سجلت انتخابات رئاسة حزب الوفد مشهداً غير مسبوق فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، عندما وقف المرشحان وجهاً لوجه أمام الرأى العام فى مناظرة علنية، على غرار ما يجرى فى الانتخابات الأمريكية، وعلى الرغم من سخونة المعركة الانتخابية فإن المرشحين أظهرا احتراماً متبادلاً خلال المناظرة، التى أدارتها الإعلامية منى الشاذلى، فى برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم.
ديكور البرنامج تغير بالكامل ليتناسب مع طبيعة تلك الحلقة الخاصة، ووقف المرشحان محمود أباظة رئيس «الوفد» الحالى، ومنافسه الدكتور السيد البدوى ، متواجهين لا تفصل بينهما سوى أمتار قليلة، ولمزيد من الحياد طرحت منى الشاذلى أسئلة محددة على الطرفين، وخصصت وقتاً مساوياً للإجابة، واختارت مكالمتين هاتفيتين طوال المناظرة، كل واحدة مع شخصية تؤيد مرشحاً.
الأسلوب الذى خرجت به المناظرة، فتح باب الأمل للأوساط السياسية، فى إمكانية تكرار التجربة سواء فى الانتخابات الرئاسية فى ٢٠١١، أو فى انتخابات الأحزاب.
يصف الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامى، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة القاهرة، مشهد المناظرة بأنه يعكس نوعاً من التحول الإيجابى فى ممارسة الديمقراطية، وقال إن تعميم التجربة وتكرارها يقللان الخلافات ويرفعان الوعى لدى أصحاب الأصوات، ودعا إلى تكرار فكرة المناظرة بين كل المتنافسين انتخابياً على المواقع القيادية فى مصر.
تحدث الدكتور السيد البدوى عن الخديعة التى تعرض لها فى انتخابات الهيئة العليا للوفد، وأبدى استعداده لخسارة كل أمواله للتفرغ لإعادة الحزب قائداً للمعارضة المصرية، وتحدث عن أزمة مياه النيل والإضرابات والاعتصامات.
ونفى أباظة تهمة انفصال الحزب عن الشارع فى عهده، ورفض وصف أعضاء الوفد بالشللية، وشكك فى إمكانية نجاح البدوى فى مراعاة مصالح الحزب، باعتباره رجل صناعة.
وتلقت منى الشاذلى اتصالين هاتفيين، الأول من رجل الأعمال نجيب ساويرس ، الذى أعلن تأييده للبدوى، مؤكداً ثقته فى نجاحه فى قيادة الوفد، مثلما نجح فى عمله.
وكان الاتصال الثانى من منير فخرى عبدالنور ، سكرتير الوفد، الذى أكد احترامه لـ«البدوى»، لكنه فى الوقت نفسه حذر من احتمال حدوث تضارب بين عمله الخاص ورئاسته الوفد.
Almasry Alyoum
28/5/2010 مها البهنساوى
No comments:
Post a Comment