Saturday, May 30, 2009


اهم جهات وجمعيات حماية المستهلك في مصر - عناوين وارقام هواتف
وحدة حماية المستهلك
تابعة للهيئة المصرية العامة للمواصفات القياسية والجودة
تليفون وحدة حماية المستهلك : 4559244
فاكس وحدة حماية المستهلك : 4559244 فاكس هيئة المواصفات والجودة : 2593480
العنوان البريدى : هيئة المواصفات والجودة ( وحدة حماية المستهلك ) 16
ش تدريب المتدربين – الأميرية –القاهرة
أهم الجهات الأخرى التى تستطيع الاتصال بها والتى تقوم بمساعدة المستهلك
مصلحة الرقابة الصناعيةتليفون:3370662
3370434
ادارة الغش التجارى بوزارة التموين تليفون: 7954012
الادارة العامة لرقابة سلامة الأغذية بوزارة الصحةتليفون:7948152
7921077
شكاوى مباحث التموين تليفون:7957029
7947604
وزارة التنمية المحلية تليفون: 7496795
:أهم جمعيات مساعدة المستهلك في مصر
جمعية حماية المستهلك: 13 عمارات الضباط – كورنيشالنيل- طره- المعاديت : 5255556ف: 5255556
جمعية حماية المستهلك32 ش عبد العزيز- عابدين- القاهرةت: 3936266ف: 3913244
جمعية حماية المستهلك122 تقسيم الرقابة الإدارية – قصر القبة- الدور الأول.ت: 4510694
ف: 6039094
جمعية حماية المستهلك: 11ش شريف باشا- القاهرةت: 3923301- موبايل/ 0122109587
الجمعية العامة لحماية المستهلك والترشيد الاستهلاكي5ش شريف باشا –القاهرة- الدور9 شقة 34ت :3936073
جمعية الفتح الخيرية الإسلامية لحماية المستهلكشارع محمد والي – الحي الثاني- النزهة- مصر الجديدةت: 2436321
الجمعية الخيرية لمساعدة الأسرة وحماية المستهلكمساكن رملة بولاق- بلوك3 شقة1ت: 5777624ف: 5748987
جمعية مصر لحماية الأسرة والبيئة وحماية المستهلك16 شارع مساكن التعاونيات- شيراتون- هليوبوليست: 2687098ف: 2663594
الجمعية الإعلامية للتنمية وحماية المستهلك272 شارع مصر والسودان- حدائق القبةت: 5757155ف: 5744999
الجمعية المصرية المركزية لحماية المستهلك23 ش فوزي الرماح- متفرع من ميدان لبنان- المهندسينت: 3468739ف: 3471739
الجمعية القانونية لحماية المستهلكمركز الدراسات القانونية- كلية حقوق – جامعة القاهرة
جمعية تنمية البيئة وحماية المستهلكص.ب 137 المقطم- 48 ش المقطمالجمعية المصرية لمراقبة الأغذية وحماية المستهلككلية الطب البيطري- جامعة القاهرة- الجيزةت: 573749-5725240
ف: 3303482
جمعية حماية الأطباء وحماية المستهلكعمارات الإعلام –خلف مسرح البالون- - عمارة 61شقة163-العجوزةت: 3059078
3026505-فاكــس: 3026717
جمعية سيدات الجيزة لحماية المستهلكالسوق التجاري السفلي- أسفل كوبري فيصل- بجوار مرور فيصل- الجيزةت: 5715017ف: 3048181
الجمعية المصرية لتطوير وترشيد الاستهلاك117 ش صلاح سالم- شقة 12 بجوار بنزايونت: 38677665
جمعية حماية المستهلك3 ش المحطة- مجلة الجيزة- الدور 5 شقة14ت: 5724693
الجمعية القومية لحماية المستهلك28 شارع الحسن-متفرع من ش السودان- المهندسينت: 3387231- موبايل/ 0105441843
جمعية أصدقاء الشجرة وحماية المستهلك1 شارع المراغي- نادي الصيد
الجمعية المصرية لتطوير التعبئة والتغليفأمام كوبري الجامعة- 1ش المنيل- الدور التاسع- الجيزةفرع الجمعية المصرية المركزية لحماية المستهلك115 ش الثورة- مصر الجديدة- الشركة المصرية للتنمية والتجارةت: 2902325- 4182735- موبايل/ 0127838700ف: 2905240
الجمعية العامة لحماية المستهلك وتنمية البيئة11 أ مساكن الإيمان- عمارة أملاك الدولة- بني سويف082-312101- 578915-5878917ف: 5719595
جمعية حماية المستهلك18 ش مصطفي كامل- سموحة- الإسكندريةت: 034958000-موبايل/ 0122183216
جمعية تنمية المجتمع وحماية المستهلك بالإسماعيليةالشيخ زايد- عمارة 29 H شقة 1- الإسماعيليةت: 064356596
064356596
موبايل/ 0122707616
جمعية بلدي مبنى ديوان حي الشرق الجديد- الدور السابع- بورسعيدت: 066331211- موبايل/ 0105170370ف: 066331211

شراء الاغنياء اراضي الفقراء: استثمار ام استعمار

يشير تقرير مثير صدر اخيرا الى تسارع استحواذ الدول الغنية على اراضي زراعية في دول فقيرة للاستثمار الزراعي.
ورغم فوائد ذلك في ظل ازمة الغذاء العالمية والحاجة لزيادة انتاج العالم الزراعي، يثير حجم الصفقات وتفاصيلها مخاوف عديدة.
عنوان التقرير "سطو على الاراضي ام فرصة للتنمية"، واعده باحثون بدعم من المعهد الدولي للبيئة والتنمية ومنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد).
يركز التقرير على افريقيا، ويختار للدراسة خمس دول هي السودان واثيوبيا ومالي وغانا ومدغشقر.
ويكتسب التقرير اهمية في ضوء معارضات محلية لبعض تلك الصفقات وجدل اثير حول اخرى كما حدث في مصر مثلا بشأن مشروع توشكى واستثمارات سعودية وكويتية فيه
دفعت ازمة ارتفاع اسعار الغذاء في العامين الاخيرين ودخول الاقتصاد العالمي في ركود باتجاه تحول الاستثمارات من القطاع المالي الى الزراعة وصناعة الغذاء
ولم تكن الدوافع كلها مستندة الى الحاجة لاستثمارات اكبر في القطاع الزراعي العالمي لضمان امن البشرية الغذائي، بل كانت هناك اهداف ربحية تجارية بالمضاربة في سوق الغذاء ايضا.
يقول مدير تحرير "العالم اليوم" الاقتصادية اليومية سعد هجرس: "الدول الخليجية مثلا لديها قدرة مالية لشراء الغذاء لكنها تخشى من توفره بعدما وجدنا دولا كاوكرانيا والهند تحظر صادرات القمح. اذن معهم اموال لدفع الفاتورة لكنهم قد لا يجدون ما يشترونه".
ومع ان صفقات الاستحواذ على الاراضي من قبل مستثمرين اجانب موجودة منذ عقود، الا ان حجمها ووتيرتها تسارعت في الاونة الاخيرة.
وبعدما كانت صفقة الاراضي الكبيرة في حدود 100 الف هكتار (240 الف فدان)، يصل حجم الصفقات الان الى اضعاف ذلك. ففي السودان وحده، اشترت كوريا الجنوبية 690 الف هكتار والامارات 400 الف هكتار، حسب الدراسة.
ويقدر المعهد الدولي لابحاث سياسات الغذاء ان هناك ما بين 15 الى 20 مليون هكتار من اراضي الدول الفقيرة اشترتها دول غنية او تفاوضت لشرائها في 2006، ويشكل ذلك خمس حجم الاراضي الزراعية في كل الاتحاد الاوروبي.
ويقدر المعهد قيمة تلك الصفقات بما بين 20 و30 مليار دولار.
بعض صفقات الاراضي الكبرى مخصص لانتاج المحاصيل الحقلية التي تؤمن الغذاء، لكن اخرى تجارية بحتة لانتاج الازهار مثلا.
فالصين مثلا تقيم اكبر مزرعة لزيت النخيل في الكونغو بعدما حصلت على 2.8 مليون هكتار لاستخدام المحصول في انتاج الوقود الحيوي، وتتفاوض على 2 مليون هكتار في زامبيا ايضا لذات الغرض.
ويعارض زعيم المعارضة الصفقة، وهددت الصين بسحب كافة استثماراتها من زامبيا اذا جاء الى الحكم.
كما تشير بعض التقديرات الى انه بنهاية هذا العام سيكون هناك مليون مزارع صيني يعملون في افريقيا.
ويعني ذلك ازاحة عدد اكبر من صغار المزارعين الافارقة من اعمالهم، وليس ارضهم فحسب
وفي مارس الماضي ادى مشروع صفقة لدايو لوجستيكس الكورية لشراء 1.3 مليون هكتار في مدغشقر (نصف الاراضي القابلة للزراعة في البلاد تقريبا) الى اضطرابات عنيفة قادت في النهاية الى الاطاحة بالرئيس وسيطرة المعارضة على السلطة، والغيت الصفقة بالطبع
ورغم اعتراف الباحثين بفوائد الاستثمار الزراعي وحاجة الدول الفقيرة التي بها اراضي زراعية الى تمويل الدول الغنية، الا انها عددت المخاوف وتوصيات لتفاديها.
وكما قال جاك ضيوف، مدير فاو: "من الناحية الفعلية، لقد اسفرت المفاوضات عن علاقات دولية غير متكافئة وزراعة قصيرة الأجل ذات روح تجارية. فالهدف يجب أن يكون في تكوين مجتمعات مختلطة يُساهم كل طرف فيها وفق ما تمليه عليه المصالح. فالطرف الأول يتولى التمويل والمهارات الإدارية وضمان الأسواق للمنتجات، أما الطرف الثاني فانه يسهم في ضوء ما يتيسر لديه من أراض ومياه وقوى عاملة".
ويصف ضيوف قمة التخوف بالقول: "فالمخاطر تكمن في خلق حلف إستعماري جديد لتأمين مواد أولية بدون أية قيمة إضافية في البلدان المنتجة ، ناهيك عن خلق ظروف عمل غير مقبولة للعاملين في الزراعة".
ولا يقتصر الامر على الاراضي، بل يخشى ايضا على ثروات طبيعية اخرى لدى الدول الفقيرة.
يقول بيتر باربك ليتماته، رئيس شركة نسله للمنتجات الغذائية، ان صفقات الشراء تلك "ليست حرصا على الارض، بل على المياه. لانه مع الحصول على الارض تحصل على حق المياه المرتبطة بها لريها، وفي معظم البلدان يتوفر حق المياه مجانيا وهذا ما قد يصبح اكثر بنود الصفقة عرضة للخطر
ان الاعلام غالبا ما يركز على الجوانب السلبية، كما يقول الخبير في فاو بول ماتيو، الذي يشير الى ان تلك ربما كانت مهمة الاعلام.
لكنه يضيف: "من المبكر تقييم التجربة واثارها لان الصفقات حديثة او ما زالت تتم، وان بدأ بعضها. كما ان من المهم النظر الى التجربة بتوازن، وان نرى ان هناك فوائد حقيقية للتنمية للجميع لو اديرت الامور بشكل جيد وان كانت هناك بعض المخاطر".
من تلك المخاطر برأي ماتيو: "معظم الاراضي في افريقيا مملوكة للدولة قانونا، ونحو 80 في المئة من الناس ليس لديهم عقود ملكية لللاراضي التي يزرعونها. لذا ربما يكون هناك اتجاه لتجاهلهم او عدم مشاورتهم في تعويضهم اذا طلب منهم ترك الارض، لذا هناك حاجة لان تشملهم المشروعات قدر الامكان".
لكن سعد هجرس يرى ان نماذج الاتفاقات حتى الان لا تبشر بالايجابية
ويقول: "لا يجب التحدث عن تلك الصفقات بشروط البزنس فقط، انما تناقش كل صفقة على حدة شروطها وظروفها وكيف يمكن تقاسم التكاليف والمنافع ومن الذي يقرر ذلك، وهذا يتطلب ليس فقط مفاوضات ماهرة بل اشراك الناس اصحاب البلد لان تلك اصول البلد، ولا ينبغي ان تترك لتصرف حفنة من النخبة تتصرف فيها تحت جنح الظلام والا اصبح ذلك من اشكال الاستعمار للتحكم في غذاء الناس".
ومن امثلة ذلك اثيوبيا، حيث يستثمر عدد من رجال الاعمال السعوديين نحو 100 مليون دولار في اراضي اثيوبية لانتاج القمح والشعير والارز.
في الوقت نفسه ينفق برنامج الغذاء العالمي 116 مليون دولار على شراء 230 الف طن من المعونات الغذائية فيما بين 2007 و2011 لحوالى 4.6 مليون اثيوبي يعانون سوء التغذية والموت جوعا.
والسودان، الذي يعد اكبر الحاصلين على المعونات الغذائية الدولية، يعطي الاجنبي حق تصدير 70 في المئة من انتاج الارض التي يشتريها في البلاد الى الخارج.
مع ذلك يرى بول ماتيو ان هناك نماذج يمكن ان تحقق افضل نتيجة من الاستثمارات الاجنبية في القطاع الزراعي للدول الفقيرة.
ويضيف: "اذا كانت الصفقات جيدة والاستثمارات وزيادة الانتاج تتم بطريقة تشمل القسم الاكبر من صغار المزارعين فيمكن ان تفيد جدا. ويمكن زيادة الانتاجية، لكن ذلك يتطلب الا تصدر كل الزيادة في الانتاج وان يبقى جزء منها في البلاد. كما يتطلب دعم بعض المزارع الصغيرة القديمة وان يعوض الاخرون على ترك اراضيهم او يستفيدوا بشكل غير مباشر لان الاستثمار يؤدي الى تطوير للصناعات الغذائية ويوفر عددا اكبر من فرص العمل في القطاع غير الزراعي وان كانت في المناطق الريفية اساسا
والى جانب صفقات تبرمها الصناديق السيادية والمستثمرون المدعومون حكوميا، هناك صفقات بين الحكومات مباشرة مثل الاتفاقات بين الكويت والسودان وقطر والسودان، التي يوقعها وزراء الزراعة او الاقتصاد.
وتقدم الدول الفقيرة محفزات استثمار تتضمن حق المستثمر الاجنبي في تصدير انتاجه، ربما كاملا.
وعرضت باكستان على دول الخليج نصف مليون هكتار من الارض لاستزراعها على ان تتكفل بتوفير 100 الف عنصر امن لحمايتها لهم.
عن تلك الحوافز يقول سعد هجرس: "هذه الحجة قديمة جدا وجديدة في نفس الوقت، قديمة لانها كانت احدى الحجج التي سهلت الاستعمار القديم. وجديدة لان كثيرا من المغامرين وضعوا هذه الفكرة من اجل فتح الابواب دون أي ضوابط لدخول رؤوس الاموال الاجنبية والسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية. وثبت من الازمة العالمية وغيرها ان تشجيع الاستثمار الاجنبي يحتاج الى شفافية وليس العكس".
لذا تلقى بعض تلك الصفقات معارضة داخلية قوية كما حدث في مدعشقر.
وجعلت المعارضة الداخلية مجموعة بن لادن السعودية تعلق مشروعا لانتاج الارز في اراضي اندونيسية مساحتها نصف مليون هكتار بكلفة 4.3 مليار دولار، كما اجلت الصين صفقة لشراء 1.2 مليون هكتار في الفلبين
احمد مصطفى
BBC - London

Friday, May 29, 2009

العفو الدولية» تنتقد وضع الحريات فى مصر.. وتتوقع منح قانون مكافحة الإرهاب «نفس صلاحيات الطوارئ


انتقدت منظمة العفو الدولية وضع حقوق الإنسان فى مصر، وقالت «إن تجديد حالة الطوارئ لمدة عامين آخرين أدى إلى شعور بالاستياء على نطاق واسع»، متوقعة أن يمنح قانون مكافحة الإرهاب - الذى يجرى إعداده حالياً - «صلاحيات دائمة» للسلطات، تكون مماثلة لما يمنحه قانون الطوارئ، مما يسهل - حسب المنظمة - ارتكاب «انتهاكات جسمية لحقوق الإنسان». وأشارت المنظمة - فى تقريرها السنوى عن وضع حقوق الإنسان فى العالم لعام ٢٠٠٩، والذى أعلنته أمس - إلى حادث الدويقة.
وقالت إنه «سلط الضوء على معاناة سكان العشوائيات فى القاهرة، والذين يبلغ عددهم من ٥ إلى ١١ مليون نسمة، ويعيشون فى حوالى ألف منطقة عشوائية مكتظة تفتقر إلى المرافق والخدمات الأساسية».
وأضافت المنظمة - فى تقريرها المكون من ٤٠٠ صفحة ويغطى ١٥٧ دولة - «إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتنامى الفقر أديا إلى اندلاع موجة من الإضرابات بين العاملين فى القطاعين العام والخاص، وتحولت بعض المظاهرات إلى صدامات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، وحوكم عدد من المتظاهرين أمام محاكم الطوارئ». ولفتت المنظمة الدولية إلى أن الصحفيين «لا يزالون عرضة للحبس» بتهمة التشهير وتهم أخرى،
وقالت « إن السلطات ألقت القبض على مئات من النشطاء السياسيين، معظمهم من جماعة الإخوان المسلمين»، مشيرة إلى بقاء «آلاف السجناء السياسيين محتجزين رهن الاعتقال الإدارى بموجب قانون الطوارئ، وبينهم كثيرون محتجزون على هذا النحو منذ أكثر من ١٠ سنوات، مع تفشى التعذيب وغيره من أنواع المعاملة السيئة».
وقالت «إن وزارة الداخلية تقول إن عدد المعتقلين إداريا لا يتجاوز ١٥٠٠ شخص، لكن مصادر غير رسمية تقول إنه «يتجاوز ١٠ آلاف معتقل، محتجزون فى ظروف تعد من قبيل المعاملة القاسية، وبعضهم يعانى من الأمراض نتيجة ذلك»، مشيرة إلى «احتجاز عدد غير معروف من المواطنين المصريين المشتبه فى صلتهم بالإرهاب، والذين تمت إعادتهم قسراً من حكومات الولايات المتحدة ودول أخرى خلال السنوات السابقة، ويتعرضون للتعذيب فى مصر».
وأضافت: «إن المواطنين المصريين أحمد عجيزة ومحمد الزارع، أعيدا إلى مصر فى إطار برنامج النقل الاستثنائى، فى ديسمبر ٢٠٠١، على متن طائرة ألمانية، كما أعادت الاستخبارات المركزية الأمريكية أبوعمر المصرى فى فبراير ٢٠٠٣».
واتهمت المنظمة مصر بإجراء محاكمات «فادحة الجور» أمام المحاكم العسكرية والخاصة، و»مضايقة ومحاكمة» عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، و»استخدام قوانين قمعية»، للتصدى لانتقادات المعارضة، ومحاكمة عدد من الصحفيين بتهمة السب والقذف.
وأشادت المنظمة بتعديلات قانون الطفل وتجريم ختان الإناث، معربة عن مخاوفها من أن يؤدى النص الخاص بإباحة الختان فى حال وجود ضرورة طبية، إلى «تقويض حظر الختان».
وانتقدت المنظمة ما اعتبرته «تمييزا ضد المثليين» من خلال محاكمتهم وإجراء فحوص طبية عليهم رغما عنهم، كما انتقدت التمييز ضد الأقليات الدينية، وقالت «إن السلطات تحجم عن الالتزام بقرارات المحكمة الخاصة بحق من عادوا للمسيحية بإثبات ذلك فى بطاقاتهم الشخصية»
وأضافت المنظمة: «إن الصراع المتواصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلى جانب وجود القوات الأمريكية فى العراق، وبواعث القلق بشأن الأهداف النووية لإيران، والانقسام الواضح بين الإسلاميين والعلمانيين، والتوتر الناشئ بين التقاليد الثقافية والطموحات الشعبية النامية، خلق مناخ انعدام الأمن السياسى فى شتى أرجاء الشرق الأوسط، وأن الأزمة المالية العالمية زادت الإحساس بانعدام الأمن اقتصاديا واجتماعيا، وبدأ تضرر الفقراء أو من يعيشون على شفا الفقر من ارتفاع أسعار الأغذية،
وظهر ذلك من خلال تفجر حالات الإضراب وغيره من صور الاحتجاج من جانب العمال فى القطاعين الخاص والعام، فى مصر وغيرها من دول المنطقة». وحذرت المنظمة من أن الأزمة الاقتصادية تنذر بتصاعد انتهاكات حقوق الإنسان فى أفريقيا حال نزول الجماهير مجدداً إلى الشوارع، للاحتجاج على تدهور ظروف معيشتها، مما يعرضها إلى قمع شديد من السلطات،
مؤكدة أن انتهاكات حقوق الإنسان تزايدت مع الأزمة الغذائية العام الماضى حين قمعت العديد من الحكومات الأفريقية بقسوة المتظاهرين المحتجين على ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
وقالت أمين عام المنظمة إيرين خان: «إن العالم يرقد فوق قنبلة اجتماعية وسياسية واقتصادية موقوتة، من جراء أزمة حقوق الإنسان التى تتكشف أمامنا يوما بعد يوم». وأضافت خان: «إن الأزمة الاقتصادية تخفى وراءها أزمة متفجرة لحقوق الإنسان، فما شهده العالم من انكماش اقتصادى قد فاقم الانتهاكات وحول الأنظار عنها وخلق مشكلات جديدة، وباسم الأمن، أهملت حقوق الإنسان، والآن، وباسم العمل من أجل الانتعاش الاقتصادى، يجرى دفع حقوق الإنسان إلى المؤخرة».
وأكدت أن «العالم اليوم بحاجة إلى تعاقد عالمى جديد بشأن حقوق الإنسان، ليس فى صورة وعود براقة على الورق، وإنما عبر الالتزام والعمل الملموس من جانب الحكومات، بغية نزع فتيل قنبلة حقوق الإنسان».
وقالت: «إن مليارات البشر يعانون اليوم من انعدام الأمن والعدالة والكرامة، وعنوان الأزمة الراهنة هو شح الطعام وعدم توافر الوظائف والماء النظيف، والأرض والسكن، والحرمان والتمييز، وتنامى عدم المساواة وإرهاب الأجانب والعنصرية، والعنف والقمع فى جميع بقاع العالم».
وأشارت «خان» إلى ردود فعل الحكومات، والتى اتسمت بالعنف - حسب قولها - على الاحتجاجات ضد الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى تونس ومصر والكاميرون.
وقالت: «ثمة علامات متنامية على عدم الاستقرار والعنف السياسى وعلى أن خطر الركود الاقتصادى سوف يؤدى إلى مزيد من القمع».
وأضافت: «إن تجاهل أزمة ما وتسليط الأضواء على أخرى، ليس سوى وصفة ناجحة لمفاقمة كلتا الأزمتين، فلن يكون التقاط الأنفاس الاقتصادية قابلا للاستدامة ولا عادلا إذا ما ظلت الحكومات تشيح بوجهها عن معالجة الانتهاكات التى تدفع بالناس إلى الفقر وتعمقه، أو عن النـزاعات المسلحة التى تولد المزيد والمزيد من الانتهاكات».
وحذرت منظمة العفو الدولية من أنه على أى تعاقد عالمى جديد بشأن حقوق الإنسان، رفض فلسفة «اختر ما شئت»، والتى درج عليها أصحاب المعايير المزدوجة إزاء حقوق الإنسان، لافتة إلى أنه لن تكون هناك مصداقية لقادة العالم، ولا فاعلية، إذا ما أصروا على أنه ليس هناك من ضرورة لأن ينظفوا سجلاتهم الملوثة ومعاييرهم المزدوجة تجاه حقوق الإنسان.
وأعلنت «خان» إطلاق منظمة العفو الدولية حملتها الجديدة «فلنطالب بالكرامة» على صعيد العالم بأسره لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان التى «تدفع البشر نحو هاوية الفقر».
وقالت: «إن مطلبنا الأول فى هذه الحملة نوّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فالولايات المتحدة لا تقبل بفكرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بينما لا تحترم الصين الحقوق المدنية والسياسية، وعلى كلتا الحكومتين أن تضعا توقيعهما على مبدأ ضمان جميع حقوق الإنسان لجميع البشر».
وتركز عناوين الحملة على أحياء الصفيح (الفقراء)، والدعوة إلى وضع حد لعمليات الإجلاء القسرى، وعلى وفيات الأمهات، والمطالبة بحق المرأة فى الصحة الجنسية والإنجابية
كتب فتحية الدخاخنى ٢٩/ ٥/ ٢٠٠٩
المصرى اليوم

المصريون من أكثر شعوب العالم تشاؤماً

اشار تحليل لاستطلاع اجرته مؤسسة جالوب حول العالم الى ان التفاؤل سمة عالمية، اذ اعرب 89 في المئة من العينة التي تمثل 95 في المئة من سكان العالم عن تفاؤلهم.
وقام طلاب دراسات عليا في جامعة كنساس الامريكية بتحليل نتائج الاستطلاع، ليستنتجوا ان نسبة كبيرة من اكثر من 150 الف شخص شملهم الاستطلاع ينظرون للمستقبل بايجابية.
وعرضت نتائج الاستطلاع التي جمعت منذ ستة اشهر في اللقاء السنوي لجمعية العلوم النفسية الأمريكية السبت الماضي.
وكان أكثر المتفائلين حسب الدراسة مواطنو أيرلندا والبرازيل والدنمارك ونيوزلندا.
اما الاقل تفاؤلا، او الاكثر تشاؤماً فكانوا سكان مصر وهاييتي وبلغاريا وزيمبابوي.
وجاءت الولايات المتحدة في المركز العاشر من بين الدول الأكثر تفاؤلا وإقبالا على الحياة.
وشملت اسئلة استطلاع جالوب موضوعات من قبيل تصور المرء لاوضاعه بعد خمس سنوات ورايه في الحكومة وتوقعه لتغير حياته نحو الافضل.
وكشفت الدراسة ان الشباب اكثر تفاؤلا من كبار السن، وان من لديهم المال اكثر تفاؤلا ممن لا يملكونه.
كما اشارت الى ان النساء اكثر تفاؤلا بقليل من الرجال.
وقال احد الطلبة الذين شاركو في التحليل، ماتيو جالاهر، ان وجود الامل هو اكبر عامل مسبب للتغيير.
ورغم تدهور الاقتصاد وفقدان الناس لوظائفهم واستمرار الحروب ومخاطر وباء الانفلونزا يظل "الناس بطبعهم متفائلون حول العالم"، كما راى الطالب
BBC

Wednesday, May 20, 2009

اتركوه يحزن


هل يتركونه يحزن، أم يكبلون حزنه بأصفاد السياسة وتقاليد المراسم وينبغيات الواجب؟!
الحزن لا يعرف فرقاً بين رئيس وغفير.. الألم لا يعرف فرقاً بين سيدة أولى وسيدة عادية.. خنجر الموت يطعن قلوب الجميع.. ولا مفر من قضاء الله.. لكن الصدمة كبيرة.
كم أتمنى أن يتخذ الرئيس قراراً بإلغاء رحلته إلى الولايات المتحدة.. كم أتمنى أن يساعده من حوله على ذلك.. فمن حق الرجل أن يحزن.. من حق الرجل أن يتحرر من مسؤولياته ولو لأيام قليلة، وسيتفهم الجميع فى مصر وفى الولايات المتحدة أيضاً.
يا الله أنعم بصبرك على أسرة صغيرة
.. قد يراها الناس «أسرة أولى» كما تقول الأعراف لكن حزنها الأن كبير كبير.. يا الله أنعم بصبرك على أم ثكلى كسرتها الصدمة، فابنها كان أمامها يلعب ويلهو، تحلم بمستقبله، وتقول فى رأسها: «أنت النفس الذى أتنفسه» هايدى راسخ، الزهرة الجميلة التى أعرفها ذابلة الآن.. تحتسب عند الله طفلها.
يا الله أنعم بصبرك على أب مكلوم.. شاهد ابنه يكبر أمامه.. رافقه فى تدريباته الرياضية كل يوم.. لم يفوت تدريباً واحداً، علمه وحلم أن يراه رجلاً.
يا الله أنعم بصبرك على السيدة الأولى التى طالما حاولت أن تمسح دموعاً ومرت هى نفسها بمصاعب وتحديات، ولم تكن تعلم أن التحدى القاصم سيكون فى حفيدها.
يا الله أنعم بصبرك على جد كلنا نحبه ـ مهما اختلفنا أو اتفقنا معه ـ الآن نتحدث عن الرجل وليس عن الرئيس، الآن نتحدث عن الجد وليس عن الرئيس، الآن نتحدث عن الإنسان المكلوم محمد حسنى مبارك.
يا الله أنعم بصبرك على أسرة صغيرة.. يقولون عنها الأسرة الأولى، لكنها هنا تريد ان تتوارى بحزنها بعيداً عن الأضواء.
أرجوكم اتركوه يحزن..
اسمحوا له أن يحزن
، ولا تحاصروه بالينبغيات وأصفاد السياسة.
. اتركوه يحزن..
هو الآن الأب وليس الرئيس
بقلم لميس الحديدى ٢٠/ ٥/ ٢٠٠٩
المصرى اليوم

المصريون.. ومحنة الرئيس


لا أعرف شعباً يعرف للموت جلاله كالمصريين ، فهذه المسألة عنصر أساسى فى ملامح الشخصية المصرية منذ فجر التاريخ، فلم نكتشف حتى اليوم قصراً للفراعنة، لكننا نعثر يومياً على مقابر جديدة، بدءاً بالأهرامات وصولاً لمقابر العمال البسطاء، كان المصريون دائماً يقفون أمام جلال الموت بكل احترام.
فى لحظة الموت يتحول المصريون لعائلة واحدة ، يتجاوزون خلافاتهم وخصوماتهم، ويتعاطون بكل إنسانية وحميمية مع الموقف، تصبح مصر مثل قرية نائية فى أقصى الصعيد أو قلب الدلتا، تتحول كل منازلها لدور عزاء، ولا يتسامحون مطلقاً مع أراذل الخلق، الذين قد تبدر منهم أى إشارة يفهم منها أدنى شعور بالشماتة، ومن ينزلق لهذا الدرك الأسفل فإنه يكون قد خط شهادة نبذه اجتماعياً، من القريب قبل الغريب.
لعلها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى تصحو وتنام شوارعها وصحفها ومقاهيها ودواوينها، على توجيه أقسى ألفاظ النقد، بل السخرية الجارحة أحياناً من الحاكم، مهما كانت صفته، عندما كان فرعوناً، وحين أصبح ملكاً، وحتى صار رئيساً، ومع ذلك يلتف هذا الشعب حول حاكمه، فى أوقات المحن والمخاطر، لأنهم فى هذه اللحظة يرون الحاكم أباً ورب العائلة، وربان السفينة التى ينبغى أن ترسو على مرفأ.
بوسع الجميع أن يتخيلوا حجم الأسى ولوعة الفجيعة لدى الأم، وكيف يتضاعف الأمر فى وجدان الجدة، لأن «أعز الولد.. ولد الولد»، كيف تحاصر مخيلة السيدتين ذكرياتهما مع الصبى الذى اختطفه الموت قبل أن «يدخل دنيا»، أسوأ ما فى الموت هو الفراق، وحين يكون الامتحان فى زهرة العمر يصبح عبء الامتثال لقضاء الله وقدره مهمة بالغة الصعوبة، لا يدرك عمقها سوى من كابدها، عافانا الله وإياكم.
«المحبة لا تدرك عمقها إلا ساعة الفراق»،
هكذا قال جبران، فى رائعته «النبي»، جالت بى هذه العبارة فى فضاءات الخيال، تصورت الرئيس مبارك .
وهو فى نهاية المطاف أب وجد مصرى شأن كل آبائنا وأجدادنا ـ لكن تزيد عليه أعباء مهمة شاقة هى «الحكم»، وهو ما يحرمه مثلاً من نزهة فى القناطر أو حتى فى مدينة الملاهى مع أحفاده، لا يستطيع الرئيس أن يفعل هذا، ومهما وفرت فى منزلك من وسائل الترفيه، يبقى للسينما مذاقها المختلف عن شاشات البيوت، وللشاى فى المقهى نكهة تختلف عن تلك التى تقدمها لنا الزوجات أو الخادمات، ولا يمكن لصبى أن يستمع وحده، بل تكمن المتعة فى مشاركة بل مزاحمة الآخرين، هذه سمة بشرية، وكثيراً ما تتحول النعم إلى نقم، وتصبح القصور سجوناً حتى لو كانت فاخرة، لأن «الجنة من غير ناس ما تنداس».
«أولادنا أكبادنا تمشى على الأرض»، لن نخترع العجلة حين نتحدث عن أم تجتر ذكرياتها مع أول مولود، وتتذكر يوم مولده وفطامه، وأول مرة سار فيها على قدميه، وأول يوم ذهب إلى المدرسة، وأول وأول.
يعرف الجميع أن المصريين شعب عاطفى بامتياز ، حتى لو شوهت وجدانه خبرات مريرة ومراحل انتقالية وعرة، لكننى أتمنى ألا أتهم بالشوفينية حين أراه لم يزل أكثر شعوب المنطقة نبلاً فى أوقات المحنة، وأراهن على ذلك بموقفين، الأول حين تعرض الرئيس مبارك لمحاولة الاعتداء الغادرة فى أديس أبابا، وكيف خرجت الناس وقتها للشوارع تؤكد مساندتها للرجل، وتدين هذا العمل الإجرامى، لأن المصريين فى هذه اللحظات لا يرون وجه الرئيس ولا الملك، لكنهم يرون فيه «الرمز» ويصبح «الكل فى واحد»..
هذا ملمح جوهرى فى «الكود النفسى للمصريين»، لهذا ينتفض المصرى فى الخارج حين يستمع من الآخرين انتقادات لحكومته، ويدافع عنها بشراسة، مع أنه حين يكون فى مصر وسط أهله وأصدقائه، يوجه لنفس الحكومة أقسى عبارات النقد.
الموقف الثانى هو المحنة الراهنة للرئيس وأسرته، برحيل الفتى على هذا النحو المفجع، وقد حرصت على متابعة عشرات المنتديات على الإنترنت، ورصد انطباعات الناس من شتى المشارب، ولم أقرأ أو أستمع سوى أكثر عبارات المواساة عذوبة، فللموت جلاله، ويتضاعف الأمر حين يتعلق بصبى أخضر، فى هذه اللحظة الأليمة يلتف المصريون حول الرئيس وأسرته، لا يرون فيها سوى الجدة والأم، والجد والأب المكلومين، وحينها إذا لم تكن مصريا وتعرف الناس جيداً، فلن تستطيع التمييز بين معارضين وموالين ولا بين مسلمين ومسيحيين، لأنهم فى هذه اللحظات سيصبحون أسرة واحدة تعتصم بذاتها.
قلوب ملايين المصريين معك سيدى الرئيس حسنى مبارك، وقلوبهم مع السيدة الفاضلة سوزان، وهى تمتحن بفقد «أعز الولد»، ومع أخيهم علاء الذى امتحنته الإرادة الإلهية فى ثمرة عمره، وقلوب الجميع أيضاً مع السيدة الفاضلة والدة الفقيد، وهى صاحبة «الفاتورة الثقيلة» فى هذه المحنة، ونحتسب ابننا محمد علاء مبارك وديعة لدى من لا تضيع عنده الودائع
بقلم نبيل شرف الدين ٢٠/ ٥/ ٢٠٠٩
المصرى اليوم

