Thursday, June 08, 2006

baccar
مستقبل مصر:للجيش.. للدين.. أم للفوضى؟!

تقرير دولى صدر مؤخرا قال ان 16 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر.
الفجوة ضخمة جدا بين حياة هؤلاء وحياة شريحة رفيعة من مليارديرات و مليونيرات.. يلعبون بالثروات السهلة ويغيرون موديلات السيارات وديكورات القصور.
هم يعيشون داخل جزر معزولة (القطامية هى الاحدث بعد المنصورية).. وسط محيط هائل من الفقر.. وحزام ناسف من عشوائيات مرعبة.

"انها امريكا اللاتينية" يقول جلال امين
وهى فعلا كذلك..دولة يحميها بوليس شرس لايحترم الا الاقوياء والاغنياء واصحاب النفوذ.
وبوليس مازال يعمل تحت امر عقل دولة كل شىء فيها قديم باستثناء ماركات الملابس والعطور والاطعمة.. فى بيوت اباطرة النظام وحاشيته وكلابه المدربة على افتراس الخارج عن الصف.

المعارضة الآن جديدة.
جيل يتلمس طريقه فى تعبير مختلف عن التمرد والغضب.
عرضت الجزيرة الاسبوع الماضى فيلم اسمه "المدونون.. معارضة جديدة فى مصر ".. هؤلاء هم اصوات احتجاج تستخدم اساليب تتيحها تقنيات الانترنت.. يستخدمون المدونات او Blogs وهى مساحات على الشبكة يسجل فيها المدون افكاره وانطباعاته بحرية تامة و يتيح للاخرين التعليق على مقال.. هو فقط له حق تقديم الفكرة او الرأى بالطريقة التى يحب.. هكذا كان المدونون ينتشرون فى المظاهرات يحملون اجهزة تسجيل صوتيه وكاميرات ديجيتال.. ترصد ما يحدث ويعرضونها فى المدونات بعد دقائق.. لتتحول الى فضيحة للنظام والامن.
هذا جديد تماما. لان كل حفلات الامن كانت ممنوع الاقتراب والتصوير.
المدونات على الانترنت تحولت الى عاصمة افتراضية لبرلمان حقيقي.

اللقطة الاخيرة فى الفيلم كانت مع علاء سيف الاسلام (رغم صغر سنه فهو الاب الروحي لهذه المجموعة النشيطة على الشبكة الالكترونية).
تترات الفيلم نزلت على علاء وهو يتكلم مع لوحة تقول بان الحوار معه لم يتم لانه اعتقل.
هكذا لم يجد النظام مع المعارضة الجديدة الا طريقة قديمة من مخازن خرج منها هذا الاسبوع ايضا اسلوب الاعتداء الجنسي.. كما حدث مع محمد الشرقاوي.

وهو من جيل جديد ايضا.. يعرف اساليب المعارضة الحديثة.. لكنه مثل المدونين.. كانت بدايته فردية.. بعيدا عن التنظيمات..والروشتات الجاهزة.. خرج متمردا على احواله واحوال ملايين الشباب تُسرق فرصهم فى الصعود على وش الدنيا.
لم ينضم لاحزاب ماتت اكلينيكيا.
ولا تنظيمات تحتاج رصاصة الرحمة.
بل سار وراء روح غضب جديدة..وعرف الحياة فى صدام بين البوليس ..والاصوات الجديدة (المتشنجة.. والمتحمسة.. قليلة العدد لكنها قوية التأثير).
الرغبة الحقيقية وراء الاعتداء الجنسي على المعارضين هى اعلان ذكورة الامن.
ذكورة قديمة مريضة تتصور السيطرة على البلد بمنطق هزيمة وكسر روح الخصوم.
انهم تنظيم "فرج" المخبر الشهير الذى اغتصب زينب فى فيلم الكرنك.. تنظيم يعتمد على اذلال المعارضين فى زنازين مغلقة.. ويراهن على السكوت رغبة فى الستر، ولم يتصور ان محمد لن يخاف وسيفضحهم.
وان الفضيحة ستنتشر من الانترنت للصحافة.. ورسائله ستخرج من الزنزانة فى طرة الى كل مكان فورا وليس بعد سنوات طويلة كما حدث مع المعتثلين من اجيال سابقة.

انه جيل جديد عيونه على العالم و يعرف ان مجرمي التعذيب.. مطاردون فى كل جهات الارض.
من الذى يعطى الاوامر باغتصاب البنات وهتك عرض الرجال؟!
لمصلحة من فى النظام استخدام تلك الاساليب البدائية الموحشة؟!
وكيف سيخرج جيل تعرض لاعتداءات جنسية الى الحياة هل يبحث عن الانتقام من مرتكبي الجريمة ام يبحث عن بطولة أولها جريمة جنسية؟!

الاسئلة خطرة.. لانها تخص جيل مصر "الجديدة" المحاصر بين نظام مهووس بالبقاء على المقاعد.. واخوان يبشرون بدولة الملائكة واصحاب السلطات المقدسة.. ودكاكين حزبية منتهية الصلاحية.. وشارع يمكن ان يفجره عود كبريت اصغر من الذى احرق القاهرة او كاد ان يحرقها فى 18 و 19 يناير 1977.

الفوضى مرعبة.
والرعب.. يدفع الى البحث عن حائط امان.. معروف وتقليدى ومجرب: ضابط من الجيش يحسم كل شىء.
هل ينزل الجيش الى الشارع ليحمينا من الاخوان فى لحظة انهيار النظام الحالي؟!
سؤال اخر.

وهل الفوضى ستدفعنا الى الجوامع والكنائس نحتمى بالله من كوارث النظام..؟!

المستقبل لمن..؟!
لاجيال جديدة يطاردها البوليس بالسحل والاغتصاب الجنسي..؟!
ام لجيوش الصحابة يخرجون من مقرات الاخوان ليحكموا بوكالة من الله كما فعل البشير والترابى وحولوا السودان الى مجرزة دموية باسم الدين؟!

ام سيحكمنا شخص مجهول تجهزه امريكا فى معامل مخابراتها.. بينما الدنيا هنا مشغولة بجمال مبارك.. ووراثةعرش الجمهورية؟!

السيناريو الاخير جاء فى حوار جلال امين. اقرأوه الان كمقدمة لملف قررنا ان نسأل فيه عن سيناريوهات المستقبل فى مصر.. وان يكتب فيه اصحاب الشان بانفسهم.. يكتبون عن المستقبل بمنطق "اللى ايده فى الميه.. مش زى الى ايده فى النار" هم فى الملعب ونحن نتابع المباراة.. وهذه هى تصورات مستقبل يدق الابواب بعنف.

وينظر الينا فى غضب.

وائل عبدالفتاح - الفجر بتصرف

No comments: