منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً، قدم مستثمر أجنبى يدعى «الخواجة أندرسن» إلى مصر للاستثمار.. والرجل لم يستثمر أمواله فى البورصة، أو تسقيع الأراضى، أو بناء القصور والفيلات، بل قام ببناء صرح صناعى ضخم فى «مديرية المنيا» - وقتها - يسمى «مصانع اندرسن»!! وذلك لحليج الأقطان وإنتاج الزيوت والصابون والأعلاف وخلافه، وكذلك تشغيل آلاف العمال!!..
وظل المصنع يعمل على مدى أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، وعندما دار الزمان دورته، وجاء المستثمرون المصريون الجدد، أثناء هوجة الخصخصة، سال لعابهم على الموقع الحيوى للمصنع، خمسة وثمانون فداناً تقع على أجمل نيل، نيل المنيا!..
وبدلاً من أن يزيدوا الطاقة الإنتاجية للمصنع ويقوموا بعمل التوسعات وزيادة العمالة، قاموا على مدى السنوات الفائتة بإطفاء مداخن المصانع، مدخنة إثر أخرى! حتى وصل بهم الحال إلى نشر إعلان فى الصحف لبيع أصول المصنع من مراجل بخارية إلى عدد وآلات وخلافه بالمزاد العلنى!! وكل ذلك حتى يستطيعوا هدم المبانى، وتصبح الأرض قاعاً صفصفاً فيتمكنوا من بيعها كفنادق وقصور وفيلات للأثرياء الجدد!
لذا.. فإننا نناشد المسؤولين وقف بيع معدات هذا المصنع أو السماح بهدمه، بل نطالب بإعادة تشغيله مرة أخرى حسب قانون الخصخصة والاستثمار، فهل من مجيب؟!
م. جمال على عبدالغنى
جامعة المنيا
No comments:
Post a Comment