هل يمكن أن يثق أحد في وزارة الداخلية بعد إصرارها الغريب علي أن سبب وفاة الشاب السكندري «خالد سعيد» لفافة بانجو ابتلعها.. وليس التعذيب علي يد رجالها حتي الموت؟!
لقد بذلت الداخلية جهداً خرافياً لإثبات أن الضابط والمخبرين بقسم سيدي جابر لم يكونوا السبب في مقتل «خالد سعيد»، ولا تزال تستخدم نفوذها لدي جميع السلطات لتمرير كذبتها الكبري.
.. ولم يعد أحد يصدقها.. فمازال التعذيب مستمراً في أقسام الاحتجاز والسجون.. ولدينا سجل أسود في ذلك الأمر علي المستويين المحلي والعالمي.
وقد اعترفت الحكومة بذلك عن طريق المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي في تقريره الذي رفعه إلي المجلس الدولي لحقوق الإنسان.
.. ومع هذا فالداخلية تكذب وتنفي أنها المسئولة عن موت الشاب السكندري «خالد سعيد» بالتعذيب حتي الموت، وإنما السبب لفافة البانجو.. رغم أن الصورة لا تكذب.
لا يقتصر الأمر علي عدم الثقة وتصديق وزارة الداخلية.. والناس تري التزوير الفاضح الذي أشرفت عليه في الانتخابات الأخيرة لإنتاج مجلس التزوير «الشوري سابقا».
لقد أصبح الأمر في يد وزارة الداخلية التي مارست هوايتها في التزوير الفج بعد أن أتاحت لهم الترقيعات الدستورية بإلغاء الإشراف القضائي علي الانتخابات لعودة إشرافهم المباشر.. فكانت الفجاجة في التزوير.. ولعلي لا أذيع سراً أن وزارة الداخلية هي التي رشحت وأشرفت علي اختيار ممثلي أحزاب ما يطلق عليها المعارضة لانضمامهم وتوريطهم في مجلس التزوير «الشوري سابقاً».. وحصلوا علي آلاف الأصوات رغم أنه لا أحد يعرفهم.
فهل يصدق أحد الداخلية؟
.. فهم يعملون علي إقصاء تيار سياسي معين من الانتخابات ونجحوا في انتخابات التزوير بتفوق واضح.
.. وانتظروا ما سيحدث في انتخابات مجلس الشعب المقبلة.
لقد تحولت الداخلية إلي خدمة أفراد معينين وليس لخدمة الشعب.
لقد انتشر الفساد في البلاد.. وعلي جميع المستويات ولم يعد للركب ومع هذا لا تتحرك الداخلية ولديها مباحث في كل الشئون ويسمعون دبة النملة و«يتنصتون» علي تليفونات الخلق باعتراف رسمي من وزير الداخلية.
.. لقد أصبح همهم الوحيد هو حماية وخدمة النظام فقط بل أفراد معينين منه فقط.
لهذا ولغيره لم يعد الناس يثقون في الداخلية ورجالها.
إبراهيم منصور- الدستور
No comments:
Post a Comment