة بولاية كاليفورنيا والتي نظرت في طلب يوسف إنه سيسمح له بالإقامة في الولايات المتحدة بعد إجتيازه بعض الاختبارات العادية.

وكان يوسف قد قال في مقابلة خاصة مع بي بي سي، إنه قدم معلومات لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بدافع إنقاذ "دماء الأبرياء" من مواطنيه الفلسطينيين.

وأوضح أنه كان يعيش "اوضاعا خطيرة بشكل يومي تقريبا لكني لم أكن خائفا لأن ما كان يدفعني في ذلك الوقت هو إيماني بأني كنت أنقذ دماء أبرياء وهو الأمر الذي أعتقد أنه شجعني على الاستمرار".

وكان قد صدر أواخر العام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية كتاب "ابن حماس" لمصعب حسن يوسف والذي أثار جدلا كبيرا.

يشار إلى أن مصعب الذي تحول عن الاسلام إلى المسيحية، وأصبح يدعي جوزيف هو الابن الأكبر لحسن يوسف، ويعيش حاليا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة ويقول إن هدفه كان منع الهجمات الانتحارية لوقف قتل الفلسطينيين والاسرائيليين.

وقال مصعب إنه عمل جاسوسا لإسرائيل على مدى أكثر من عشر سنوات. وقال إنه بعد أن أفرجت إسرائيل عنه إثر اعتقاله عام 1996، بدأ بإمداد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي بالمعلومات عن منفذي هجمات انتحارية وقيادات مهمة في كل من حركتي حماس وفتح.

"إنقاذ الأبرياء"

وقال مصعب في مقابلته مع بي بي سي إنه قدم هذه المعلومات لإنقاذ "دماء الأبرياء"، مضيفا" لقد كنت أعيش اوضاعا خطيرة بشكل يومي تقريبا لكني لم أكن خائفا لأن ما كان يدفعني في ذلك الوقت هو إيماني بأني كنت أنقذ دماء أبرياء."

وأضاف مصعب "يحدوني الأمل في أن أساعد شعبي في المستقبل كما ساعدتهم في الماضي ولم يقدروا هذه المساعدة وبالمناسبة لم أكن انتظر منهم أن يقدروها".

وأضاف" فعلت ما فعلت تماشيا مع شخصيتي ومع الرب الذي أؤمن به، وسوف أستمر في عمل هذا... ربما لن يدركوا اليوم أهمية ما أفعله وأنا لا ألومهم فمن الصعب أن يفهموا، وسأظل أحبهم وأعمل لصالحهم. يوما ما ربما بعد أن أموت ستتحدث الأجيال عما فعلت".

ويحكي الكتاب قصة مصعب الذي يطلق عليه "الامير الاخضر" في اشارة الى رايات حماس ذات اللون الاخضر، حيث يشير الى ان مصعب تربى في عائلة مسلمة متزمتة في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل.

وقد نشرت مواقعُ تابعةُ لحماس على الإنترنت رسالةً تقول إنها من والده الشيخ حسن المسجونِ في إسرائيل يُعلنُ فيها أنه تبرأ من مصعب.

وكانت صحيفة هآرتس الاسرائيلية قد كشفت نقلا عن مصادر أمنية ان المعلومات التي امد بها مصعب الاجهزة الامنية الاسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية قادت الى اعتقال عدد من قيادات الانتفاضة.

كما ذكرت الصحيفة ان المعلومات ادت الى اعتقال قياديين بارزين بينهم عبد الله البرغوثي وابراهيم حامد كما تسببت باعتقال والده القيادي في حماس منعا لاغتياله من جانب الجيش الاسرائيلي.

تنفرد صحيفة الصنداي تلجراف البريطانية بنشر حديث مع مصعب يوسف، نجل القيادي البارز في حركة حماس المعتقل في إسرائيل حسن يوسف، إذ يكشف فيه للمرة الأولى عن الأسباب التي حدت به للكشف عن تاريخه السري من العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية، وعن الدور الذي لعبه بإفشال مخطط لاغتيال وزير خارجية إسرائيل السابق ورئيسها الحالي شيمون بيريز.

يقول مصعب يوسف، الملقب بـ "الأمير الأخضر"، إن دافعه الأساسي لإماطة اللثام عن ماضيه والتحدث عنه علنا في هذا الوقت هو "مجرد محاولة لوضع كل من القادة العرب والإسرائيليين أمام مسؤولياتهم، لعلِّنا نتمكن من إيجاد حلول أفضل لشعبي وللشرق الأوسط."

ويمضي يوسف، الذي كشفت التقارير مؤخرا أنه كان يتعامل مع المخابرات الإسرائيلية مذ كان سجينا في إسرائيل عام 1996، قائلا: "يجب عليهم (أي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين) تحمل المسؤولية في كل خطوة يخطونها، سواء أكان ذلك في المفاوضات أم في الحرب. فالناس على الجانبين بحاجة لكي يعرفوا ما الذي يفعله قادتهم بالفعل."

ويضيف يوسف، الذي تحوَّل إلى المسيحية قبل أعوام ويعتزم أن ينشر خلال الأسبوع الجاري كتابا بعنوان "ابن حماس"، بقوله إنه لا يخشى الانتقام مما أقدم عليه من كشف لتعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية.

ويردف قائلا: "لا يوجد لدي سبب للاختفاء، فأنا بحاجة إلى العمل بجد الآن من أجل السلام أكثر من أي وقت مضى."

وعن علاقته بوالده حسن يوسف، المعتقل لدى إسرائيل، يقول مصعب يوسف: "كان ولا يزال بالنسبة لي البطل. فأنا معجب به، وآمل أن يتخذ موقفا شجاعا ضد العنف، فهذا الرجل يستطيع تحقيق السلام لشعبه."

إنقاذ بيريز

ويكشف يوسف في اللقاء كيف أنه كان قد أنقذ أرواح العديد من القادة الفلسطينيين، بمن فيهم والده، وذلك من خلال إصراره بتعامله مع الإسرائيليين على أنه لن يوافق على مخططاتهم لاغتيال أولئك القادة.

كما يكشف أيضا كيف أنه أجهض في عام 2001 مخططا لاغتيال شيمون بيريز، وزير الخارجية الإسرائيلي حينذاك، عبر تفجير أربع قنابل يدوية الصنع في سيارته. يقول يوسف إنه كُلِّف شخصيا بشراء الهاتف الذي كان سيُستخدم من قبل المنفذين لعملية الاغتيال المفترضة. وقد قام بعدها بتمرير رقم الهاتف إلى الشين بيت، الأمر الذي أدّى لاحقا إلى انفضاح المخطط، وبالتالي إجهاضه.

ويقدم تقرير الصنداي تلجراف أيضا تفاصيل كثيرة عن كيفية اعتناق مصعب يوسف للمسيحية، وعن حنينه إلى العودة إلى أهله وأصدقائه وبيته في الضفة الغربية.

No comments: