Wednesday, June 09, 2010

أنني احبك ... أيها المختلف

يقولون في علم النفس بان الأنسان في دواخله يميل الى ان يصدق ما يعتقده,,, ويحنق على كل من يخالفه في فكره ...بالنسبة لي ( وكوني أوليت هذه الظاهرة اهتمامي ) قد عانيت الكثير الكثير مع اصدقائي واهلي وعائلتي .. كنت دوما اضطر للمجاملة وكنت دوما لا احبذ اسلوب مهاجمة افكار الأخرين بطريقة مباشرة وهذا مما جعل الأخرين يتقولون علي ويكيلون لي التهم جزافا !!!! مثل الأدعاء بانني منافق!! او بانني مجامل!!! او بأنني لا املك الشجاعة لأدافع عن رأيي!!! او انني ابطن بخلاف ما اظهر !!!!....... الخ . لكنني اقول وبكل وضوح وتجرد انني لست بهذا ولا ذاك بل انني لا اريد ان اكتسب اعداء بدون طائل .... لأانني متيقن بأن مجتمعاتنا لا تتقبل الراي المخالف بتاتا مهما أدعوا بخلاف ذلك !!! نعم نحن شعوب لا تريد ان تسمع الا ما يدغدغها .!!!_انا هنا اتكلم ايضا عن النخب المثقفة !!!_...ه
تخيلوا مقدار الجهد الذي ابذله حينما اراجع (مثالا ) احد دوائر امانة العاصمة من اجل مراجعة مخططاتي الهندسية (مجال مهنتي هو استشارات هندسية في مجال الأبنية ) مع زميلي المهندس في تلك الدائرة الذي يصر على ان رايه هو الأصح هندسيا وبانني مخطئا في بعض حساباتي!!!!! كنت استطيع بكل بساطة ان ابين له انه مخطيء واستطيع بمنتهى السهولة ان اشرح له ما التبس عليه لكنني ارد عليه _وأبتسامتي تملأ وجهي _قائلا : نعم ايها الزميل انك محق تماما لكنني كنت اظن خاطئا ان طريقتي صحيحة ( وهنا ابدا اشرح له ما غفل هو عنه ) ... بالأخير يقول لي وهو يدعوني على فنجاة قهوة : لا باس ايها الزميل طريقتك ايضا جيدة تستطيع ان تستمر بها وساعتمدها ......أرايتم الجهد الذي ابذله ؟؟ أرايتم مقدار المجاملة ومقدار الوقت المهدور عبثا ؟؟ ...قد يقول قائل منكم ( وهو محقا ) لماذا لا تقول له بشكل مباشر انت مخطيء !!!! جوابي سيكون كالتالي : ليس صعبا ان اواجهه بخطئه لكنني متيقن لدرجة اليقين بأن ذلك المهندس سيعتبرني لحظتها( في اعماقه وفي دواخله الخفية ) عدوا له او ( على اقل تقدير ) لن يشعر باي راحة لمجرد رؤيتي !!!!! هذا للاسف واقع مجتمعاتنا !!!! فمهما ادعى المثقف بانه يتحمل الأنتقاد سرعان ما تجده وقد انفلتت اعصابه من مجرد راي مناقض له ..... ه
انا ( أعوذ بالله من كلمة انا ها ها ) اجبرت نفسي بصعوبة بالغة جدا و بعد تمرينات قاسية جدا على تقبل الذين يعادونني ويناقضونني ويتعاكسون معي بالقناعات والرؤى وتوصلت الى ما يلي
انني قد احقد على الأيدلوجية الشيوعية لكنني احب الشيوعيين
اي بأختصار انا قد اكره عقيدة ما او فكرة ما لكنني لا اكره الذين يؤمنون بتلك العقيدة او الفكرة
أنا شخص لا ديني وليس كل اللادينيين طيبين
هناك اناس مؤمنون وليس كل المؤمنيين سيئين
أسمحوا لي هنا الن اعطيكم مثالا واقعيا بغاية الغرابة: انتم تعلمون انني اكتب دوما ( وساظل اكتب )

(..أنا ومحمد متناقضين فكريا لكننا اصدقاء رائعيين تعرفنا على بعضنا من خلال هذا الموقع واصبحت بيننا مراسلات واتصالات ومحمد شفيق انسان مثقف وعقلاني ويملك ادبا جما ويجادل بطريقة متحضرة) .. ه
انا لا زلت اكتب بكل سخرية
ومحمد شفيق لا زال يطلب مني ان اخفف من درجة السخرية
محمد شفيق لا زال يعتبرني صديقه وانا ايضا لا زلت اعتبر محمد شفيق صديقي
لكن من خدم العلمانية والنورانية اكثر انا ام محمد شفيق ؟؟؟؟
استعدوا للمفاجاة المذهلة!!!!! محمد شفيق المؤمن خدم العلمانية والليبرالية اكثر مني كثيرا وذلك بانه يكتب بأسمه الصريح من قلب مدينة الصدر في بغداد بينما اكثب انا من امام شاشة الكميوتر باسمي غير الحقيقي !!!! هو ينادي ويصرح علنا من بغداد ( وليس من اوروبا ) بوجوب منع تدريس مادة الدين في المدارس ... هو يصرح من قلب مدينة الصدر بوجوب اجتثاث كل الأيات القرانية التي تحض على الكره والقتل !!!!تخيلوا ان المؤمن محمد شفيق يقوم هو وبرفقة بعض الناشطين بتشكيل مبدا جديد اسمه الدينقراطية ( اي الدين +الديمقراطية ) ... لعمري ان محمد شفيق امتلك الشجاعة والباس اكثر بكثير مني انا الذي ما فتئت احارب الدين بمقالاتي(0 وساظل احارب بدون ملل او كلل )
مع ان الشاب محمد شفيق مؤمن ولا يحب طعننا بالدين لكن هل نعتبره مثل القرضاوي ؟؟ هل يجب علينا ان نحشره مع زمرة القاعدة ؟؟؟
اعجبني قول الفيلسوف شوبنهاور : نحن ننظر للحقيقة من اربعة زوايا متناقضة !!أما افلاطون فقد قال : ان هناك الكثير مما يجمع وهناك الكثير مما يفرق فقل لي ايها الفتى عما تبحث ؟؟؟
ان اجمل واعظم قول اطرب له قو مقولة فولتير : انني قد اخالفك الراي لكنني على استعداد لأن اقدم حياتي طائعا لتقول رايك بكل حرية
كل المحبة والأعجاب للذين يوافقونني الرؤى وكل المحبة والأعجاب للذين يناقضونني بالرؤى وللجميع بدون استثناء اقول كما قال جبران خليل جبران: الموت اقوى من الحياة لكن الحب اقوى من الموت .. أحبكم .. احبكم

محمد الحلو
ma.sugar@hotmail.com
الحوار المتمدن

No comments: