Sunday, August 29, 2010

وكلاء الماء الإلهي

من أين حصل الأستاذ بديع علي «ماء السماء الطهور»؟

لم أصدق الكلمة في البداية عندما نشرت نقلاً عن كلمات المرشد العام للإخوان المسلمين في حفل إفطار بطنطا.

هل قالها فعلاً؟

وهل يريد الإخوان غسل « أوساخ» مصر بماء السماء؟

ولماذا اختصت السماء الأستاذ بديع وصحبته بالماء الطهور؟ وما العناصر المكونة لماء السماء لتكون قادرة علي تغيير مصر من حالة «الوسخ» إلي النظافة العمومية علي يد المرشد وجماعته؟

هل لدي الجماعة خبراء في تنظيف الدول والمجتمعات بماء السماء..؟

يبدو أن المرشد كان علي راحته في طنطا، وأفلت لسانه بكلمات كاشفة عن لعبة استغلال السماء في الصراع السياسي.. ما علاقة السماء بالمعركة الانتخابية؟

ولماذا حصل الإخوان علي توكيل الماء الطهور وحدهم؟

وكيف تستمر كذبة أكثر من 80 سنة كاملة؟

لا يحمل الإخوان ولا غيرهم توكيلاً من السماء للوصول إلي السلطة، وكما قلنا للرئيس مبارك إن الله لا يختار الرؤساء. نقول للإخوان إن ماء السماء ليس من أدوات العمل السياسي، وتصوير الجماعة علي أنها جيوش الملائكة التي ستعلم المصريين الفضيلة وتنهي سنوات الضلال، فكرة مستوردة من أيام سلطة الكنيسة، وربما تنطلي علي شرائح مسكينة من شعب محروم سياسياً، لكنها فكرة مفضوحة.

لا أحد يحمل تفويضاً من السماء، ولا صكوك غفران، ولا توكيلات من الله بإدارة بلد أو مجتمع.

والأزمات في مصر ليست نتيجة فساد أخلاقي، لكن نتيجة فساد سياسي يضعف النفوس، والإصلاح ليس في غسل الأوساخ بماء السماء، ولكن بتداول السلطة، ووضع بنية ديمقراطية للعلاقة بين السلطة والمجتمع، وهذه أفعال يقوم بها سياسيون وليس مبعوثي عناية إلهية.

تصريحات المرشد تشير إلي أن الجماعة تتحول إلي شركة توظيف سياسي علي غرار شركات توظيف الأموال التي ظهرت في الثمانينيات.

نجومية الريان في معاندته التيار، وعودته بالاقتصاد إلي مرحلة ما قبل البنوك.

الإخوان يريدون العودة إلي عصور ما قبل السياسة.. حيث كان الحكم تفويضاً إلهياً لا يناقش، ولا يمكن الاختلاف معه إلا بالدخول في دين آخر، أو السير وراء نصف إله جديد.

وهذه ألعاب حواة.

الريان ظهر في لحظة تفكك أعمدة الدولة الناصرية، ولمعان أفكار العودة إلي شكل من أشكال «ما قبل الدولة».

التفكك أحيا الغرائز، والتقطها الشطار ليصنعوا منها جسوراً إلي ثروات سهلة، تغطيها «بركة» الحلال، هكذا ظهرت شركات توظيف الأموال في الثمانينيات، لتحصد فشل الدولة، وتخطف مدخرات العاملين في الخروج، وتصنع وحشاً مالياً خارج السيطرة.

وهكذا يريد مرشد الجماعة توظيف الاحتقان السياسي، وحاجة المجتمع المصري إلي التخلص من الاستبداد، والفساد، ليضعها في الرصيد السياسي.

يفرش المرشد بضاعته أمام جمهور لم يعرف من السياسة إلا الكلمات والخدمات.

المرشد يبيع البركة في لحظة سياسية خطيرة، وينتظر أن يشتري الناس منه زجاجات الماء الطهور، مع خاتم الصلاحية من السماء.

.. هل العودة إلي خطاب البركة بهذه القوة علامة أزمة في الإخوان؟

أم أن الأزمة كشفت الغطاء عن البضاعة القديمة؟

اسألوا عن فاروق عبد السلام

تردد اسم فاروق عبد السلام كثيراً في أزمة سرقة لوحة «زهرة الخشخاش، قال مسئولون إنهم أخبروه بعدم كفاءة أجهزة المراقبة، كتابة أو شفاهة، واتهم هو آخرين في تحقيقات النيابة بالتقصير، والحقيقة أن وجود فاروق عبد السلام في منصبه بالوزارة هو حالة كاشفة لأزمة الوزارة ولانتهاك وزير الثقافة للقانون، واستعانته بأهل الثقة علي حساب أهل الخبرة، ولإهداره المال العام.

ففاروق عبد السلام هو المتحكم الأول في أعمال الوزارة من خلال إدارته لمكتب الوزير، وهو وصل إلي سن المعاش عام 2003، وفي عام 2006 أصبح التجديد له مخالفاً للقانون فاخترع له الوزير منصباً مضحكاً، لأنه عيَّنه مستشارا للمتحف المصري، وهو خريج كلية الزراعة ولم يمارس أي عمل يتعلق بالآثار، ولم يدرس أي دراسة تتعلق بالتاريخ القديم أو التاريخ الفرعوني أو الآثار المصرية، حتي يكون مؤهلاً لأن يصبح مستشاراً للمتحف المصري. ولا نعلم عنه أي إنجاز إداري كبير حتي نقنع أنفسنا بأن استشاراته تتعلق بالجانب الإداري، لأن ما يحدث في الوزارة من فوضي وفساد إداري وصل إلي المحاكم، وهو يعمل كوكيل أول للوزارة ومسئول عن مكتب الوزير ويؤكد أنه ليس خبيراً في الإدارة وبالتالي لا يصلح لأن يكون مستشاراً إدارياً، ويبدو أنه لم يدخل متحفاً في حياته إلي أن تولي منصبه في الوزارة مما يعني أنه لا يصلح مستشار تاريخيا أو فنيا، وبالتالي فإن الوزير عيّنه في هذا المنصب حتي يحصل علي أعلي أجر من «ميغة» المتحف الذي لم يفتتح بعد.

ووفقا للقانون فإن المستشار لا يحق له أن يتخذ أي قرارات تنفيذية، ولكن من يتابع أعمال الوزارة سيجد مئات القرارات التنفيذية التي تصدر عن فاروق عبد السلام، وكلها قابلة للطعن أمام القضاء الإداري، وهو الأمر الذي دفع هيئة مفوضي الدولة إلي تأكيد ضرورة إنهاء عقده مع كل ما يترتب عليه من آثار، في واحدة من القضايا المنظورة الآن أمام المجلس.

وعلي الرغم من الحيلة غير القانونية التي أبدعها الوزير من أجل استمرار وجود فاروق عبد السلام بجانبه، فإنه خالف القانون بوضعه في عدة مناصب تنفيذية بما يجعل من انتهاك القانون هو السمة الغالبة علي عمل الوزارة، فهو عضو في مجلس إدارة أكاديمية الفنون، ورئيس مجلس إدارة جريدة القاهرة، وعضو في لجنة التعيينات في الوزارة. ووجوده في كل هذه المناصب يعني أنه «الطفل المعجزة » بالنسبة للوزير، الذي لا يعلم أن أعمال كل هذه اللجان والجهات التي يوجد فيها فاروق عبد السلام مطعون عليها لأنها صدرت عن جهة ليست قانونية.

والمؤسف أن النيابة استدعت فاروق عبد السلام للتحقيق في أزمة سرقة اللوحة، ولم تسأله السؤال البديهي المتعلق بماذا يعمل، أما الذين تم التحقيق معهم فلم يجرؤ أي منهم علي طرح وجود عبد السلام غير القانوني في الوزارة. والوزير نفسه لا يشعر بأي أسي أو غضاضة من وجود وكيل أول الوزارة في منصبة وهو الذي لم تكن لديه أي علاقة بالثقافة طيلة حياته، ويتعامل مع المثقفين باستعلاء وغرور سواء حينما كان وكيلاً للوزارة أو بعد أن تحول علي الورق فقط إلي مستشار للمتحف المصري. في الوقت الذي ظل يمارس فيه كل مهام عمله وكأنه لم يخرج إلي المعاش منذ 7 سنوات.

وبالطبع فإن فاروق عبد السلام أياً كان أداؤه في منصبه ليس مسئولاً عن وضعه، وإنما المسئول هو وزير الثقافة الذي يتصور أنه لم يعين وزيراً في وزارة تحكمها قوانين في مقدمتها قانون العاملين في الدولة الذي ينص علي أنه ليس من حق الوزير التعاقد مع أحد من خارج الوزارة لأي منصب لأكثر من ثلاثة أشهر وبحد أقصي سنة واحدة، ولكنه تصور أنه امتلك عزبة اسمها وزارة الثقافة، فعاث فيها، وانتهك القوانين، وتمت إدانة عدد من معاونيه في جرائم جنائية. وهناك شائعات قوية في الوزارة حول منح الوزير راتب قدره 10 آلاف جنيه شهرياً من ميزانية صندوق التنمية الثقافية، لزوجة أيمن عبد المنعم المسجون حاليا بعد ثبوت تلقيه رشوة حتي يضمن سكوته عن كشف الفساد في الصندوق الذي لا يخضع لأي رقابة مالية.

وهناك من يربط بين تمسك الوزير بفاروق عبد السلام بعمل الأخير فترة طويلة في جهاز الرقابة الإدارية، ليس من أجل التدقيق في بعمل الوزارة بحكم تاريخه في الجهاز وإنما من أجل استثمار علاقاته بما يبعد الوزير عن أي دائرة للشبهات المالية أو الإدارية.

وخلال السنوات التي تولي فيها فاروق حسني وزارة الثقافة ومعه فاروق عبد السلام في مكتبه كانت السمة الغالبة هي تقديم كبش فداء في أي أزمة ، ففي أزمة الروايات الثلاث، قدما علي أبوشادي، وفي حرق بني سويف قدما الدكتور مصطفي علوي، ويخرج الوزير بمساعدة مدير مكتبه كالشعرة من العجين. أما في الأزمة الجديدة الخاصة بزهرة الخشخاش فقد قدما معاً محسن شعلان كبشاً للفداء، وكأنه ليست هناك مسئولية سياسية علي الوزير، وكانت التهم التي قدماها ضده في وسائل الإعلام تستدعي محاكمتهما معه، فقد قالا إن رئيس قطاع الفنون التشكيلية استنفد ميزانية تأمين المتاحف في تجديد مكتبه، ونسيا أن هذا الأمر كان يستدعي إقالته وتقديمه للتحقيق الإداري ثم محاكمته جنائيا. وهما لم يفعلا أي شيء من كل هذا بما يتطلب محاكمتهما معاً بتهمة التقصير.

ووجود فاروق عبد السلام من الأساس في منصبه، وظهوره في وسائل الإعلام لتبرير سياسة الوزير أو الدفاع عنه والتحقيق معه سواء كشاهد أو متهم يعني أن الوزير يخرج لسانه للقانون، ولا يهتم حتي بالشكليات التي يجب أن تراعي ذراً للرماد في الأعين، وهو ما يستدعي محاسبة الوزير أمام البرلمان لانتهاكه للقانون باعتبار أن القوانين التي ينتهكها شرعت من هذا البرلمان.

والمشكلة في وزارة الثقافة أن الوزير يخرج من كل كارثة أو أزمة وكأنه لم يفعل شيئاً، وكأنه معصوم من الخطأ، وهو ما يعني أن أزمة لوحة زهرة الخشخاش لن تكون الأخيرة طالما ظل في الوزارة، وطالما ظل كاتم أسراره معه. وطالما بقيت بالوزارة بؤرة للفساد تسمي صندوق التنمية الثقافية لا تخضع لأي نوع من الرقابة، ويستخدمها الوزير في تدعيم وتظبيط أعوانه ومناصريه، بدلا من توجيهها في مشروعات التنمية الثقافية الحقيقية. وإذا كان بعض المثقفين يرون أن إنقاذ الثقافة المصرية حالياً يتطلب إقالة الوزير فاروق حسني ومعه المشرف علي مكتبه فإنني أري أن الخطوة الأولي هي ليست إقالة فاروق عبد السلام، وإنما تطبيق القانون عليه، وإلغاء التعاقد معه وما يترتب عليه من آثار كما نص تقرير هيئة مفوضي الدولة. فمصر التي أنجبت ثروت عكاشة ويحيي حقي وسعد كامل ونجيب محفوظ وسعد الدين وهبة وجابر عصفور ومدكور ثابت وغيرهم ممن تولوا مناصب كبري في وزارة الثقافة ونجحوا فيها، لن تعجز عن إنجاب بديل لفاروق عبد السلام الذي لم نلاحظ له أي نجاح، ولا نعرف المؤهلات التي دفعت الوزير إلي التمسك به وانتهاك القانون من أجله

- الدستور

Saturday, August 28, 2010

السعودية تعد تهما ضد ناشط سياسي معتقل منذ ثلاث سنوات

قال محامي عن ناشط حقوقي سعودي بارز ان موكله سيظل سجينا، بعد اكثر من ثلاث سنوات من القاء القبض عليه لان الادعاء يعد اتهامات ضده وضد ناشطين اخرين.

ويقبع القاضي السابق سليمان الرشودي في السجن بدون محاكمة منذ 2007، بعد ان القي القبض عليه مع ناشطين اخرين عقب كتابة التماس يطالب باصلاحات سياسية مثل سن دستور للبلاد واقرار الحق في التجمع السلمي.

ولا تتسامح السعودية، اكبر مصدّر للنفط في العالم والحليف الوثيق للولايات المتحدة والتي ليس بها برلمان منتخب، مع المظاهر العلنية للمعارضة.

ورفع محامو الرشودي دعوى بقضية نادرة ضد السلطات يطالبون فيها بتوجيه الاتهام رسميا اليه اوالافراج عنه وعن اخرين، وهو ما طالبت به مرارا منظمات لحقوق الانسان.

وقال عبد العزيز الوهابي، احد محامي الرشودي، يوم السبت ان محكمة في العاصمة الرياض قررت عدم نظر القضية لان وزارة الداخلية ابلغتها في وقت متاخر من يوم الجمعة ان قاضيا اخر ينظر القضية وانه يجري اعداد الاتهامات ضد الرشودي.

وقال الوهابي: "قال القاضي ان القضية خارج نطاق اختصاصه، وهذا مخيب للامال"، مضيفا انه تم ابلاغ المحامين بان قاضيا اخر في جدة ـ حيث القي القبض على الرشودي في فبراير شباط 2007 ـ ينظر القضية الان.

واضاف الوهابي انهم لا يعرفون حتى الان الاتهامات التي ستوجه الى موكله، وقال ان لائحة الاتهام التي يجري اعدادها الان تقع في 60 صفحة.

وقالت منظمة "هيومان رايتس فيرست سوسايتي" ـ وهي منظمة مستقلة مقرها السعودية ـ انها تشعر بخيبة امل لان الرشودي ما زال في السجن بعد اكثر من ثلاث سنوات من القاء القبض عليه.

وقال ابراهيم المغيتيب رئيس المنظمة: "انه لشيء عجيب ان ترسل وزارة الداخلية مساء الجمعة قبيل انعقاد جلسة المحكمة مباشرة برقية للابلاغ عن الاتهامات. كان يمكنهم ان يفعلوا ذلك منذ وقت طويل".

ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم وزارة الداخلية للتعقيب.

وحاول الملك عبد الله القيام ببعض الاصلاحات منذ ان تولى عرش السعودية في 2005 لكن دبلوماسيين ومحللين قالوا ان مجال الحركة امامه محدود بسبب المقاومة من المحافظين ورجال الدين

BBC

حملة التوريث .. وميلودراما الوريث

من أكبر المشكلات الحقيقية التي تعوق مشروع التوريث في مصر، موقف الناس وإحساسهم بمحدودية قبول جمال مبارك، وضعف قدرته علي التواصل مع الناس !!

..عندما يتحدث جمال مبارك، يذكرني أحياناً بالكمبيوتر الناطق باللغة العربية، ورغم الجهود والنفقات التي تبذل للإخراج «الفني» للقاءات والزيارات التي يقوم بها، فإنها تذكرني بعروض المسرح التجريبي المترجمة، وتحديداً عروض الممثل الواحد!!

.. أنا لا أطيق مسرحاً يقدم عرضاً مدبلجاً!! حيث يتحرك كل من علي المسرح، ويشيح بيديه، ويعبث بعضلات وجهه، ويضحك، ويصرخ.. بينما الصوت يخرج من جهة أخري بعيداً عن الخشبة!! وكأننا في مسرح العرائس !!

.. الحملة ضد التوريث، هي مواجهة للمسرح المغشوش، الذي يسند دور البطولة للأقل موهبة وقبولاً !!

.. فأي سيناريو يفترض معه وجود شخصيات متعددة، وأصوات مختلفة، ومواقف متباينة، بينما سيناريو التوريث يحبس فيه ممثل واحد زملاءه خلف الكواليس، ويمنعهم من الظهور علي الخشبة، ويدعي للجمهور أنهم كسالي !! وغير صالحين، وأنه سيتولي تمثيل جميع الأدوار، وفقاً للمسئولية الأسرية، والحزبية، والمسرحية الملقاة علي عاتقه؟!

.. هل يمكن لشخص واحد- حتي ولو كان نجل فرعون أو هامان- أن يعتبر خشبة المسرح أملاكاً خاصة به فيشطب النص المكتوب، ويلغي السيناريو، ويفصل الملقن، ويحيل الممثلين للتقاعد، ويطرد قائد الفرقة الموسيقية، والعازفين، وعمال الديكور والإضاءة، وقاطعة التذاكر، وعامل البوفيه، والطفل الواقف بأوراق«الكلينكس» علي باب دورة المياه، وبائع الجرائد علي الرصيف، والمنادي الذي يصف السيارات أمام المسرح؟! يفعل كل هذا فقط لأنه محدود الموهبة غير قادر علي منافسة أي طرف له!!

.. هذا لا يمكن أن يحدث علي خشبة المسرح- أي المسرح- لا سيما إذا كان هو القومي .. أو الوطني، أو حتي الديمقراطي!!

.. فكيف لنا أن نقبل ألا يكون لنا رأي وموقف ودور في المسرحية التي تعالج شئون يومنا وغدنا وموتنا وحياة أطفالنا.. كيف يكون النص هو قصتنا نحن، ويعلن البطل المدبلج عن انتحارنا.. في حين أننا لا نزال قابعين في مقعدنا!! أحياء رغم القرارات الجمهورية بنحرنا فدية لتمرير مشروع التوريث؟!

.. كيف نسمح أن ندفع كامل الثمن، للتذاكر، والضرائب، والرسوم والبقشيش أيضاً ونكشف عن أن كل المشاهد تتوقف علي مزاج بطل العرض السابق!! وحالته الهضمية والسيكولوجية .. وأنه لا يوجد نص مكتوب، ولا برنامج مطبوع، ولاثمة مواعيد لرفع الستارة، أو إسدالها؟!

.. نعم هناك مسرح الشخص الواحد، إلا أنه لم يعد هناك مكان في هذا العصر لمسرح الإله!! بكل طقوسه وأوامره وأنصابه!! حيث تظل أقدارنا، معلقة بين شفتي بطل العرض السابق، أو قدميه!! وأيادينا مقطوعة، حتي لانتورط في الاعتراض عليه وعلي اختياراته!!

.. عندما ينتهي العرض لا شيء يمكن أن يحدث أو يقبل، أو يعقل سوي إسدال الستار !!

.. مصر كلها تنتظر لحظة إسدال الستار وبداية عرض جديد يشارك فيه أبطال يمثلون ألوان الطيف السياسي المصري.

.. لا أحد يرفض وجود جمال من حيث المبدأ فهو في النهاية مواطن مصري له كل حقوق غيره لكن أحداً لا يقبل أن يكون وجود جمال سبباً لإلغاء حق هذ الأمة في أن تختار من بين جمال وغيره من البدائل الحقيقية وليس البدائل الوهمية «الكومبارس» الذي تفتح له الطرق الآن لتمرير ميلودراما جمال مبارك.

.. مصر كبيرة علي جمال منفرداً وعلي الكومبارس الذي يروج له إعلام جمال وأجهزة أمنه

- الدستور

Friday, August 27, 2010

الفراعنة.. والصلاة بالوضوء

كان المصرى القديم منذ آلاف السنين يعرف الإله.. فقد أرسل الله له إدريس «واذكر فى الكتاب إدريس.. إنه كان صديقا نبياً» (مريم ٥٦)، كما أرسل الله لمصر القديمة حكماء.. مثل لقمان، الخضر، بل رسلا.. «ولقد أرسلنا رسلا من قبلك.. منهم من قصصنا عليك.. ومنهم من لم نقصص عليك» (غافر ٧٨).

كان الدين فى مصر القديمة عقيدة خماسية، وكلمة دين كلمة مصرية من كلمة «دى» أى خمسة بالمصرى القديم، وكانت هذه العقيدة الخماسية ١- التوحيد ٢- الصلاة ٣- الصوم ٤- الزكاة «الماعون بالمصرى القديم» ٥- الحج «وهى كلمة مصرية قديمة».

ومنذ عصر الملك مينا، كان شعار الدولة النجمة الخماسية وحولها الهلال «الأدب والدين ١٢٨ أنطون ذكرى» رمزا للعقيدة الخماسية والشعائر الدينية.

أما عن التوحيد، فكانوا يقولون: أنا الإله واحد أحد، موجد نفسى بنفسى.. ليس لى كفوا أحد. كما كانوا يقولون: وع وع نو سنو، أى أحد أحد لا ثانى له، كما كانوا يرسمون أذنين وعينين ويقولون: إنه السميع البصير الذى يجيب دعوة الداعى إذا دعاه «معبد كوم أمبو».

أما عن الصلاة فكانت بالوضوء.. نجد صورة للملك مينا ذاهبا إلى «بر ضوا» أى بيت الوضوء، ووراءه الموضئ حاملا إبريقا من الماء والـ«تشب تشب» أى الشبشب «إيمرى ٢٣٣ مصر فى العصر العتيق».

كانت الصلاة خمس مرات بالوضوء.. وكانوا يسجدون بالأذقان حتى يواجهون الله بوجوههم.. وجاء ذكرهم فى القرآن الكريم.. «أولئك الذين يخرون للأذقان سجدا»، كما كان بهم «إمم» أى إمام، وكانوا يصطفون صفوفا وراء الإمام، وهذه الصلاة هى صلاة الجماعة.

كان الوضوء يبدأ بالنية، وكان المصرى القديم يقول: نويت الصلاة، ثم يبدأ بغسل الوجه، فمسح الجبين والأذن والأنف، ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم تغطيس الرجل اليمنى ثم اليسرى فى الماء «نديم السيار - المصريون القدماء.. أول الحنفاء ٣١٧»، أما نواقض الوضوء فهى نفسها المعروفة الآن.

أما ستر العورة، فكان شرطا من شروط صحة الصلاة، وكان الثوب بالتحديد يجب أن يغطى الركبة «كتاب الموتى الفرعونى.. د. فيليب ص٢٧ - ٣١-٥٣-٦٩».

أما استقبال القبلة، فكانت قبلتهم نحو الجنوب، ونحن نقول الوجه البحرى لأنه ناحية البحر.. أما الوجه القبلى فلأنه ناحية القبلة، وكانت قبلتهم قبر أوزوريس فى أبيدوس فى جنوب سوهاج.

أما أوضاع الصلاة فكانت تحتوى على أركان خمسة:

١- وضع التكبير ٢- وضع الوقوف مع وضع اليد اليمنى فوق اليسرى.

٣- وضع الركوع.

٤- وضع السجود.

٥- وضع القعود. «المصدر السابق ٣٧٤».

وكل هذه الأوضاع مرسومة على الجداريات والبرديات بتفاصيل كثيرة.

كان أجدادنا العظماء يصلون: أيها الواحد الأحد، الذى يطوى الأبد، يا موجد نفسك بنفسك، يا مرشد الملايين إلى السبل، يا من يجعل الجنين يكبر فى بطن أمه، لم أُلحق ضررا بإنسان، ولم أتسبب فى شقاء حيوان، ولم أعذب نباتا بأن نسيت أن أسقيه ماء، بل كنت عينا للأعمى، ويدا للمشلول، ورجلا للكسيح وأبا لليتيم، إن قلبى نقى، ويدى طاهرتان.

ويأتى أحفاد هؤلاء العظماء ويقولون: كفرة! وعبّاد أوثان! وصوت أبى العلاء يأتى من بعيد:

لا تظلموا الموتى وإن طال المدى إنى أخاف عليكم أن تلتقوا

ويظن أتباع الديانات السماوية، أن الدنيا بدأت بهم.. ولا يعرفون أن كل ما لديهم كان موحيا به فى مصر القديمة منذ آلاف السنين قبلهم..! ليس هذا فقط بل تسيل الدماء بينهم.. وأحمد شوقى أمير الشعراء يوقظهم:

لا تجعلوا الدين باب الشر بينكم، ولا محل مباهاة وإذلال

ما الدين إلا تراث الناس قبلكم، كل امرئ لأبيه تابع تالِ

د. وسيم السيسى - Almasry Alyoum

waseem-elseesy@hotmail.com


أحزان هشام البسطويسى ومآثر قضاة مصر

منذ ثلاثين سنة، كان يزور مصر المُفكر والوزير العراقى الأسبق د. خير الدين حسيب. وتصادف أحد أيام الزيارة مع وفاة أحد أفراد أسرة محيى الدين. وحينما اعتذرت عن رؤيته فى مساء ذلك اليوم بسبب نية الذهاب لعزاء كل من الأستاذ خالد ود. عمرو محيى الدين، وكان هو بدوره يعرفهما، حيث كان من أبرز الناصريين العرب، فسأل إن كان يمكن أن يُصاحبنى لأداء واجب العزاء لهما بدوره. وكانت المرة الأولى التى يفعل فيها ذلك خارج العراق. وكان العزاء فى مسجد عُمر مكرم بميدان التحرير.

ولاحظ الصديق العراقى الزائر أن كل الأطياف السياسية المصرية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين جاءت لتأدية واجب العزاء. شمل ذلك باشوات العهد الملكى، إلى أقطاب الحقبة الناصرية، إلى كبار مسؤولى الحقبة الساداتية، إلى عُمال مصانع حلوان وفلاحى كفر شكر وأبناء النوبة. وفى طريق العودة إلى فندقه، قال خير الدين حسيب إن المشهد الذى رآه فى تلك الليلة بمسجد عُمر مكرم، لم يره أبداً لا فى العراق ولا فى أى بلد عربى آخر. قلت له إن تضامن المصريين فى لحظات المحن والأحزان هو تقليد مصرى عميق الجذور، منذ بداية تاريخنا الفرعونى المُسجل.

تذكرت ذلك الحدث، وأنا وشقيقى، المهندس أحمد رزق، نُعزى المستشار هشام البسطويسى وأسرته فى وفاة عميد الأسرة الأستاذ/ عثمان البسطويسى رحمه الله. فإلى جانب رموز ورجال المؤسسة القضائية، من الوزير إلى رؤساء نادى القضاة ووكلاء النيابة الشباب، رأينا وصافحنا مُعظم مُمثلى الأحزاب والقوى السياسية المصرية.

وقد ضاعف من عُمق ووقار المشهد، لا فقط ما تحمله الجماعة السياسية المصرية للمستشار هشام البسطويسى من محبة وإعجاب لمواقفه المشهودة، هو وقلة من زملائه، فى مُراقبة الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٥، بتجرد وإنصاف وعدالة، ومُقاومته الباسلة للضغوط والإغراءات، للتستر ـ أو الصمت ـ على ما شاب تلك الانتخابات من مُخالفات جسيمة. وأكثر من ذلك أنه لم يتردد عن الحديث للإعلام عما رآه من تلك المُخالفات، ولم يعبأ الرجل باتهامات بعض المسؤولين عن هذه التجاوزات من كبار القوم، بأنه مع زملائه أصبحوا من مُحبى الشُهرة والأضواء. وهو الاتهام الذى اعتبره القضاة الأحرار بمثابة «ابتزاز» لإسكاتهم، والإفلات بجرائمهم دون عقاب معنوى أمام الرأى العام، والذى هو أضعف الإيمان.

من آيات الإعجاب بهشام البسطويسى وزملائه من القضاة الأحرار، أن عديداً من منظمات المجتمع المدنى فى مصر والوطن العربى والعالم أشادت بهم، ودعتهم مراراً وتكراراً لمنتدياتها ومؤتمراتها. ولبى بعضهم الدعوة، فى الحدود التى يسمح فيها السياق بذلك، وحينما لا يكون هناك أى شك فى أن ذلك يمكن أن يمس وقار واحترام واستقلالية هؤلاء القضاة.

نعم، منذ قاد المرحوم الدكتور عوض المُر المحكمة الدستورية فى أحكامها الشهيرة حول كل ما يتعلق بشرعية الانتخابات، وانتفاء هذه الشرعية ما لم يكن هناك إشراف قضائى كامل على كل مراحلها وخطواتها، برزت المؤسسة القضائية كآخر سُلطة حقيقية مُستقلة. وتمسك الشعب بأهدافها. وحينما تجرأت الحكومة على مُحاولة مُحاكمة بعض هؤلاء القضاة لأنهم مارسوا دورهم المُستقل علانية، تجمهر ما يقرب من مليون مصرى حول دار القضاء العالى، حيث كانت ستجرى تلك المُحاكمة. وهو ما أخاف النظام، فأوعز لأنصاره فى داخل المؤسسة القضائية بسرعة إقفال ذلك الملف، بمجرد «لفت نظر»، لهشام البسطويسى وأحد زملائه.

ولكن النظام الحاكم، كالعادة، دأب على تخريب المؤسسة القضائية وتطويعها، كما فعل مع بقية مؤسسات المجتمع والدولة. وكان «نادى القضاة» هو قمة الاستهداف. فحشد لذلك قضاة الأرياف والصعيد، بدعوى أن ناديى القاهرة والإسكندرية قد استأثرا بالشُهرة والنفوذ! وشتت أعضاء مجلس إدارة الناديين، بالنقل والانتداب والإحالة إلى التقاعد. وتقوضت أركان آخر القلاع، على الأقل إلى حين.

وكنت قد كتبت عدة مرات عن هذا الموضوع فى حينه، منذ خمس سنوات، وفى هذه الصحيفة. وكان العزاء فى رحيل والد المستشار هشام البسطويسى مناسبة للالتقاء بالعديد من المُحاربين القدماء لنادى القضاة، وعلى رأسهم المستشار محمود مكى. ولم ينس مُعظمهم ما كنت قد كتبته تنويهاً وإعجاباً بمواقفهم. وحينما سألت عما إذا كان هناك أمل أن يستعيد القضاة دورهم فى الشأن السياسى العام. كانت الإجابة، ابتسامة صامتة، فى مُعظم الأحيان. ولكن قال بعضهم لماذا لا تستعين منظمات المجتمع المدنى المعنية بمُراقبة الانتخابات بالقضاة المتقاعدين من ذوى الهمة والسُمعة الطيبة والاستقلالية فى ذلك الأمر.

وها أنا أنقل هذا الاقتراح الوجيه للقائمين الحاليين، على مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، ورائد مُراقبة الانتخابات منذ عام ١٩٩٥، وللمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز استقلال القضاء والمُحاماة، ولاتحاد المُحامين الليبراليين، والمنظمات الشقيقة الأخرى، لكى يأخذوا بهذا الاقتراح.

إن القضاة فى كل أنحاء العالم هم القطاع الأكثر ثقة واحتراماً من شعوبهم. وهم ثروة قومية نفيسة فى أى مجتمع. فإذا كان ذلك صحيحاً عموماً، فهو الأصح فى مصر، منذ وضع شيخ القضاة، عبدالعزيز فهمى باشا، الأساس الراسخ لهذا الاستقلال، عام ١٩٢٣، بإنشاء المحكمة العُليا للنقض والإبرام.

لقد عاد المستشار هشام البسطويسى من الكويت، التى انتدب لمحكمة النقض فيها منذ ثلاث سنوات. ولما سألته عما إذا كان يفتقد المشهد النضالى الوقور الذى كان رُكناً فيه، أجاب ودمعة تترقرق فى عينيه، أن الكويت تتيح قضاءً حُراً، يجد القضاة المصريون فيه، ما أصبح عزيزاً عليهم فى مصر، وأن الهجرة المؤقتة لهذا القضاء، بدأت مع شيخ آخر من شيوخ القضاء الدستورى، وهو د. عبدالرازق السنهورى، فى منتصف خمسينات القرن العشرين. فتحية وعزاء لهشام البسطويسى ولكل قضاة مصر.

وعلى الله قصد السبيل

د. سعد الدين إبراهيم- Almasry Alyoum

semibrahim@gmail.com

Monday, August 23, 2010

السرقة في عز الظه

سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمي «فان جوخ» من متحف محمد محمود خليل.. فضيحة بكل المقاييس.

.. وطريقة السرقة التي تمت في عز الظهر.. لفضيحة أكثر.

.. والإعلان سريعاً عن تمكن أجهزة الأمن عن ضبط اللوحة المسروقة عن طريق نسج قصته وهمية عن السارق وإلقاء القبض عليه أثناء سفره من مطار القاهرة.. ثم التراجع عن تلك القصة الوهمية.. وعلي لسان مسئولين كبار.. فضيحة أكثر وأكثر.

.. وليست هذه المرة الأولي التي تتم فيه سرقة اللوحات بتلك الطريقة.. ففي العام الماضي تكرر نفس المشهد في سرقة لوحة الفنان الكبير حامد ندا من دار الأوبرا في عز الظهر.

.. ولا أحد يحاسب أحداً في هذا الزمان وفي هذا البلد.

الأمر لا يتوف علي سرقة اللوحات التاريخية، إنما يسرقون البلد في عز الظهر.. وجهاراً نهاراً.. ولا أحد يحاسب أحداً.

لقد باعوا شركات القطاع العام التي هي ملك الشعب.. وحصلوا علي عمولات.. وسرقوا العمال بما أطلقوا عليه المعاش المبكر.. ولم يتم ذلك علي استحياء.. وإنما بفُجر.. وراجعوا ما حدث في قصة بيع عمر أفندي وطنطا للكتان «علي سبيل المثال».

لقد سرقوا أراضي الدولة.. ومنحوها لشركائهم وأصهارهم ورجالهم بتراب الفلوس ليحصلوا هؤلاء بعد ذلك علي مليارات الجنيهات.

لقد سرقوا الغاز والبترول من الأجيال القادمة ليصدروه إلي أصدقائهم في إسرائيل بثمن بخس.. وها نحن نري الآن نتيجة ذلك من انهيار في مرفق الكهرباء، وأصبح جميع المواطنين يعانون انقطاع التيار الكهربائي.. وتأثير ذلك في دمار الأغذية والأجهزة المنزلية في عملية سرقة واضحة للمواطنين، فضلاً عن سرقة المواطنين وبيعهم للمحتكرين الذين يسيطرون علي مقدرات البلاد.

لقد باعوا المواطن في صحته.

.. وباعوه في تعليمه.. وتعليم الأجيال القادمة.

.. لقد سرقوا المواطن في حقه اختيار من يمثله ومن يحكمه.. وقاموا بتزوير إرادة المواطنين في الانتخابات في عز الظهر.. ويزعمون بعد ذلك أنهم ديمقراطيون.

إنه النظام المسئول عن كل ما وصلنا إليه من تخلف وتراجع وسرقة في عز الظهر.

إنها الفوضي التي أوصلنا إليها النظام بوقوفه ضد التغيير وإصراره علي الاستبداد حتي آخر نفس أو سرقتنا «في عز الظهر» بتوريثنا حكمه لولده.

- الدستور

قطار الوطن المشتعل

كما قطار الصعيد الشهير يسير قطار الوطن.. فى أول قطار الوطن عربة فخمة فاخرة (درجة أولى مكيف) يمكن أن نسميها عربة السلطة والمال هى الأقرب إلى السائق، وهى التى تحدد وجهة القطار وسرعة القطار.. تليها عربة أقل فخامة (درجة تانية) مليئة بالضجيج والصياح والصراخ يمكن أن نسميها عربة النخبة، مسموح لأى من ركابها أن ينضم إلى عربة السلطة والمال، ماراً فوق الفاصل الصغير بين العربتين، أو على الأصح ماراً فوق القيم والمبادئ والضمير.. تلى عربة النخبة عربات صدئة قبيحة على نوافذها قضبان غليظة لتمنع الناس من الهرب، وكأنها زنازين متحركة، هى بالتأكيد عربات الشعب!! داخل عربات الشعب نيران متأججة مسعورة، حاصرت المصريين ولم يعد منها مهرب أو مفر، إنها نيران الفقر والجهل والمرض،

ورغم ضخامة النيران وتدافع ألسنة اللهب من نوافذ عربات الشعب، إلا أن ركاب عربة السلطة لا يرونها، لأنهم لا ينظرون خلفهم، وطريقهم خال ومفتوح كما يرونه من عربتهم الأولى، وعربتهم المكيفة تمنعهم حتى من الإحساس بارتفاع درجة الحرارة الناتج عن اشتعال المصريين، أما ركاب عربة النخبة فجميعهم رأى الحريق، فقرر أغلبهم الهرب إلى عربة السلطة الآمنة المؤمنة، والأقلية الباقية غاضبة تصرخ وتطالب بتوقف القطار، وبدأت عمليات الإنقاذ، ولكن يبدو أن ركاب عربة السلطة والمال لا يسمعون إلا أنفسهم، وهكذا يسير قطار الوطن المشتعل كما سار قطار الصعيد مشتعلاً كيلومترات، الناس تحترق، والسلطة مشغولة بنفسها لا تراهم ولا تسمع صرخاتهم، والنخبة أغلبها ينعم مع السلطة والباقى يحترق مع الناس!!

وأغلب الظن أن ركاب عربة السلطة أقنعوا السائق بفصل العربات الأمامية والانطلاق فى طريقهم تاركين الناس تحترق كما فعل سائق قطار الصعيد!

م/ أحمد عبدالغنى

Almasry Alyoum

Friday, August 13, 2010

عاطف كامل يكتب: اصحي يا نايم.. الفساد دايم

ذهبت مع صديق محام في بلدة صغيرة تُعد مركزًا بإحدي محافظات الصعيد، ذهبنا لاستخراج ورقة من مصلحة حكومية، وكانت فرصة لي أن أرصد حال المجتمع بشكل عام وتلك البلدان بشكل خاص وحال الناس بشكل أخص.

وهذا ما دار بالتفصيل..

الورقة التي يريد المحامي استخراجها ورقة صحيحة ولا مشكلة فيها سوي أنها تستغرق شهورًا لاستخراجها. ولأنه مستعجل عليها فكان لابد له من البحث عن بديل للروتين والبيروقراطية، فوجدته يتحدث في محموله لأحد الموظفين هناك، فأخبره الموظف بأنه ليس في المصلحة الآن.. لأنه بيصلح العربية عند الميكانيكي «يعني سايب الشغل شوية يصلح عربيته وراجع تاني»!!

فأخبره صديقي أنه سيأتي إليه عند الميكانيكي، وذهبنا إليه بالفعل «عند الميكانيكي»، ووجدته - أي المحامي- يقول له إنه يريد هذه الورقة اليوم! وأخرج من جيبه مائتي جنيه وأعطاهما له وهو يقول: أكيد الورقة ح تطلع بمصاريف .. دول عشان المصاريف!

فقال له الموظف: انتظرني في سيارتك أمام المصلحة وسآتي إليك.

فذهبنا وانتظرنا في السيارة أمام المصلحة، وبعد عشر دقائق وصل الموظف بسيارته «اتصلحت بأه»، ودخل ثم خرج بعد خمس دقائق وأعطي المحامي الورقة المطلوبة مختومة وجاهزة وميه الميه!

كل ده كوم.. واللي جاي كوم تاني ..

أعطي الموظف الورقة للمحامي وقال له في عجالة: بعد إذنك بأه لأني اتأخرت علي صلاة الضهر، ودخل أمامنا المسجد الذي بجوار المصلحة.

وأخذ المحامي الورقة وذهبنا .. ولكن ظلت بداخلي علامات استفهام كثيرة ومهمة في رأيي، ففضلاً عن أن مثل هذه المواقف تحدث بشكل أو بآخر في أغلب المصالح الحكومية، وفضلاً عن أن «الرشوة» بدأت تأخذ ألقابًا أخري مثل «أتعاب» أو «إكراميات» أو «تسهيلات»، وفضلاً عن أن البعض يحلو له أن يحلل هذه الرشوة بأن الله يكون في عون الموظف، وأن هذه هي الفجوة التي خلقتها الحكومة بين غلاء المعيشة ومستوي الدخل، وهذه الفجوة يدفع ثمنها الشعب الذي يريد أن ينجز مصالحه في نفس الوقت.

فضلاً عن كل هذا وذاك.

التساؤل الذي كان بداخلي هو: ماذا سيقول الموظف لخالقه عندما دخل يصلي؟

هل سيشكره علي ما أرسله من رزق له ولبيته من خلال هذا المحامي؟

وأن سبحانه سبَّبَ الأسباب .. يعني سبَّبَ احتياج المحامي له وأرسله إليه «عند الميكانيكي» علشان يجيب له ورقة يكون فيها رزقه؟!

ولا ح يقول : يارب سامحني إني مديت إيدي بس انت عارف الظروف وأكيد مقدر الحالة التعبانة اللي إحنا فيها؟! واللي عاملاه فينا الحكومة.. أكيد أنت مقدر يا رب!

طب أنا أرضي زمتكوا ..

إحنا بنضحك علي مين بالضبط؟!

علي نفسنا وعلي بعضنا تتبلع.. لكن علي ربنا .. حاشا.

وإذا كان د. زكريا عزمي قال ذات مرة تحت قبة البرلمان إن الفساد في المحليات وصل للركب.. فأنا أؤكد له أن الفساد في جميع أركان المحروسة قد تفشي في جسد المجتمع حتي النخاع، وبجميع الأشكال من فساد مالي إلي فساد أخلاقي إلي فساد سلطوي، وبالتالي إلي فساد سلوكي واضح في جميع الطبقات ومختلف الأعمار، وأخشي ما أخشاه أن يكون قد تحول إلي منهج نسير عليه ونكون قد وضعنا أسسًا وقواعد لهذا المنهج.

أي أنك حتي تصبح ثريًا فلابد أن تسرق، وحتي تحتل موقعًا وظيفيًا مرموقًا لابد أن تخضع وتنافق وعلي أي شيء توافق!

وحتي تنجح لابد أن تغش أو تشتري الامتحان، وحتي تجد مهنة لابد أن تجد واسطة وعندما تجد واسطة لابد أن تقدم شيئاً للواسطة، وحتي تعمل الفتاة لابد من تقديم تنازلات.. وهلم جرا.

إنها منظومة متكاملة من الفساد.

وهذا الكلام ليس جديداً ولا يخفي علي أحد، لكن التذكير به من حين لآخر ضروري، ومحاولة طرح حقيقتنا أمام أنفسنا واجب، لعلنا نفيق في لحظة.

أذكر أنني قلت لأحد المسئولين المهمين: لو أن الفاسدين صاموا عن الفساد شهراً واحداً في السنة سيتغير حال مصر كثيراً وستظهر خيراتها المنهوبة وسيصبح لنا شأن آخر في غضون سنوات، وأذكر أيضاً أنه ابتسم ولم يجب!

وبما أن الفساد لا دين له.

وبما أن هناك صوم رمضان وصوم السيدة العذراء تحت سماء مصر في وقت واحد.

وبما أن الصوم عبادة وليس عادة.

فتعالوا نتأمل ـ ولو قليلاً ـ في إصلاح أنفسنا حتي يصلح الله حالنا.

تخيلوا هذا المجتمع وقد ساده الحب والسلام وصفاء النفس والذهن لكل مواطن، وعادت إليه راحة البال والاطمئنان علي مستقبله ومستقبل أولاده.

تخيلوا أن الضابط يقف في الشارع مبتسماً وبشوشاً ويساعد الناس ويخاطبهم بمنتهي الأدب والذوق، ولا يستشعر أنه في منطقة سلطوية فيتحدث إليهم بعجرفة زائفة ونقص اجتماعي.

تخيلوا أن السيارة التي بجوارك تنتظرك ويقول قائدها: تفضل أنت.. فتخجل من أدبه وتدعوه أنت للسير.. ونقضيها عزايم.. لكن تصور أن يسود هذا الرقي بين المواطنين لا أن يكون بداخل كل واحد فينا «نية مبيتة» لمضايقة الآخرين.

تخيل أن يدعو رئيس الدولة لمؤتمر كبير تشارك فيه كل القوي السياسية في مصر، يناقشون فيه ـ علي مدار أيام ـ مستقبل مصر ووضع خريطة لإنقاذها من الهاوية، وتصنيفها كدولة متخلفة والخروج بها إلي مراحل متقدمة تجعلها في مصاف الدول المتقدمة ـ وهي تستحق ـ ووضع خريطة مستقبلية واختيارالأنسب في القيادة لهذه المرحلة.

تخيل أن تدخل إلي مصلحة حكومية فتجد الموظف وكله نشاط وحماس وحيوية لخدمتك دون أدني مقابل.

ولابد أن تتخيل أيضاً أن هذا الموظف يفعل ذلك لأنه يتقاضي أجراً يناسب مجهوده ويواجه به شظف العيش، ويعمل في مكتب مكيف، ونظام معمول به لا يتخطي فيه أحد حدوده.

تخيل أيضاً أن الناس تعمل حباً في العمل، ورغبة داخلية في أن يكون هو أولاً شيئاً ومن ثم بلده.

تخيل أن القيادات في مصر تسير علي منهج علمي في الإدارة ويتم اختيار الوزير والغفير علي حد سواء بناء علي الكفاءة والخبرة ومدي قدرته علي الابتكار واتخاذ القرار.

تخيل أن الإدارة في مصر لا تسير علي المركزية وأن كل السلطات والصلاحيات وكل ما هو آت في يد المدير أو الرئيس أو الناظر أو أي قيادة في قمة الهرم الوظيفي.

تخيل أن الشوارع نظيفة والمواصلات جديدة والخدمات واضحة ولا يوجد زحام بالطرق، وتخيل بعد ذلك أن هناك زوج يحاور زوجته بحب وهدوء وعلاقته سوية بأبنائه.

وتخيل هؤلاء الأبناء وهم مطيعون.. يقضون أوقاتهم في ممارسة الرياضة وقراءة الكتب أو قراءة ما هو مفيد علي الإنترنت.

وأن الفتاة تحترم خصوصية جسدها وتعود إليها الأنوثة والحياء.. تخيل وتخيل.

أقول هذا علها تكون لحظة إفاقة من الغفلة التي نغوص فيها، وحتي لا يأتي مسحراتي الحياة ويدق الطبول هاتفاً.

اصحي يا نايم.. الفساد دايم!

عاطف كامل - الدستور

الوطنى» والإخوان.. و«شنطة رمضان

كان توزيع «شنطة رمضان» هو النشاط الرئيسى لكثير من «السياسيين» فى مصر خلال الأيام الماضية، وسيظل كذلك إلى أن يبدأ تجهيز «لفة كعك العيد» لتوزيعها فى الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، وهذا نشاط يتسابق فيه الحزب الوطنى وجماعة «الإخوان المسلمين» لاستجداء تعاطف شعبى أو محاولة تعزيز ما يوجد منه، فى غياب تنافس سياسى صحى تسعى عبره الأحزاب والقوى السياسية إلى إقناع الناس ببرامجها واتجاهاتها والسياسات التى سيطبقها كل منها إذا وصل إلى الحكم.

ويبدو توزيع «شنطة رمضان» أكثر كثافة وأوسع نطاقاً هذا العام، لأن الانتخابات البرلمانية على الأبواب، فإلى جانب «الشنط» التى تجهزها لجان الحزب الوطنى ومكاتب «الإخوان» الإدارية فى كثير من مراكز المحافظات ومدنها، ينشط فى هذا المجال بكثافة شديدة الراغبون فى الترشح لانتخابات مجلس الشعب، ولذلك كان توزيع «شنطة رمضان» بمثابة البداية الفعلية للحملات الانتخابية البدائية التى تُباع فيها الأصوات بأشكال مباشرة وغير مباشرة، وتحضر فيها العصبيات العائلية والعشائرية والقروية والنفوذ المحلى، بينما تغيب الأحزاب والاتجاهات السياسية والفكرية.

وهذا مشهد مؤلم، ولكنه لم يأت من فراغ، بل نتيجة تجريف الحياة السياسية وتجفيف منابع الحوار الحر والمشاركة الشعبية فى إدارة الشأن العام وانتشار الفقر، مما أدى إلى تقويض مقومات السياسة الحديثة التى يكون التنافس فيها بين برامج تهدف إلى زيادة قدرة الفقراء على شراء حاجاتهم فى رمضان وغير رمضان، بدلاً من تحويلهم إلى متسولين ينتظرون «الشنطة» التى يُنعم بها عليهم حزب أو جماعة بكل ما ينطوى عليه ذلك من تخلف وهوان.

ولا يخفى أن فكرة «شنطة رمضان» تعود أصلا إلى جمعيات خيرية تتنافس فى التسول «الأنيق» لجمع تبرعات بلا رقابة عليها ولا محاسبة تحت شعارات من نوع إطعام الصائمين ومساعدة المحتاجين، وتجد فى شهر رمضان فرصة سانحة لممارسة نشاطها هذا، وقد نقل الحزب الوطنى وجماعة «الإخوان» هذا النوع من التسول من ميدانه الاجتماعى إلى السياسة،

وعندما يأتى شهر رمضان هذا العام عشية الانتخابات، لابد أن يتوسع نطاق توزيع «الشنطة» ويزداد البيزنس المرتبط بها، فتتنافس أعداد هائلة من محال البقالة و«السوبر ماركت» فى تجهيزها وتقديم عروض مختلفة لها، فهى تحتوى عادة على سكر وزيت وأرز وفول وتمر ولفة قمر الدين، ولكن يضاف إلى بعضها سمن وبعض أنواع «الياميش». وتوضع فيها ورقة تتضمن إمساكية وآية قرآنية وحديثاً شريفاً وأدعية، والأهم من هذا كله اسم المرشح وصورته.

وهكذا، ففى غياب حيوية سياسية وانتخابات حرة عمادها البرامج المتعددة والاتجاهات المختلفة، يتركز التنافس الانتخابى فى ميدان الخدمات، ويتدنى من خدمات تفيد بمجموع الناس فى الدائرة الانتخابية إلى أخرى تُقَدم لأفراد وصولاً إلى شراء أصوات بشكل مباشر، ولذلك فلا عجب أن يصل التدهور إلى حد أن يصبح إطعام الناخبين هو السبيل إلى أصواتهم، و«شنط» المرشحين هى معيار الاختيار بينهم.

ولن يكون ممكنا التحول من «سياسة الشنط» هذه إلى سياسة البرامج والمواقف والأفكار بدون إصلاح سياسى يشمل تعديلات دستورية وقانونية لاستعادة الحيوية المفقودة فى المجتمع وتوفير الثقة الغائبة فى الانتخابات، وعندما يقتنع الناخبون بجدوى هذه الانتخابات سيتعاملون معها باعتبارها وسيلة شديدة الأهمية للمشاركة من أجل تحسين حياتهم وصناعة مستقبل أفضل لأولادهم، وعندئذ سيكون فى إمكاننا أن نطوى صفحة الانتخابات البدائية، وأن نتطلع إلى انتخابات مشرفة لا نخجل منها أمام العالم وتعبر نتائجها عن إرادة الناخبين واختياراتهم الحقيقية

د.وحيد عبدالمجيد- Almasry Alyoum

جامعة أمريكية تكرم عالم رياضيات مصرياً

أكتب إليكم من ولاية ميتشجان الأمريكية حيث إننى فى مهمة علمية لمدة خمسة أسابيع.. وأبلغكم بأنه منذ بضعة أسابيع قامت جامعة ولاية كاليفورنيا بمنطقة فالرتون بمنح جائزة عضو هيئة تدريس متميز لعالم الرياضيات المصرى د. نشأت بقطر ساويرس،

أستاذ الرياضيات بكلية العلوم، حيث تم اختياره من بين المتقدمين للجائزة تقديراً لجهوده المتميزة فى عدة مجالات منها: التدريس والخدمات الأكاديميةحيث قام بتدريس ١٩ منهجاً مختلفاً فى الرياضيات البحتة والتطبيقية والاحتمالات والإحصاء، الأمر الذى يندر حدوثه فى مجال العلوم الرياضية، كما أنه نال تقدير طلبته فى مرحلتى البكالوريوس والماجستير،

كذلك ساعد فى تطوير برامج الدراسات العليا، بالإضافة إلى إيجاد مقررات حديثة ومتطورة فى الدراسات العليا، وقام بنفسه بتدريسها لأول مرة لطلبة الجامعة أيضاً- كما جاء فى حيثيات منح الجائزة- أن سيادته شارك فى مراجعة وتقييم الأبحاث العلمية المقدمة للنشر فى الدوريات العلمية الأمريكية والأوروبية، بالإضافة إلى اختياره عضواً بلجنة تحرير إحدى الدوريات العلمية الدولية.

شارك سيادته فى عضوية العديد من لجان الجامعة والكلية والقسم.. وقد تم تسليم الجائزة لسيادته فى الحفل السنوى الذى تقيمه الجامعة لتكريم المتميزين من الطلاب والأساتذة، وهو يعمل بالجامعة منذ عام ١٩٩٨. سبق أن حصل على جوائز تدريسية من جامعة نورث ريدج الأمريكية، وفى عام ٢٠٠٩ منحته جامعة ولاية كاليفورنيا بمنطقة فالرتون شهادة تقديرية لمقدرته الفائقة على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التدريس، وأمكنه وضع مؤلفاته العلمية على الشبكة الدولية، مما ساعد الطلبة على استيعاب المقررات العلمية بسلاسة..

جدير بالذكر أن سيادته حصل على الدكتوراه فى مجال الاحتمالات والإحصاء من جامعة بوردو بولاية أنديانا فى عام ١٩٧٤، وعمل فور تخرجه أستاذاً مساعداً بجامعة كاليفورنيا- سانتا بربارة فى الفترة ١٩٧٥- ١٩٧٦.

عاد بعدها إلى أرض مصر كعضو هيئة تدريس متميز بكلية الهندسة- جامعة الإسكندرية، وأخذ يتدرج فى الوظائف الأكاديمية المختلفة حتى درجة أستاذ الإحصاء بكلية الهندسة.. ساهم فى التدريس بجامعات الأردن والكويت والجامعة الأمريكية بالقاهرة. إن كلية الهندسة جامعة الإسكندرية تفتخر بأن أحد أبنائها قد تم تكريمه دولياً، مما يرفع من اسم الجامعات المصرية فى المحافل الدولية، فهنيئاً لمصر بأبنائها المتميزين فى الداخل والخارج.

مينا بديع عبدالملك- Almasry alyoum

كلية الهندسة- جامعة الإسكندرية

minab@auoegypt.edu

ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب.. ومعدل البطالة يقفز إلى ٢٢%

كشف تقرير أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة اليوم العالمى للشباب، أن معدل البطالة بين الشباب ارتفع إلى ٢٢%، أى ما يزيد على ٤ ملايين شاب، وأوضح أن نسبة الطلاق ارتفعت إلى ٣٠.١% بين الذكور فى الفئة العمرية بين ١٨ و٢٩ سنة و٥٣.٦% للإناث.

وأكد التقرير أن ٢٧% من الشباب فى الفئة العمرية بين ١٨و٢٩ سنة لم يكملوا تعليمهم الأساسى إلى جانب ١٠% لم يلتحقوا بالمدارس أصلا. وأضاف أن عدد الشباب فى هذه الفئة ١٨ مليوناً و٧٣٩ ألف نسمة، وهو ما يمثل ٢٤.٣% من إجمالى سكان مصر، مشيرا إلى تقارب النسبة بين الشباب والإناث فى هذه الفئة العمرية، إذ بلغ معدل الذكور ٥٠.٣% و ٤٩.٧% للإناث.

وأشار التقرير إلى أن نسبة المشتغلين من الشباب نحو ٧٧.٩% من قوة العمل منهم ٨٣.١% ذكور و١٦.٩% للإناث، وأوضح أن نسبة الشباب الذين يعانون أنواع الإعاقة المختلفة تصل إلى ١.٥% بين الشباب منهم ٢% من الذكور مقابل ١% للإناث. وأكد ارتفاع عدد مستخدمى الكمبيوتر من الشباب إلى أكثر من ٦ ملايين فيما وصل عدد مستخدمى الإنترنت إلى ٢.٤ مليون.

من جانبها، شككت الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع، فى معدلات البطالة المعلنة، مشيرة إلى أن هناك نسبة أكبر من الشباب لا تعمل إلى جانب أعداد أخرى جرى الاستغناء عنهم. وأشارت إلى أن ارتفاع معدل البطالة هو السبب الأساسى وراء زيادة نسبة الطلاق بين الشباب، محذرة من وقوع «كارثة» فى المجتمع حال استمرار زيادة معدلاتها دون تدخل سريع من جانب الدولة.

وقالت إن البطالة تدفع الشباب نحو الهجرة غير الشرعية وارتكاب الجرائم أو تجارة المخدرات، مشيرة إلى أن الحلول المؤقتة للمشكلة تؤدى إلى زيادة الإحساس بالإحباط والعنف ضد المجتمع والتمرد

أميرة صالح - Almasry Alyoum

Monday, August 09, 2010

الحكم بالسجن 20 عاما على سبعة بهائيين في ايران

لندن (رويترز) - قال ناشطان بهائيان يوم الاثنين ان محكمة ايرانية قضت بسجن سبعة من زعماء الطائفة البهائية 20 عاما بعد أن اتهمتهم بالتجسس والدعاية المضادة للاسلام.

وذكرت وسائل الاعلام الايرانية في يناير كانون الاول هذا العام أن السبعة الذين اعتقلوا عام 2008 قدموا الى المحاكمة بتهم التجسس والتعاون مع اسرائيل عدو الجمهورية الاسلامية.

وقال الناشطان لرويترز مشترطين عدم ذكر اسميهما ان المحامين الموكلين عن المتهمين أبلغوا بالاحكام لكن تفاصيلها لم تعلن. والمتهمون خمسة رجال وامرأتان محتجزون بأحد السجون في طهران منذ أكثر من عامين.

وقال ناشط في مركز بهائي خارج ايران "المحامون أبلغوا لكن لم يصدر اعلان رسمي."

وذكر أن السبعة جميعا نفوا الاتهامات نفيا قاطعا وأن المحاكمة أجريت في ست جلسات منفصلة وأن المتهمين ربما يسعون لتقديم استئناف.

وتأسس المذهب البهائي في ايران في القرن التاسع عشر ويقول نشطاء ان أكثر من 300 ألف من أتباعه يعيشون اليوم في الجمهورية الاسلامية. وتعتير حكومة ايران الشيعية البهائية مذهبا خارجا عن الاسلام.

ويقول زعماء بهائيون في المنفى ان مئات من أتباع المذهب سجنوا وأعدموا منذ قامت الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. وتنفي الحكومة الايرانية أنها احتجزت أو أعدمت أشخاصا بسبب عقيدتهم.

وقال مسؤولون بهائيون ان مؤسساتهم في ايران فرض عليها حظر عام 1983 وان الزعماء السبعة المسجونين شكلوا مجموعة خاصة للاشراف على طقوس الطائفة في الزواج والجنازات وغيرها بعلم الحكومة الايرانية.

وأصدر باني دوجال مبعوث الطائفة البهائية الدولية الى الامم المتحدة بيانا يوم الاحد وصف فيه الاحكام بأنها "نتيجة تصيب بصدمة عميقة لقضية هؤلاء الناس الابرياء الغير مؤذين."

والعداء شديد بين ايران واسرائيل والتوتر متبادل بينهما بسبب برنامج طهران النووي.

وايران مساند رئيسي لجماعة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية ( حماس) في غزة اللتين تنفذان هجمات على حدود اسرائيل الشمالية والجنوبية

تغيير الممثلين.. واستمرار المخرج

كلما تشدد قادة ومسئولو أحزاب المعارضة فى نفيهم لوجود صفقات انتخابية مع أجهزة الأمن والحزب الوطنى، زاد اقتناع المرء بوجود صفقة بالفعل. ومن كثرة التكرار صار الأمر يشبه أن يقسم اللص بأنه شريف رغم أن «محفظة الزبون» تكون ظاهرة فى يده.

ومن الآن وحتى تعلن نتائج الانتخابات البرلمانية شتاء هذا العام، فسوف نجد آلاف القصص الإخبارية فى وسائل الإعلام المختلفة عن الصفقات السياسية.
كما سنجد قادة الأحزاب يقسمون بأغلظ الأيمانات أنهم لا يحبون الحكومة ولا يطيقونها، فكيف بهم يعقدون صفقات معها.
لكن وحتى لو أقسموا على المصحف والإنجيل والتوراة فلا تصدوقهم.

الصفقات فى عالم السياسة أمر طبيعى تماما.. والسياسة نفسها تقوم على توازن القوى فى المجتمع وعلى الصفقات أحيانا وليس على المبادئ والمثل الأخلاقية العليا.. ومن يخبركم غير ذلك فلا تصدقوه أيضا.

لكن الفارق بيننا وبين العوالم الطبيعية الأخرى أن لديهم هناك وعيا مرتفعا وممارسة سياسية صحيحة، ولذلك فالصفقات شبه معلنة والتحالفات تتم فى النور.. والناخب عندما يذهب للإدلاء بصوته، يعرف أن النائب الذى سيصوت له لن يغير جلده من مستقل إلى حكومى أو من هذا الحزب إلى ذلك بعد فوزه مباشرة.
الصفقة أو الصفقات بين الحكومة والمعارضة إن لم تكن قد تمت فعلا فسوف تتم إن آجلا أو عاجلا قبل انتخابات الخريف المقبل، والسبب ببساطة أن الطرفين يحتاجانها «احتياج المدمن لشمة الهيروين».

الحكومة تحتاج من أجل استمرار الديكور الديموقراطى إلى بعض المعارضين فى مجلس الشعب، يقدمون استجوابات وطلبات إحاطة وأسئلة للوزراء، يشوحون فى الهواء نهارا بأوراق ومستندات ويصرخون فى ميكروفونات الفضائيات ليلا عن الفساد وغياب الديمقراطية، ويطالبون بإقالة هذا الوزير أو ذاك المدير، شرط ألا يتحدثون عن تغيير النظام نفسه. هذا «الشو» سيقدم للبسطاء وأنصاف الأميين والعالم الخارجى إحساسا بأن لدينا تعددية فعلا.

المعارضة أكثر احتياجا لهذه الصفقة من الحكومة والسبب أنها صارت معارضة «فالصو» لا يستطيع «اتخن» حزب فيها أن يحشد مظاهرة سلمية من عشرة آلاف مواطن فى بلد تعداده 80 مليون نسمة، معظمهم فقراء ومطحونون.
الحكومة جربت هذه اللعبة الجميلة فى المجلس الماضى، ونجحت نجاحا باهرا، لكنها تريد تغيير المعارضين، لأن غالبيتهم من الإخوان، وهى لم تعد تطيقهم بعد نهاية الزواج السرى بينهما.

ولأن المعارضة فى مصر صارت عاجزة ومشلولة و«حالها يصعب على الكافر» ولا تريد أن تدفع ثمن التغيير الحقيقى، فقد قررت أن تكمل انتحارها السياسى وتقبل بما تقدمه لها الحكومة من فتات. وترضى بمقعد لكل منها فى الشورى.. وعدد، الله أعلم به فى مجلس الشعب.
وأغلب الظن أن الشق المهم فى الصفقة هو أن يقدم كل حزب من هذه الأحزاب المعارضة ــ خصوصا ما تسمى بالكبار ــ بمرشح يكمل الديكور الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة المقبلة.

