من الشخصيات الظاهرة فى حب مصر وكان ينتمى لأسرة من كبار أغنياء الصعيد ووجهائها بل كان لأسرته مصرفها الخاص فى الفيوم. انتقل من الفيوم إلى القاهرة وظهر فى الحياة العامة ومن أصدقائه مصطفى كامل وسعد زغلول الذى بدأت صلته به فى الجمعية التشريعية حيث تم اختياره عضواً للجمعية التشريعية للحزب الوطنى عام1913م, فتألق فى الحياة السياسية المصرية.
وسافر مع سعد زغلول ضمن الوفد الذى كان معه عام1919م إلى باريس وعاد فى سبتمبر من تلك السنة. ودأب على كتابة المقالات فى الصحف بلا هواده وكان فى كتاباته كلها لسان الوفد ضد الحكومة وضد سلطة الاحتلال.
وقد لفتت مقالاته الأنظار إليه وأحاطته بشعبية واسعة, كما كان من أكبر الأثر فى إثارة الجماهير واشتعال المظاهرات ضد الاحتلال، وبالتالى أدت إلى سقوط وزارة سعيد باشا
من أكبر الأدلة على تعاطف الشعب مع سينوت حنا رسائل التأييد التى ازدحمت بها الجرائد وتسمية الجماهير له "بالنائب الحر الجرىء" وتقديم التجار التحية له فى إعلاناتهم.
استبعدته السلطة البريطانية لشعبيته المتصاعدة لعزبته بالفشن, بمناسبة وصول لجنة مليز فأقام بعيداً عن القاهرة عدة أسابيع فودعته الجماهيرواستقبلته بحرارة, وكان من بينهم علماء الأزهر, فكان يقوم بزيارة شيخ الجامع الأزهر فى كل مرة يصل فيها إلى القاهرة .
كان "بشرى" الأخ الأكبر لسينوت غير رِِاضٍ فى بداية الأمر عن الاتجاه الوطنى لأخيه خوفاً منه على مركز العائلة وثروتها، فكان رد سينوت: يا أخى بشرى لا تخف علىَّ أننى أسعى فى الحصول على استقلال مصر وإخراج الإنجليز منها لأن هذا هو الضمان الوحيد لسلامتنا كلنا، فلا تظن أنهم يحمون حقوقنا وأموالنا نحن الأقباط هذا خطأ، أنهم لا يحمون إلا أنفسهم والأمل هو أن نظل متحدين مع إخواننا المسلمين فنحن وهم دائمون وماعدانا زائل
استبعدته السلطة البريطانية لشعبيته المتصاعدة لعزبته بالفشن, بمناسبة وصول لجنة مليز فأقام بعيداً عن القاهرة عدة أسابيع فودعته الجماهيرواستقبلته بحرارة, وكان من بينهم علماء الأزهر, فكان يقوم بزيارة شيخ الجامع الأزهر فى كل مرة يصل فيها إلى القاهرة .
كان "بشرى" الأخ الأكبر لسينوت غير رِِاضٍ فى بداية الأمر عن الاتجاه الوطنى لأخيه خوفاً منه على مركز العائلة وثروتها، فكان رد سينوت: يا أخى بشرى لا تخف علىَّ أننى أسعى فى الحصول على استقلال مصر وإخراج الإنجليز منها لأن هذا هو الضمان الوحيد لسلامتنا كلنا، فلا تظن أنهم يحمون حقوقنا وأموالنا نحن الأقباط هذا خطأ، أنهم لا يحمون إلا أنفسهم والأمل هو أن نظل متحدين مع إخواننا المسلمين فنحن وهم دائمون وماعدانا زائل
كان لسينوت حنا مقالات وخطب وطنية مشهورة فى جريدة مصر, منادياً خلالها بالاستقلال وبالوحدة الوطنية. وأما المقالات التى كان لها الأثر العميق والتى كان ينشرها تباعاً فى جريدة البلاغ فكانت بعنوان" الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا". وكان يوقع عليها باسمه مقرونة بعبارة "عضو الوفد المصرى والجمعية التشريعية ". وقد جاء فى أول هذه المقالات: "لا قبطى ولا مسلم وإنما كلنا أمام الوطن مصريون" وأنه ليكفى للإنسان أن يذكر أوائل الشهداء الذين جادوا بأرواحهم مسلمين وأقباط فداءً للوطن المصرى.
المرة الوحيدة التى خرج فيها عن هذا التوجيه العام فى مقاله الثامن الذى وجهه ليوسف وهبة شخصياً لقبوله رياسة مجلس الوزراء. موضحاً له أن القصد من تعيينه هو التفرقة بين القبط والمسلمين. وكان حديثاً عاصفاً استهدف منه عزل يوسف وهبة عن جماهير القبط وهدم رغبة الإنجليز فى إبراز التفرقة الدينية. وإفساد الدعوة المفتعلة على الصعيد الدولى بأن بعض القبط راضون عن الاتصال بلجنة مينرMenr. فأعلن للعالم أن يوسف وهبة لا يمثل القبط وأنهم منفصلون من حوله مجمعون على طلب الاستقلال التام وأن مسئولية فعله تقع عليه وحده.
كان عمله فى صمت ووقار وكان الله قد عصمه من بريق الألقاب والمناصب ذلك لأن إيمانه بمصر وحقها إيماناً خالصاً صافياً. وقد بادله سعد زغلول حباً بحب فكان لا يدع يوماً يمر دون أن يراه، ولا يقطع برأى دون مشورته فأحبه سعد زغلول أكثر وعندما نفى سعد المرة الأولى إلي مالطة برز سينوت حنا ضمن الصف الثانى وكان ضمن الموقعين للنداء الموجه للشعب فى 24 مارس1919م ينصحونه بالتزام الهدوء وكان الشهداء يسقطون بالألوف من أقصى البلاد إلى أقاصيها فناشدوه بالهدوء حرصاً على حياته ولكنه لم يهدأ. وكان اسم سينوت فى هذا النداء إلى جانب ستة آخرين من القبط على رأسهم البابا الأنبا كيرلس الخامس.
كان عمله فى صمت ووقار وكان الله قد عصمه من بريق الألقاب والمناصب ذلك لأن إيمانه بمصر وحقها إيماناً خالصاً صافياً. وقد بادله سعد زغلول حباً بحب فكان لا يدع يوماً يمر دون أن يراه، ولا يقطع برأى دون مشورته فأحبه سعد زغلول أكثر وعندما نفى سعد المرة الأولى إلي مالطة برز سينوت حنا ضمن الصف الثانى وكان ضمن الموقعين للنداء الموجه للشعب فى 24 مارس1919م ينصحونه بالتزام الهدوء وكان الشهداء يسقطون بالألوف من أقصى البلاد إلى أقاصيها فناشدوه بالهدوء حرصاً على حياته ولكنه لم يهدأ. وكان اسم سينوت فى هذا النداء إلى جانب ستة آخرين من القبط على رأسهم البابا الأنبا كيرلس الخامس.
يعتبر سينوت حنا مبتكر التعبير "الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا" فقد تلقفته الأقلام بصيغ متعددة مثل دين الحرية ودين الوطنية والاستقلال فأصبحت هذه العبارات مترادفة مع اسمه.
ويعلق الأستاذ طارق البشرى على هذه العبارات بقوله:" إنها كانت تعنى لدى البعض الوحدة ضد الاستعمار ولدى البعض ضمان الوجود المشترك وتحقيق المصالح المشتركة الواحدة على مدى المستقبل وبرهاناً على التسامح الدينى وإثباتاً لاتصال حلقات تاريخ الشعب المصرى.
من هذه اللمحة العابرة نستطيع أن نستشف مدى الأثر الذى أحدثه سينوت حنا فى توجيه الثورة الوطنية. ويكفى أن نعرف أنه كسب أخويه بشرى وراغب إلى جانبه مع كونه أصغرهم سناً بل بلغ ولاء سينوت حنا لمبادئه أنه أخلص الود لمصطفى النحاس حين خلف سعد فى رياسة الوفد وحينما تولى إسماعيل صدقى رياسة الوزراء وعمل جهده على إضعاف هيبة الوفد فى أعين الناس ثبت سينوت على حفظ العهود
من هذه اللمحة العابرة نستطيع أن نستشف مدى الأثر الذى أحدثه سينوت حنا فى توجيه الثورة الوطنية. ويكفى أن نعرف أنه كسب أخويه بشرى وراغب إلى جانبه مع كونه أصغرهم سناً بل بلغ ولاء سينوت حنا لمبادئه أنه أخلص الود لمصطفى النحاس حين خلف سعد فى رياسة الوفد وحينما تولى إسماعيل صدقى رياسة الوزراء وعمل جهده على إضعاف هيبة الوفد فى أعين الناس ثبت سينوت على حفظ العهود
سجل الكاتب الوطنى جمال بدوى بجريدة الوفد الجديدة عام1986م مقالاً بعنوان: القبطى الفدائى سينوت حنا, قائلاً "فى رحلة الزعيم مصطفى النحاس إلى مدينة المنصورة، شعر سينوت حنا بأن رحلته لن تمر بسلام، وأن حكومة صدقى لن تتورع عن تدبير خطة دنيئة لاغتيال النحاس. فأصر على ملاصقة الزعيم حتى يفديه بروحه إذا تعرض لمكروه. وإذ لمح أحد الجنود يسدد الحربة إلى صدر النحاس, حتى برز ليفتدى الزعيم, فمد زراعه وطوق به ظهر النحاس وتلقى الضربة عوضاً عنه فانغرست فى كتفه وانكسر نصفها فى لحمه وسالت دماؤه الذكيه على ملابس الزعيم. أما البطل الجريح سينوت حنا فقد عاد إلى القاهرة حيث أجريت له عملية جراحية ولكن تأثير الطعنة المسمومة كانت أكبر من مجهود الأطباء فرقد في الرب وهو فى منزله بالجيزة. فصعدت روحه الوثابة إلى بارئها وبقيت قصته رمزاً حياً على الشجاعة والمروءة والتضحية والتلاحم المقدس بين أبناء مصر
اشتهر سينوت حنا بأنه الذي افتدي مصطفي النحاس، زعيم الامة، من الطعنة الغادرة التي وجهها له جندي بتحريض من وزارة الديكتاتور اسماعيل صدقي. كان سينوت حنا في صحبة النحاس واعضاء من الوفد يطوفون الاقاليم لنشر الدعوة الي مقاومة الاعتداء علي الدستور والحياة النيابية وسط تأييد شعبي جارف. وقررت حكومة صدقي استخدام العنف وتعددت الحوادث الدامية في الشرقية والمنصورة وبورسعيد والاسماعيلية والسويس وطنطا والاسكندرية والقاهرة. ويقول المؤرخ عبدالرحمن الرافعي ان النحاس لبي دعوة لجنة الوفد بالمنصورة لزيارتها، ومعه سينوت حنا وبعض زملائه الوفديين.. فأرسلت الحكومة الي المدينة قوة من الجيش والشرطة "أكثر من ثلاثة آلاف مدججين بالسلاح" وبينما كانت السيارة التي تقل النحاس وسينوت حنا.. تجتاز شارع البحر الأعظم، اعترضتها مجموعة من الجند شاهرين أسنة الرماح، وأخذوا يهددون النحاس وصحبه حتي لا يكملوا مسيرتهم، ولكن الوفديين اصروا علي الاستمرار في السير.. ونفذ الجنود تهديدهم.. فأطلقوا الرصاص علي المواطنين الذين يتبعون سيارة زعيم الامة، واتجه احد الجنود نحو النحاس لكي يطعنه بالسونكي، وتلقي سينوت حنا الضربة بدلاً من زعيمه ونقل الي المستشفي لاجراء عملية جراحية في ذراعه. وصرح النحاس لمراسل صحيفتي "التايمز" و"الديلي تلجراف" البريطانيتين بأنه هو الذي كان مقصودا بهذا الاعتداء، ونشرت "الأهرام" يوم 9 يوليو عام 1930 الرواية التالية: جاءت سيارة النحاس ومن معه، فأفسح لها الجنود الطريق، فاجتازت كوردونين، وعند الكوردون الثالث، أوقف جنود مسلحون ببنادقهم وسنجاتهم السيارة، فظن النحاس باشا وزملاؤه ان المقصود انزال الذين احاطوا بالسيارة من الأهالي، ولكن ما كان اشد دهشتهم عندما رأوا الجنود يصوبون سنجات بنادقهم الي جميع ركاب السيارة، ومنهم النحاس باشا نفسه، فلما رأي سينوت حنا جنديا يصوب السنجة الي ظهر النحاس، اسرع لمنع سهم الجندي، فتلقي السنجة في ذراعه اليمني واصيب بجرح بالغ. واسرع محمد أفندي عنان باحتضان الرئيس، لمنع سنجات الجنود من الوصول اليه، وقد انطبع الدم الذي سال من جرح سينوت حنا علي ملابس النحاس. نزل سينوت "بك" حنا من السيارة، وأدخله زملاؤه الي منزل الشيخ علي بك عبد الرازق الذي وقعت الحادثة امامه وتلقي الاسعافات الاولية ثم نقل الي منزل الشناوي بك حيث احاط به جميع اعضاء الوفد مستفسرين عن صحته، كان متجلداً، ويبتسم ويقول "الحمد لله اذ لم يصب الرئيس بشيء". وصف الاطباء حالته علي النحو التالي: جرح في أعلي الذراع اليمني عند المفصل بعمق 70 ملليمتراً وباتساع 10 سنتيمترات وكسر في احدي عظمتي الذراع ويحتاج الي علاج اربعة اسابيع". وفي خطابه بالمنصورة، تحدث مصطفي النحاس عن اصابة سينوت حنا قائلا: كان عن يساري وكانت الطعنة مصحوبة الي ظهري، فدافع عني وتلقي الطعنة بذراعه، حفظه الله، ووصف النحاس.. سينوت حنا قائلا انه "أعز عزيز علي نفسي من نفسي". قالت الصحف ان عشرة من المواطنين استشهدوا اثناء الاعتداء علي موكب النحاس في المنصورة الي جانب اربعة في حالة احتضار، ومائة وخمسين جريحا. وكان نشاط سينوت حنا موضع اهتمام البوليس.. حتي عقب هذا الحادث، فقد ضبط خدمة احد رجال البوليس الملكي في الطابق العلوي بداره وفي يده حقيبة، واتضح انه دخل الدار زاعماً انه مهندس من مصلحة التليفونات جاء لإصلاح تليفون المنزل ثم ارتبك واعترف بأنه من رجال البوليس. واعتلت صحة سينوت حنا، وتوفي في داره برمل الاسكندرية مساء يوم الأحد 23 يوليو 1933 وعمره 53 عاما، وألقي مصطفي النحاس خطابا علي قبره تناول فيه عمق مشاعر الحب لدي سعد زغلول و"صفية" أم المصريين لابنها واخيها سينوت حنا، واعلن انه مدين له بحياته، حيث تلقي عنه طعنة أثيمة من يد أثيم. *** وهب سينوت حنا نفسه لخدمة الامة المصرية، وظل الي جانب سعد منذ تكوين الوفد، وكان عضوا في الجمعية التشريعية، وبزغ نجمه مع انصهار الاقباط والمسلمين في بوتقة ثورة 1919 واخذ يكتب مقالات نارية، مما دفع السلطة العسكرية البريطانية الي تعطيل صحيفة "مصر" الوفدية بسبب هذه المقالات ثم ابعاده عن القاهرة وتحديد اقامته في مدينة الفشن "بالوجه القبلي". وجاء وقت اصدر فيه الفيلد مارشال اللنبي امراً بمنع سعد زغلول وسينوت حنا وثمانية من اعضاء الوفد، من القيام بأي عمل سياسي ثم تقرر ترحيله الي المنفي في جزيرة سيشل مع سعد زغلول ومصطفي النحاس ومكرم عبيد وفتح الله بركات وعاطف بركات. سينوت حنا من الشخصيات الفريدة في تاريخ الحركة الوطنية المصرية، ويجب ان تعرفه الاجيال الجديدة وتتعلم الدروس من نضاله وتضحياته ومن تشبثه بمبدأ المواطنة.
No comments:
Post a Comment