يرفض كاتب مصري ما يعتبره ظاهرة مصرية وعربية تتلخص في الشعور بالرضا والاكتفاء والانكفاء والثقة المُطلقة في الرصيد الثقافي الموروث في حين "أننا مهمشون عالميا ولا يعرف العالم إلا أننا بلاد خام النفط وآثار للسياحة وتاريخ قديم."
ويقول شوقي جلال في كتابه (أركيولوجيا العقل العربي.. البحث عن الجذور) ان التهميش العالمي للعالم العربي يتعارض مع الطموح العربي للخروج من التبعية التي أصبحت في رأيه أمرا مُستساغا باسم الدين "بل تعبيرا عن رضا الغيب."
ويضيف ان "أحد الشيوخ زيف هذا الواقع المتدني وقال.. لقد سخر الله لنا الغرب" في إشارة الى محمد متولي الشعراوي (1911-1998) قائل هذا التصريح الذي أثار جدلا في حينه في أوساط المثقفين المصريين.
وصدر الكتاب عن دار العين في القاهرة ويقع في 186 صفحة متوسطة القطع.
وألَف جلال أكثر من عشرة كتب كما ترجم رواية (المسيح يُصلب من جديد) لليوناني نيكوس كازانتزاكيس وكتبا كثيرة في علم الاجتماع السياسي والفلسفة منها (التراث المسروق.. الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة) للأمريكي جورج.جي.ام. جيمس الذي شدد على أن مصطلح الفلسفة اليونانية أو الاغريقية تسمية خاطئة وأن من يسمون فلاسفة اليونان لم يكونوا أصحاب هذه الفلسفة "وانما أصحابها هم الكهنة المصريون وشراح النصوص المقدسة والرموز السرية" للكتابة والتعليم وأن الاسكندر الأكبر الذي غزا مصر عام 332 قبل الميلاد اغتصب مكتبة الاسكندرية "ونهبها واصطنع أرسطو (384-322 قبل الميلاد) مكتبة لنفسه من الكتب المنهوبة."
ويتوقف جلال في كتابه الجديد عند الحالة المصرية قائلا ان بلاده تعرضت لغزو مُتصل لأكثر من 24 قرنا حتى إنهاء حكم أسرة محمد علي عام 1952 وان هذا الغزو بدأ منذ القرن السادس قبل الميلاد على يد الفرس الذين قاموا بحل الجيش الوطني "ونهب مؤسسات الانتاج الثقافي للعقل المصري.. وأسر العلماء" مضيفا أن الصراع بين القوى العالمية لا علاقة له بالدين فهو سابق على ظهور الاسلام بقرون.
ويرى أن الشعب المصري بسبب سلسلة الغزاة المتعاقبين من فرس واغريق ورومان وأتراك "تحول الى تجمع بشري لا مجتمع" حتى ظهور أول داعية للتنوير الشيخ رفاعة الطهطاوي (1801-1873) أحد أبرز رواد النهضة في مجال التعليم والترجمة.
ويقول المؤلف ان الحصاد النفسي للشخصية المصرية في ضوء هذه التجربة المريرة أدى الى تعطل العمل الانتاجي والابداع الفكري ولم ينته الاستبداد بانتهاء عصر الاستعمار وانما استبدل به " الاستبداد السياسي على أيدي الحكام المحليين."
ويضيف أن المستبد سواء الاجنبي والمحلي أدى الى ترسيخ "ثقافة الهزيمة والاذلال... وترسخت هذا الثقافة مع توالي القرون في ظل قهر الغزاة واستنزافهم لطاقة وجهد المصري" وسيادة الثقافة الشفاهية وطقوس الدروشة والتدين الشكلي وغيرها من مظاهر "اغتيال العقل في حياة المصريين" الذين تهيمن عليهم تأويلات لا عقلانية لمعنى الدين على حد قوله.
ويتساءل جلال "لماذا لا يثور المصريون؟.." ويقدم تفسيرا آخر -الى جانب العامل الديني- وهو نزع القوة من الشعب منذ حل الفرس الغزاة نحو عام 525 قبل الميلاد الجيش المصري "رمز قوة المجتمع... وهكذا أصبح المصريون يعيشون فرادى يضمهم مكان بغير زمان" مضيفا أن مصر خلال العقود الثلاثة الاخيرة وبسبب التدين الشكلي أصبحت "تجمعا سكنيا منفلت الغرائز وليست مجتمعا" كما غاب الوعي التاريخي الذي يشكل نسيجا لأي أمة.
ويقول ان مصر تعيش حاليا حالة من الانصراف عن التفكير العلمي والانصراف "في أحضان ماض (ديني) انتقائي التماسا لخلاص وهمي" كما شاعت الثقافة الاحتفالية وغابت قضية اعادة بناء الانسان مستشهدا بظاهرة انتشار الطرق الصوفية التي يقول ان عددها زاد على الخمسين في مصر حيث كان لها دور سياسي اجتماعي "خفي" ولايزال.