ليس سبقا صحفيا، ولكن أغلب الظن أن المشهد فى مجلس الشعب المقبل سيكون كالآتي:
أكثر من 70٪ للحزب الوطنى بعد أنضمام المستقلين بالطبع وتوزع الـ30٪ الأخرى على الجميع حسب رؤية الحكومة للأوزان النسبية للمعارضة، وأغلب الظن أن الوفد ــ فى ثوبه الجديد ــ سيحصد النسبة الأكبر ومعه التجمع والناصرى، وربما خمسة أو عشرة مقاعد للإخوان، إضافة إلى نجوم سينما ومسرح وتليفزيون ولاعبى كرة وبالطبع سيدات كثيرات بعد تطبيق الكوتة.

باختصار سوف يتغير المسرح كاملا.. لكن المسرحية سوف تستمر وكذلك المخرج

مجرد عينة لمؤيدي مشروع التوريث

يقدم الدكتور إبراهيم كامل، وأنا بالمناسبة لا أعرف هو دكتور في إيه بالضبط!!، عينة دالة علي القوي الاجتماعية التي تؤيد مشروع التوريث وتعمل علي تنفيذه. وهو يتمتع بعدد من الخصال تؤكد كلها أن مؤيدي هذا المشروع في واد ومجمل الشعب المصري في واد آخر، فضلا عن أنه يعطي لنا مؤشرات حول شكل الحكم في مصر وانحيازاته في حال تحول مشروع التوريث إلي واقع معاش.

فالرجل لا يترك مناسبة أو حتي غير مناسبة إلا ويؤكد أن جمال مبارك هو مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حال عدم ترشح الرئيس مبارك بالطبع، مع أنه لم يسمع كلام الدكتور علي الدين هلال زميله في الحزب الوطني، عندما قال إن طرح مرشح للرئاسة في وجود الرئيس، وكان يقصد من الحزب الوطني، هو مجرد قلة أدب، ومع أنه يعرف جيدا أن لائحة الحزب الوطني تنظم عملية ترشيح الرئيس عبر مؤتمر عام خاص يختار المرشح، وذلك يعني أن الأخ «كامل» لا يؤمن بالديمقراطية ويصادر علي حق أعضاء الهيئة العليا للحزب في الترشيح والمنافسة من أجل اختيار مؤتمر الحزب للأفضل من وجهة نظر أعضائه، وكلام «كامل» يوحي بأن عملية اختيار مرشح الحزب تمت بالفعل من قبل قيادات الحزب دون الرجوع إلي أعضاء مؤتمر الحزب المنوط بهم عملية الاختيار، وهو ما يعني أن الحزب الوطني يدار من قبل مجموعة «اوليجاركية» تحتقر الجماهير، وعلي رأسها أعضاء الحزب وقواعده، وقررت أن تنوب عنهم في اختيار مرشحهم لهذا المنصب الرفيع.

وإذا كان أي مشروع سياسي لابد له من قاعدة اجتماعية تسنده، فإن بروز «كامل» كل عدة أشهر ليقول لنا الكلام نفسه عبر قناة فضائية مختلفة، جاء ليعطي لنا صورة واضحة عن القاعدة الاجتماعية التي تساند مشروع التوريث، وهي نخبة من رجال الأعمال، وليس نخبة رجال الأعمال، وهذه النخبة، كما تتبدي في «الدكتور» إبراهيم كامل، لها سمات خاصة، في مقدمتها أنها تعلي مصالحها الخاصة علي حساب المصالح الوطنية. فالرجل يقف بكل قوته واتصالاته وعلاقاته، وفي مقدمتها علاقته بالسيد جمال مبارك مرشحه لرئاسة الجمهورية، ضد المشروع النووي في الضبعة، ليس لأسباب موضوعية وإنما حتي تتحول المنطقة إلي منطقة استثمارية سياحية يكون هو وبعض شركائه ومنهم حسين الجمال حما جمال مبارك، المستثمرين الرئيسيين فيها، خاصة أن لديهم استثمارات مشابهة في مناطق مجاورة للمشروع، وهم لم يوفروا أي جهد بما فيه تأليب الأعراب واضعي اليد في المنطقة علي الحكومة من أجل أن يبدو أن معارضة المشروع جماهيرية وشعبية ولا تأتي فقط من بعض رجال الأعمال أصحاب المصالح. أي أننا في عهد السيد جمال مبارك - إن أصبح رئيسا للجمهورية - سوف تتخلي عن مفهوم الوطنية، وسيكون منطق البزنس هو السائد، وهو الموجه الأساسي لكل السياسات.

ومن أبرز ملامح وصفات هذه «النخبة» علاقتها مع إسرائيل، حيث إن السيد كامل صاحب شركة «كارو اروماتيك»، له استثمارات كبيرة في إسرائيل، يعتقد أنه بها يمارس دورًا وطنيًا، فضلاً عن أنه أحد أعضاء ورعاة تحالف كوبنهاجن سيئ السمعة، وهو ما يعني أيضًا أن علاقة مصر بإسرائيل ستكون لها الأولوية ليس علي حساب العلاقات العربية، إنما علي حساب المصالح الوطنية المصرية، فمن يستثمر أمواله في إسرائيل في الوقت الذي يجوب فيه وزراء مصريون بلاد العالم من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، لن يعطي للمصالح الوطنية المصرية أي أولوية، وسيكون منهجه هو أن راس المال بلا جنسية وبالتالي فإن مصالحه تتحقق في أماكن أخري غير مصر، خاصة أنه يزعم أن أمواله تراكمت في الخارج وبالتالي فإن استثمارها في مصر ليس ضروريًا. وأعضاء النخبة هذه «يستأجرون» بعض المثقفين من أجل اختراع مبررات لمنهجهم الاستثماري وإعطاء الشرعية لأفعالهم وتوجهاتهم السياسية والمالية.

وكان أعضاء هذه النخبة قد ضغطوا من قبل علي صانع القرار المصري في بداية تسعينيات القرن الماضي من أجل إنهاء العمل بنظام الصفقات المتكافئة مع دول أوروبا الشرقية، بما أدي في النهاية إلي خسارة مصر أسواقًا تقليدية للتجارة والصناعة المصريتين، علي النحو الذي فصله السفير الراحل «تحسين بشير» في مقال تاريخي ومهم نشره في جريدة «الوفد» في ذلك الحين، كان يحذر فيه من سيطرة رجال الأعمال علي السياسية الخارجية المصرية، وبالطبع ذهب تحذيره أدراج الرياح وسيطر هؤلاء وفي مقدمتهم «نخبة » جمال مبارك علي السياسة الخارجية وأصبحنا نعاني من تراجع الدور المصري في الخارج وانهيار علاقتنا بدول أفريقيا وفي مقدمتها دول حوض النيل.

ومن أبرز سمات وملامح هذه النخبة التي تؤيد توريث الحكم وتعمل علي تنفيذه وتشكل القاعدة الاجتماعية - الاقتصادية له، أنها تهتم بالرفاهية ولا تضع حسابًا للفقراء أو حتي متوسطي الدخل، فهذا الداعم الأساسي هو الذي بني المبني السكني «للفور سيزونز» واستعان في ذلك بشركة «بكتل» الأمريكية ذات الصلة بصانع القرار في الولايات المتحدة، وكان جورج شولتز، وزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس رونالد ريجان، رئيسًا لها، مثله مثل وضع ديك تشيني في شركة هاليبيرتون، وحينها راج في مصر الحديث عن أسعار الشقق التي وصلت إلي ملايين الدولارات، أي أن التعامل كان بالعملة الأجنبية، دون أن يضع هؤلاء أي اعتبار لما سيؤثر فيه ذلك في أسعار الجنيه المصري، وروجت الأساطير حول السيارات التي تركن بجانب حجرات النوم وغيرها . وكان ثمن الفيديو الذي يوضح شكل الشقة وإمكاناتها عدة آلاف من الدولارات . فمن يبني هذه المشروعات بالغة الرفاهية في مصر سيكون انحيازه لمن؟، وعندما يؤيد أي مشروع سياسي هل علينا أن نقف معه أم نقف ضده بالسليقة ؟ وللأسف فإن واحدًا من هؤلاء بل زعيمهم هو أبرز مؤيد ومروج لمشروع التوريث، وأما زملاؤه فهم يهتمون فقط ببناء المنتجعات المستفزة في رفاهيتها، بما يعطي مؤشرات حول الانحياز الاجتماعي والاقتصادي للسيد جمال مبارك في حال تحقق مشروع التوريث.

وبالطبع اكتشف أعضاء هذه الشريحة الضيقة من نخبة رجال الأعمال، أنهم لا يمكن أن يكونوا رافعة اجتماعية لأي مشروع سياسي، خاصة أن «السوق»، أي رجال الأعمال التقليديين، يدركون أن هذا المشروع سيضر بمصالحهم الاقتصادية لصالح كبار الحيتان ومسقعي الأراضي، ويدركون أن البيروقراطية المصرية تقف في وجه هذا المشروع لأنه يضر بها فضلاً عن أن النخبة المثقفة تدرك خطر هذا المشروع، ومن هنا بدأوا في البحث عن شراء ولاء الناس الغلابة عبر القروض الحسنة وما شابه ذلك، وهم في هذا أكدوا أنهم لا يعرفون الشخصية المصرية جيدا وهذا الأمر وحده كفيل بأن يعرف المرء أنهم بعيدون كل البعد عن المجتمع المصري، وبالتالي لا يستحق ممثلهم ومرشحهم أن يحكم هذا الشعب العريق . أوليس بروز إبراهيم كامل بالذات للترويج لجمال مبارك دليلاً كاف لنا لكي نرفض هذا المرشح ؟!. فهو عينة تقدم دليلاً واضحًا علي ماذا يريدون بمصر

- الدستور

البرادعي: لا توجد أي فرص لتوريث الحكم في مصر فهو مرفوض داخلياً وخارجياً

تنظيم وإدارة حملة هجومية ضدي مؤشر ودليل علي خوفهم من الحبل الذي بدأ يضيق حول عنقهم

