لم يكن رجل الأعمال نجيب ساويرس دقيقا، عندما قال نافيا: «لا يوجد مسيحي في مصر ينتظر من جماعة الإخوان أن تتفضل وتتنازل لتمنح القبطي الحق في أن يكون رئيسا من عدمه، لأننا لا ننتظر كأقباط من يعلمنا حقوق المواطنة».. معلوماتي أن الدكتور رفيق حبيب وهو مسيحي (انجليكاني) لم ينتظر أن يتفضل ويتنازل الإخوان، بل سلم الإخوان الصندوق واحتفظ لنفسه بالمفتاح.رفيق(مع حفظ الألقاب) ساهم في صياغة برنامج حزب الإخوان، الذي يشكو منه نجيب (مع حفظ الألقاب)، وأقر للإخوان بسلطة المنح والمنع، ورجع إلي أهله مسرورا، معترفا بموالاة الدولة الدينية التي تحكمها من أعلي هيئة دينية، هو من اقترحها (بنص اعترافه في الدستور).نجيب ساويرس يختلف كلية عن رفيق حبيب، كل في طريق.. نجيب يقابل رفيق في منتصف طريق طويل، رفيق باتجاه المنيل حيث مكتب الإرشاد لينشد صداقة مرشد هذا الزمان، ونجيب باتجاه نهضة مصر، الحقيقة لا التمثال.رفيق نموذج للموالاة، ونجيب نموذج للرفض، وبين الموالاة والرفض ما بين سماء الوطن وأرضه، لابد أن يقرأ رفيق حيثيات موقف نجيب جيدا حتي يحدد موضع قدمه، يقف وحيدا ينادي بما لم يناد به الأولون وينقضه الحاليون من رموز الأقباط، أخشي أن ينكر البعض الشخص بعد أن أنكروا عليه فكره. رفيق نموذج فريد في صداقة الإخوان لحدود التفريط في حقوق الطائفة والملة، نجيب مسيحي فريد في التصدي علانية للمد الإخواني، الذي صار يستهدف الأقباط علانية، وعلي رؤوس الأشهاد وفي برنامج مطبوع وفي وطن لم يعرف البدون (بدون جنسية) ولا ناقصي الأهلية الوطنية، وطن يقرأ فيه القرآن وتلقي العظات في المآتم.تفرد حبيب ذاته تفرد نجيب، كلاهما لا يتكلم في الغرف المغلقة، يتكلم في الميكروفون، في الهواء الطلق، يتكلم ليسمعه الإخوان وغير الإخوان، الأحاديث الخافتة في الغرف المغلقة لا تبين حروف الكلام، إن كان حبا أم انتقاما.رفيق في مقالاته الدستورية (في الدستور) تخارج من حسابات الطائفة لصالح الجماعة (الإخوان)، نجيب في مؤتمراته الصحفية الأخيرة تخارج من حسابات الثروة، رأس المال جبان، تخلي عن حذر الأقباط، أذل الحرص أعناق الرجال، نفض خشية الآباء من القساوسة والرهبان.رفيق يطالب بحق الإخوان في المشاركة، يشارك في صياغة البرنامج الذي يمنع الأقباط من المشاركة علي قدم المساواة (عصام العريان يترشح لرئاسة الجمهورية ويحظر علي رفيق الترشح إلا إذا أسلم)، نجيب يطالب بحق الأقباط في المساواة، لم يجلس القرفصاء جوار حائط البطريركية يندب حظه، ولم يراسل أقاربه في كندا ليهاجر من وطنه، ولم ينتظر عظة الأربعاء ليسمع من البابا كلاما أو يشهد بكاء. يسمع رفيق كثيرا من رفض الإخوان لاجتهاداته الشرعية ولا يتعظ.نجيب لم يطلب لقاء الرئيس ليشكو إليه اضطهاد الأقباط، لم يطلب لقاء مرشد الإخوان ليستسمحه في حق الإخوان، ولم يدخل في حوارات وسيمنارات لتأطير الوضع القبطي العام في برنامج حزب الإخوان، لا يكف رفيق عن الحوارات والترويج للإخوان في كل السيمنارات.خرق رفيق حاجز الصمت القبطي تجاه برنامج الإخوان، بالموالاة، خرق نجيب حاجز الصمت الذي تلفع به الأقباط منذ صدور برنامج الإخوان، ألقي قفاز الرفض في وجه الإخوان، رفض الوصاية علي الوطن، الوطن ليس كيكة تقسم، الوطن أكبر من المناصب التي توزع.. «اللي عايز يحكم مصر بالعدل أهلا وسهلا به».
حمدى رزق
المصرى اليوم 8-11-2007
No comments:
Post a Comment