Sunday, September 14, 2008

لماذا تدهورت أخلاق المصريين؟

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا" بهذا البيت من الشعر أكد حافظ إبراهيم أهمية الأخلاق في تقدم وتطور الأمم، يشهد المجتمع المصري تدهوراً حاداً في منظومة القيم والأخلاقيات داخل كل الشرائح والطبقات بما ينذر بحدوث كارثة اجتماعية، الفساد، والتسيب والعنف، وتفكك الأسرة، وانتشار قيّم تُعلي من الكسب السريع على حساب العمل المنتج، وضعف الانتماء للوطن، وانتشار اللامبالاة، والأنانية والفهلوة، ما الأسباب؟ هل القهر السياسي أم الفقر والحرمان أم الزيادة السكانية؟
توجد عوامل كثيرة لهذا التراجع منها الزيادة السكانية والفقر خاصة أن أكثر من 40% يعيشون تحت الفقر، وكذلك حالة القهر السياسي الذي تعيشه مصر منذ قيام الثورة وإنفراد مجموعة بعينها بالسلطة وعزل جميع أفراد الشعب سياسياً، وتدخل الحكومة في كل شيء في حياة الناس، وهو موروث من أيام الاشتراكية التي طبقها عبد الناصر وقضت على المواهب والقيادات ودمرت روح الإبداع عند الكثيرين.. وغياب القدوة الحسنة لدى الشباب الذي أصبحت الصورة أمامه ضبابية نتيجة محاصرته إعلامياً بنماذج ساقطة من المجتمع كالراقصات والمغنيين ولاعبي الكرة ورجال الأعمال اللصوص.
يلقي البعض الآخر باللائمة على التعليم الذي يشهد تدني في جميع مستوياته، وعدم ملائمة المواد التعليمية للعصر الحالي بحيث يتخرج الطلاب ولا يجدون ما يلائم تخصصاتهم في سوق العمل الذي يطلب الكثير من المهارات والقدرات والخبرات ويجلس كثير من خريجي الجامعات لسنوات من دون عمل حتى وإن عثروا عليه فغالباً ما يكون في غير تخصصاتهم وبمرتبات ضئيلة قد لا تكفيهم للذهاب إلى مقر عملهم حتى نهاية الشهر، ونظراً لكثرة الخرجين مقابل قلة الوظائف المعروضة نتيجة يلجأ عدد كبير منهم إلى تقديم رشاوى مالية من أجل الحصول على الوظيفة. وكذلك بعض الفضائيات والتي تبث مواد هابطة ومثيرة للغرائز والتي تشجع على نشر اللغة الهابطة بين الشرائح الاجتماعية المختلفة.
أشارت دكتورة ليلى المليجي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس إلى التدهور الأخلاقي والذي يتمثل في انتشار السلبية والأنانية وضعف القدرة على الإنتاج وزيادة حدة العنف والتطرف والبحث عن الطرق غير المشروعة السهلة لكسب وسائل العيش وزادت وتنوعت الجرائم وأصبحت أكثر بشاعة وغرابة بين جميع شرائح المجتمع مثل الرشاوى والقتل البشع والاغتصاب الجماعي وزنا المحارم. وأضافت كذلك غياب الشعور بالانتماء الوطني والبعد عن المشاركة السياسية حتى في ظل الحراك السياسي الذي تشهده مصر والذي يتطلب مشاركة شعبية واسعة النطاق لرسم مستقبل البلاد لأجيال قادمة.
أرجع الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات تغير أخلاق المصريين إلى القهر تحت جبروت الحكم القادر على تدمير سمات أي شخصية، وقال: إعادة الشخصية المصرية إلى ما كانت عليه، لن تتم إلا بديمقراطية حقه، وفصل الدين عن الدولة،
توجد عوامل أخرى كانت سبباً في تدهور أخلاق المصريين من بينها الفقر، وضياع الطبقة الوسطى التي اختفت لصالح الطبقة الدنيا التي زحفت عليها، وغياب المشروع القومي الذي يلتف حوله المصريون
تقرير- إسحق إبراهيم

1 comment:

Anonymous said...

اصبح نجوم السينما والفن هم القدوه للشباب المصري !!!

لايوجد روح الجماعه !! يوجد أنانيه وإنعزال وشباب سلبي !!

يـجب من تغيير المفاهيم والمباديء والأهداف وتوعيه الشباب عن طريق وسائل الإعلام فهي الطريق الأسهل لعقول المجتمع المصري


لن نتغير حتي نغير ما بأنفسـنا ونحن فقط من يستطيع تغيير حاضرنا