وصف خبراء وباحثون نتائج انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، مؤخراً، بأنها مهزلة، وتعكس غباء النظام سياسياً، وأكدوا أن ما تم فى الانتخابات «بروفة» لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، ويحمل رسالة من النظام لعدة قوى سياسية، منها حزب الوفد، الذى أكدوا أن النظام «يدبح له القطة»، مبكراً، بعد تغيير رئيسه فى انتخابات الحزب الأخيرة.
قال الدكتور ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن «الوفد» والإخوان لم يفشلا فى الانتخابات لأن العملية الانتخابية شهدت تدخلات و«مهزلة»، وأن النتيجة المتمثلة فى نجاح أكثر من ٧٠ مرشحاً للحزب الوطنى، مقابل ٤ للأحزاب، لا تعبر عن الانتخابات،
وأوضح أن الإخوان المسلمين حصلوا فى انتخابات مجلس الشعب ٢٠٠٥ على ٢٠٪ من المقاعد، ومن غير المعقول أن تفشل الجماعة فى الحصول على مقعد واحد فى انتخابات مجلس الشورى، وأضاف: إن الأرقام التى أعلنت حول بعض المرشحين لا يمكن أن يصدقها عقل ومنها حصول مرشح فى دائرة أبوحماد بالشرقية، على ٣٨٥ ألف صوت، وحصول وزير الأوقاف على ٢٨٠ ألف صوت.
واعتبر «رشوان» عدم نجاح أى مرشح لحزب الوفد، رغم خوضه الانتخابات بـ١٠ مرشحين، رسالة مبكرة للحزب بعد نجاح السيد البدوى فى انتخابات رئاسة الحزب، وقال: النظام «بيدبح القطة» للوفد بعد تغيير رئيسه.
من جانبه، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنه من المبكر الحكم على حزب الوفد فى إدارته لانتخابات «الشورى»، وأن «الوفد» أدار معركتين فى وقت واحد، هما انتخابات رئاسة الحزب قبل أيام والتجديد النصفى لمجلس الشورى،
وقال: «إن فشل الإخوان المسلمين فى الحصول على مقعد فى الشورى سببه أن الجماعة ليست حزباً سياسياً، وإنما تنظيم سرى لا يمكن الحكم عليه، وقال الدكتور إبراهيم درويش، الفقيه الدستورى، إن الانتخابات غير موجودة فى مصر، وأن ما قاله الرئيس مبارك عن أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة أمر غير موجود على أرض الواقع، فمصر تعيش بنظام الحزب الواحد الذى انقرض فى جميع أنحاء العالم.
وأضاف: إن انتخابات الشورى بروفة لانتخابات مجلس الشعب، فلا يتوقع أحد أن تختلف انتخاباتها عما حدث فى «الشورى».
وأكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات، أن استبعاد النظام لجماعة الإخوان من الفوز ولو بمقعد واحد فى انتخابات الشورى، هو نوع من الغباء السياسى، لأنها قوة لها تواجد كبير فى الشارع وحصلت على ٨٨ مقعداً فى انتخابات مجلس الشعب عام ٢٠٠٥، وأنه ليس معقولاً ألا تحصل على مقعد واحد فى انتخابات الشورى
و قد أصدرت لجنة الحريات بنقابة المحامين تقريرها عن مراقبة انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، راصدة حدوث العديد من الانتهاكات والمخالفات، وطالبت بعودة الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
وقالت اللجنة إنها أنشأت غرفة لمباشرة تطورات العملية الانتخابية أولا بأول، وما شهدته من إيجابيات أو تجاوزات من الجهات المختلفة، كما أرسلت خطابات بأسماء أعداد كبيرة من المحامين للمجلس القومى لحقوق الإنسان، لاستخراج كارنيهات لمراقبة العملية الانتخابية لهم، «إلا أن المجلس واللجنة العليا للانتخابات رفضا استخراج أى كارنيهات لهم، تحت زعم أن أعضاء اللجنة العليا للانتخابات قضاة لا تجوز رقابتهم».
ورصدت اللجنة بعض الانتهاكات من بينها رفض تسلم أوراق الترشيح من بعض المرشحين دون مسوغ قانونى، حتى بعد الحصول على حكم قضائى بذلك، ورفض اللجنة العليا للانتخابات تنفيذ العديد من أحكام القضاء بإدراج أسماء المرشحين ضمن كشوف الناخبين، أو وقف إجراء العملية الانتخابية ببعض الدوائر،
ورفضها كذلك تنفيذ حكم استبعاد مرشحة الحزب الوطنى- دائرة فوة بدسوق-، رغم صدور حكم باستبعادها، ورفض الإدارية العليا استئناف الشق العاجل وإحالته للمفوضين، كما أكدت حدوث العديد من الانتهاكات الأمنية بحق المرشحين المستقلين.
وشددت لجنة الحريات بنقابة المحامين، فى تقريرها، على أن هذه المخالفات وغيرها من «صور التزوير الفاضحة» أدت إلى ما سمعناه وتابعناه عند ظهور نتيجة الفرز من أرقام خيالية فى الحضور، والتصويت لصالح مرشحى الحزب الحاكم.