يملك الدكتور محمد البرادعي ثقة تستحق الإعجاب كما أنها في الوقت ذاته وبالقدر نفسه تثير الدهشة، ربما نتساءل عن مصدر هذه الثقة التي يملكها يقيناً الدكتور البرادعي ومبتسماً ومطمئناً وحاسماً فهو يري أن مصر تتغير فعلاً وستتغير قريباً لكن الأهم من مصدر الثقة وهل هي براءة أم حلم أم معلومات أو أنه يري ما لا نراه ويعرف ما من الصعب أن نعرفه! الأهم أن لدينا إذن في مصر شخصية قيادية مهمة وجماهيرية واثقة في نفسها وفي شعبها وفي مجريات الأمور وتطورات الواقع!
من ثقة الدكتور البرادعي هذا الحسم الذي يرد به عليك حول تقديره لتصريحات أمطرت بها قيادات الحزب الوطني الحياة السياسية عن رفض تعديل الدستور وعن عدم الاستجابة لإجراء تعديلات وتغييرات قبل الانتخابات، وكأنما كانت هذه التصريحات من كل هذه الشخصيات مقصوداً بها رجلاً واحداً هو البرادعي! فسألته هل وصلتك الرسالة؟
قال:
- الوضع داخل دوائر الحكم أصبح في غاية الغموض، وأشبه بالثقب الأسود الكبير، وهو ما يعود إلي غياب المؤسسات أو أية رؤية، بالإضافة إلي انعدام الشفافية من جانب النظام. وكما تري فهناك تزايد مستمر في عدد التوقيعات علي مطالب التغيير، وهو ما يزعج النظام بالطبع، وأعتقد أنهم بدأوا في إدراك أن ذلك يحمل الكثير من المعاني الضمنية بالنسبة لهم. فقيام أحد هؤلاء المسئولين بإطلاق تلميحات حول إمكانية تقبل حق المصريين في الخارج في التصويت يجعل من الواضح أن النظام بدأ يشعر بسخونة الموقف.
وهو ما يدفعنا إلي الاستمرار في الضغط، حيث إن ثقافة الخوف بدأت في الذوبان، وحتي الآن نجحنا بشكل واضح في خلق دعم هائل للتغيير، وزيادة الوعي بوجود العديد من البدائل لمبارك ونظامه.
أما أن الدكتور البرادعي صنع بديلاً واضحاً لمبارك ولنظامه فقد فعل، فمنذ اللحظة التي طرح فيها البرادعي قبول فكرة ترشيح نفسه للرئاسة فقد انتقلت مصر إلي مرحلة البديل الكبير والحقيقي والمقبول والمعترف به وصاحب الحيثية وذي المكانة المرموقة التي يمكن أن تنهي احتكار الحكم، ويبدو أن تقدير الدكتور محمد البرادعي أن الإقبال علي التوقيعات الذي شهد ارتفاعاً لافتاً هو تعبير عن كسر حاجز الخوف وشعبية التغيير في البلد ونجاح الوصول لجماهير جديدة عريضة تدخل بكل إرادتها حيز الضغط من أجل التغيير، لكن علي الناحية الأخري كيف يري الدكتور البرادعي الحملات المضادة التي تحاول أن تخدش شخصه ومشروعه، كما أنها تستدعي الترويج للتوريث ولجمال مبارك تشويشاً علي حملة البرادعي ومحاولة للزج بابن الرئيس في مواجهة البرادعي.
أغلب الظن أن الدكتور البرادعي متأكد أن المواجهة مع مبارك الأب وليس الابن بأي حال من الأحوال، فهو يؤكد لي:
- فكرة تنظيم وإدارة حملة هجومية ضدي مؤشر ودليل علي خوفهم من الحبل الذي بدأ يضيق حول عنقهم.
كما أنني لن أعير أي جدية أو اهتمام لحملة الترويج لجمال مبارك، ومن وجهة نظري، فإن تلك الحملة ستؤدي إلي نتائج عكسية. وبالتالي فأنا أري أن مشروع التوريث ليس أمامه أي فرص، فهو يلقي الرفض داخلياً وخارجياً.
كنت أقول للدكتور البرادعي منذ فبراير الماضي إن مشروع توريث جمال مبارك قد خفت بمجرد ظهور البرادعي الباهر والآسر لكن المشروع لم يختف ولم ينته ، ولكن رأيه في حوارنا منذ أيام عن انعدام فرص جمال مبارك كان قاطعاً وحاسماً بحيث يمكن اعتباره جزءاً من ثقته التي لا يبذل جهداً لإخفائها.
أما قوله إن مشروع التوريث يلقي الرفض داخلياً فهذا ما نعرفه، وإنه مرفوض خارجياً فهذا ما يؤكده الدكتور البرادعي وهو الرجل المتهم بأنه يعرف الخارج أكثر من الداخل!
لأنتقل إلي مفصل مهم في الحوار مع الدكتور البرادعي حين سألته- أو بالأحري اقترحت عليه- أن يعلن خوضه انتخابات الرئاسة القادمة مستقلاً، وألخص رده ملتزماً بنص حروفه:
- لا يزال هناك أكثر من عام علي الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع ظهور الكثير من السيناريوهات خلال تلك الفترة، وعلي أي حال فأهم مسألة هي توقيت وكيفية ضبط الخطوات والتحركات في المواقف المتغيرة.
نعم هذا الرجل يملك شيئاً لا نملكه..
الثقة!
لقد كان آخر ما قاله لي في حوارنا:
- أنا واثق أننا سننجح بطريقة ما في النهاية

إبراهيم عيسى - الدستور

Thursday, August 05, 2010

مطاردات ومناورات بين الأمن وشباب حملة «مصر كبيرة عليك» فى شوارع القاهرة

شهدت شوارع القاهرة، ظهر أمس، مطاردات ومناورات بين أجهزة الأمن من جانب، وشباب حملة «مصر كبيرة عليك» من جانب آخر، بلغت ذروتها فى منطقة الزمالك.

بدأت الأحداث الساخنة، عندما تحرك شباب الحملة من منزل أيمن نور، رئيس حزب الغد الأسبق، بالزمالك، إلى المنطقة المحيطة بساقية الصاوى والشوارع القريبة من كوبرى ١٥ مايو، ولصقوا عشرات الصور لـ«جمال مبارك» أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى، مدوناً عليها شعار الحملة «مصر كبيرة عليك»، وإلى جانبها صور أخرى لدعم أيمن نور.

غير أن نشطاء الحملة فوجئوا بأفراد من أجهزة الأمن يلاحقونهم ويمزقون صور الحملة، ما اضطرهم إلى مغادرة منطقة الزمالك واتجهوا إلى وسط العاصمة لمتابعة نشر الملصقات.

كان أيمن نور أطلق حملة «مصر كبيرة عليك»، رداً على حملة أطلقها مجدى الكردى، العضو المجمد فى حزب التجمع، تحت شعار «ائتلاف دعم جمال مبارك»، ودعا «نور» وقتها إلى إعادة إحياء حملة «مايحكمش» المناهضة للتوريث.

وقال عدد من شباب حملة «مصر كبيرة عليك» إن بعض رجال الأمن اعتدوا على الناشط محمد فؤاد، أثناء محاولته العودة إلى منزل أيمن نور.

وانتقد كريم الشاعر، منسق الحملة المضادة لـ«ائتلاف دعم جمال» لجوء الأمن إلى نزع ملصقات «مصر كبيرة عليك»، وطالب بأن تكون المعاملة بالمثل مع الملصقات المؤيدة لجمال مبارك، وقال «اشمعنى صور جمال يسيبوها وينتزعوا صور نور وحملتنا المضادة».

وقال أيمن نور، فى تصريح لـ«المصرى اليوم»، إن صور جمال مبارك انتشرت فى معظم محافظات مصر، دون أن يتعرض الأمن لأفرادها الذين ينشرون ملصقاتها، واتهم «نور» النظام بالوقوف وراء حملة دعم جمال مبارك، وقال: «رغم ذلك فإن شباب حزب الغد سيواصلون حملتهم وسيتعقبون بالملصقات صور جمال مبارك فى كل مكان».

وقرر شباب الحملة تنظيم صفوفهم، والتحرك بكثافة خلال الفترة المقبلة لمناهضة جميع الحملات الداعمة لترشيح جمال مبارك للرئاسة، واستبدال ملصقات تلك الحملات بملصقاتهم سواء التى أطلقها مجدى الكردى أو غيرها من الحملات التى أطلقها شباب بالحزب الوطنى على شبكة الإنترنت، واتفقوا على توسيع نطاق حملة «مصر كبيرة عليك» فى المحافظات، على أن يتم وضع الملصقات فى الشوارع ليلاً للهروب من التعقبات الأمنية

محمود جاويش - Almasry Alyoum

معتز مطر: (محطة مصر) توقف بسبب خالد سعيد وطالبوني الاكتفاء بتقارير (عبيطة)

القاهرة- أكد الإعلامي معتز مطر أن برنامجه "محطة مصر" على قناة "مودرن مصر" لم يتم إلغاءه وإنما تم إيقافه لفترة مؤقتة، بعد تناوله لبعض القضايا دون وضع أي اعتبارات أو سقف سوى التعبير بشكل صادق لهموم المواطن وقضايا الشارع.

وأضاف معتز مطر في حواره مع جريدة الدستور أن الحلقات التي تناول فيها حادث مقتل خالد سعيد "قتيل الإسكندرية" ربما تكون سبباً من بين الأسباب التي أدت لوقف البرنامج، قائلا:"لأنني قمت خلالها بعرض شعارات ضد وزير الداخلية، لذا فالمؤكد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل القناة تقرر وقف البرنامج خلال الأيام الماضية، لكن بالطبع هناك أسباب أخري، منها مثلا أنني أتناول خلال محطة مصر دوما قضايا تثير غضب جهات كثيرة، وبالتالي تضغط هذه الجهات علي إدارة القناة، وتكون النتيجة منعي من الظهور".

ونفى معتز وجود خلافات بينيه وبين وليد دعبس رئيس قناة "مودرن مصر"، وتابع مطر" هناك نقطة لم ألتفت إليها، حيث كان دعبس دائم التنبيه عليَّ بأن البرنامج يجب أن يكون له سقف معين، لكنني لم ألتفت لتلك النقطة عندما تناولت موضوع خالد سعيد في عدد من الحلقات، حيث كنت أضع شيئا واحدا أمامي وقتها هو أنني يجب أن أتعرض للموضوع بمنتهي الأمانة الإعلامية، وذلك علي عكس برامج التوك شو التي تناست قضية خالد سعيد.. والموضوع أصلا كان هيموت".

وحول وجود تضييق عليه من إدارة القناة قال مطر:" منعت من قبل من تقديم حلقة مع الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد، و كان من المقرر عرضها في نفس اليوم الذي كان من المفترض أن يصدر فيه آخر حكم في قضية حزب الغد، وقبل أن ألتقي الدكتور أيمن نور علي الهواء بساعات أبلغتني إدارة القناة أنني يمكنني أن أستريح في هذا اليوم لأنهم سوف يقومون بعرض حلقة مسجلة من البرنامج، كما أن إدارة القناة عرضت مؤخرا حلقة من البرنامج تختلف كثيرا عن الحلقة الأصلية التي عرضت في وقت سابق، حيث قامت إدارة القناة بحذف بعض العبارات منها دون علمي".

وتابع مطر:"دوما يطالبونني بأن أخفض صوت البرنامج، وألا أتحدث عما يسمي الرءوس الكبيرة، كذلك يريدون مني أن أكتفي بالتقارير العبيطة التي يقدمها البرنامج عن المحليات، وبالنسبة لي لن أخضع لهذه الضغوط مهما كانت عواقب الأمر".