ويحث على أهمية امتلاك ناصية الثقافة النقدية التي تراجع وتشك وتنفتح على ثقافة الآخر وتستوعب حركة التاريخ والواقع بدلا من " المظاهر الاحتفالية السائدة في مجتمعاتنا العربية التي لا يتجاوز تأثيرها حدود الكلمة الرنانة والفارغة من المعنى" ويلخص الأمر بأن العرب بحاجة الى التحول من ثقافة اليقين المطلق الى ثقافة العقل
ويقول شوقي جلال في كتابه (أركيولوجيا العقل العربي.. البحث عن الجذور) ان التهميش العالمي للعالم العربي يتعارض مع الطموح العربي للخروج من التبعية التي أصبحت في رأيه أمرا مُستساغا باسم الدين "بل تعبيرا عن رضا الغيب."
ويضيف ان "أحد الشيوخ زيف هذا الواقع المتدني وقال.. لقد سخر الله لنا الغرب" في إشارة الى محمد متولي الشعراوي (1911-1998) قائل هذا التصريح الذي أثار جدلا في حينه في أوساط المثقفين المصريين.
وصدر الكتاب عن دار العين في القاهرة ويقع في 186 صفحة متوسطة القطع.
وألَف جلال أكثر من عشرة كتب كما ترجم رواية (المسيح يُصلب من جديد) لليوناني نيكوس كازانتزاكيس وكتبا كثيرة في علم الاجتماع السياسي والفلسفة منها (التراث المسروق.. الفلسفة اليونانية فلسفة مصرية مسروقة) للأمريكي جورج.جي.ام. جيمس الذي شدد على أن مصطلح الفلسفة اليونانية أو الاغريقية تسمية خاطئة وأن من يسمون فلاسفة اليونان لم يكونوا أصحاب هذه الفلسفة "وانما أصحابها هم الكهنة المصريون وشراح النصوص المقدسة والرموز السرية" للكتابة والتعليم وأن الاسكندر الأكبر الذي غزا مصر عام 332 قبل الميلاد اغتصب مكتبة الاسكندرية "ونهبها واصطنع أرسطو (384-322 قبل الميلاد) مكتبة لنفسه من الكتب المنهوبة."
ويتوقف جلال في كتابه الجديد عند الحالة المصرية قائلا ان بلاده تعرضت لغزو مُتصل لأكثر من 24 قرنا حتى إنهاء حكم أسرة محمد علي عام 1952 وان هذا الغزو بدأ منذ القرن السادس قبل الميلاد على يد الفرس الذين قاموا بحل الجيش الوطني "ونهب مؤسسات الانتاج الثقافي للعقل المصري.. وأسر العلماء" مضيفا أن الصراع بين القوى العالمية لا علاقة له بالدين فهو سابق على ظهور الاسلام بقرون.
ويرى أن الشعب المصري بسبب سلسلة الغزاة المتعاقبين من فرس واغريق ورومان وأتراك "تحول الى تجمع بشري لا مجتمع" حتى ظهور أول داعية للتنوير الشيخ رفاعة الطهطاوي (1801-1873) أحد أبرز رواد النهضة في مجال التعليم والترجمة.
ويقول المؤلف ان الحصاد النفسي للشخصية المصرية في ضوء هذه التجربة المريرة أدى الى تعطل العمل الانتاجي والابداع الفكري ولم ينته الاستبداد بانتهاء عصر الاستعمار وانما استبدل به " الاستبداد السياسي على أيدي الحكام المحليين."
ويضيف أن المستبد سواء الاجنبي والمحلي أدى الى ترسيخ "ثقافة الهزيمة والاذلال... وترسخت هذا الثقافة مع توالي القرون في ظل قهر الغزاة واستنزافهم لطاقة وجهد المصري" وسيادة الثقافة الشفاهية وطقوس الدروشة والتدين الشكلي وغيرها من مظاهر "اغتيال العقل في حياة المصريين" الذين تهيمن عليهم تأويلات لا عقلانية لمعنى الدين على حد قوله.
ويتساءل جلال "لماذا لا يثور المصريون؟.." ويقدم تفسيرا آخر -الى جانب العامل الديني- وهو نزع القوة من الشعب منذ حل الفرس الغزاة نحو عام 525 قبل الميلاد الجيش المصري "رمز قوة المجتمع... وهكذا أصبح المصريون يعيشون فرادى يضمهم مكان بغير زمان" مضيفا أن مصر خلال العقود الثلاثة الاخيرة وبسبب التدين الشكلي أصبحت "تجمعا سكنيا منفلت الغرائز وليست مجتمعا" كما غاب الوعي التاريخي الذي يشكل نسيجا لأي أمة.
ويقول ان مصر تعيش حاليا حالة من الانصراف عن التفكير العلمي والانصراف "في أحضان ماض (ديني) انتقائي التماسا لخلاص وهمي" كما شاعت الثقافة الاحتفالية وغابت قضية اعادة بناء الانسان مستشهدا بظاهرة انتشار الطرق الصوفية التي يقول ان عددها زاد على الخمسين في مصر حيث كان لها دور سياسي اجتماعي "خفي" ولايزال.
ويحث على أهمية امتلاك ناصية الثقافة النقدية التي تراجع وتشك وتنفتح على ثقافة الآخر وتستوعب حركة التاريخ والواقع بدلا من " المظاهر الاحتفالية السائدة في مجتمعاتنا العربية التي لا يتجاوز تأثيرها حدود الكلمة الرنانة والفارغة من المعنى" ويلخص الأمر بأن العرب بحاجة الى التحول من ثقافة اليقين المطلق الى ثقافة العقل
REUTERS
No comments:
Post a Comment