و قال محمد عبدالعزيز الخرادلى، المرشح المستقل فى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة، عن دائرة إيتاى البارود وشبراخيت والرحمانية، بالبحيرة، إن هذه الانتخابات أثبتت أن الحزب الوطنى يفعل ما يشاء ولو ترشح «نبى» أمام مرشح الحزب الوطنى لأسقطوه.
وأضاف الخرادلى، الذى سبق له تمثيل الدائرة بمجلسى الشعب والشورى، عن الحزب الوطنى، أن بحوزته بطاقات تصويت مؤشراً عليها لصالحه وبعضها بيضاء، وأخرى مختومة، وبعضها دون ختم، عثر عليها أنصاره أمام اللجان الانتخابية، حصلت «المصرى اليوم» على نماذج منها، مشيراً إلى أنه تم إخراج تلك البطاقات من الصناديق.
وتابع: إن تزوير الانتخابات بدأ منذ الصباح الباكر ليوم الانتخابات لصالح مرشح الحزب الوطنى على سامح بليح، اللواء السابق بأمن الدولة، حيث انتشرت فرق تزوير الانتخابات بمصاحبة رجال الشرطة فى المراكز الثلاثة، وأبلغه المندوبون بعمليات التزوير وكانت أول اللجان التى بدأوا بها هى قرية فرنوى بشبراخيت.
واستطرد: كنت نائباً بمجلسى الشعب والشورى لمدة ١١ سنة، ونجحت كمستقل وانضممت للحزب الوطنى، لكننى لم أشهد انتخابات مثل التى جرت هذه المرة، وقال: أنا المرشح الوحيد بالمحافظة الذى دخل المجمع الانتخابى لـ«الوطنى» وقدم أوراق ترشيحه كمستقل والحزب الوطنى لم يلتزم باختيارات المجمع الانتخابى، وكنت أظن أن الانتخابات ستكون نزيهة مثلما صرح صفوت الشريف ومفيد شهاب، وأضاف أنه سيقيم دعوى قضائية لإلغاء الانتخابات بسبب التزوير وسيقدم جميع أوراق التصويت التى حصل عليها للقضاء.
فى سياق متصل، اتهم تقرير للجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى حول انتخابات الدائرة الثالثة، التى تضم مراكز أبوالمطامير وحوش عيسى وأبوحمص بالبحيرة، الأمن بالتدخل فى العملية الانتخابية والسماح لأنصار مرشحى الحزب الوطنى بالاعتداء على أنصار مرشح الإخوان، محمد الزيات، ومرشح حزب الغد، أحمد صقر، مستخدمين العصى والشوم والاكتفاء بـ«الفرجة» وتسويد البطاقات الانتخابية وعدم فتح اللجان فى قرية النخلة البحرية، مسقط رأس مرشح الإخوان، وفرض كردون أمنى حولها ومنع الدخول أو الخروج منها.
وفى القليوبية، قال المحافظ المستشار عدلى حسين، خلال بيانه أمام أعضاء مجلس محلى المحافظة: إن انتخابات الشورى هى بروفة لانتخابات الشعب المقرر إجراؤها نهاية العام الجارى، وعلى من ينوون خوض انتخابات «الشعب» أن يستعدوا ويدرسوا إيجابيات وسلبيات تجربة انتخابات الشورى الأخيرة. ووصف المحافظ نتيجة الانتخابات فى المحافظة التى حصل الحزب الوطنى على جميع مقاعدها بأنها «منطقية».
فى سياق متصل، أصدرت جبهة شباب الحزب الناصرى للإصلاح السياسى بياناً حول ما سموه «العار على الحزب الناصرى»، الذى ألحقه به محسن عطية، أمين تنظيم الحزب السابق، بعد أن أحنى رأسه لرجال النظام، على حد البيان، وباع وتاجر بميراث عبدالناصر ليأخذ مقعداً فى مجلس الشورى.
وأضاف البيان: إن الجبهة ترفض الحزن الذى أصاب الناصريين على ما وصل إليه مجلس الشورى، بيت المصريين ولسانهم، فى أن يأتى إليه الأعضاء باتفاقات لا ببطاقات الانتخاب، لأنها تجرى من خلال الحزب الوطنى الذى اعتاد التزوير وعقد الصفقات.
وطالب البيان أعضاء المكتب السياسى فى الحزب بإصدار قرار تجميد عضوية «عطية» والعمل على فصله فى أقرب وقت، كما طالب بتحويل نشوى الديب، القيادية فى الحزب، إلى لجنة النظام تمهيداً لفصلها، لما أتت به من «عار» على الناصرية بعد نشرها لافتات باسم الحزب تؤيد مرشحى الحزب الوطنى فى دائرة شمال الجيزة.
ِِِAlmasry Alyoum
حمدى قاسم وياسر شميس ومحمد محمود خليل
و هشام عمر عبدالحليم عادل الدرجلى ومحمود جاويش
No comments:
Post a Comment