الحزن مالى العين


كان عاوز يطلع طيار مثل جده، كان بيحلم يسوق طيارة ويطلع لفوق مثل عمو جمال، كان الجد الطيب يقص عليه أحسن القصص من ماض جميل، كان الجد يحلق بالحفيد عاليا فوق السحاب بطائرة يمطر بقذائفها الأعداء، جدو كان طيارا عظيما، قائدا من قواد أكتوبر العظام، كان الحفيد يتيه فخرا، يتمثل الجد فى حله وترحاله.
جدو طيب قوى، كان بيخبى لمحمد الشيكولاته مخصوص، محمد كان ممنوع عليه أكل الشيكولاتة، وزنه قابل للزيادة، لكن الجد الحنون لم يكن يحتمل نظرة حرمان واحدة فى عيون قرة العين وبهجة النفس.
كان شبه جدو بالضبط فى حركاته وسكناته، حسنى مبارك التانى، مرتين فى الأسبوع على الأقل، يصر الرئيس على زيارة الحفيد، كان يذهب سريعا للقاء الحبيب، كان حبيبه وابن حبيبه علاء، كان يلاعبه ويشاكسه، يلعبان كاراتيه معا، يا حزن قلب الرئيس.
كان يأنس إليه وينصت كثيرا، كان الجد يجد لدى الحفيد ما تسر به النفس وتبتهج به الروح، أجمل الاوقات وألذ اللحظات كان يقضيها الرئيس فى معية الصبى اللطيف، كان طيفا، نسمة طرية تخفف على الرئيس مشاق السفر فى هموم الغلابة من بسطاء المصريين.
محمد كان يحب جدو أكتر من الشيكولاتة، محمد كان بونبونة الرئيس، يمضغ كلماته، ويهضم حركاته، محمد كان روح الرئيس، قلبه، عقله.
«عمر» الحفيد الصغير كان بيناغى، محمد بيسأل وبيستفسر من جدو الرئيس، كان جدو يعده رجلا، الرئيس مصنع الرجال، وكما وهب لمصر نسورا لا يهابون، كان يتمناه محلقا، كانا يحلقان فى فضاء دنيا الصبى الصغير.
الجدة الطيبة سوزان كانت ترى فيه مشروع فنان، رسام، عازف، كثيرا ماحدثت الفنان الوزير فاروق حسنى عن موهبة محمد البازغة، كانت تتيه برسوماته، تغزل من خطوطه شالا من الأحلام، ريشته كانت ترسم حقولا خضراء، وشجرة وزرعا ونهرا، قبل الرحيل إلى روضة السماء، طلبت الجدة من الوزير فاروق صقل موهبة الصغير الفنية، يعد للصغير برنامجا فنيا، أوبرا ومسرح وموسيقى، تشكيلا لمعالم فنان لم تكتمل، وشاء الله وكانت مشيئته، لا راد لقضائه.
عندما كان محمد يغيب عن الجد طويلا كان الجد يسافر إليه حيث يكون، آخر مرة ذهب إليه فى الأقصر لينعم برؤياه، ما كان مسموحا أن يغيب عن ناظريه طويلا، كان ينتظر موعده على أحر من الجمر.
أنظار الجدة وجل مشاعرها كانت تحيط محمد بالرعاية والعناية فى حله وترحاله، لم يكن يغيب عن عقلها، وجدانها مشغول عليه، مهمومة بمذاكرة محمد، تقضى أجمل أوقاتها وهو يراجع معها دروسه.
كانت تستمع إلى صوت عمرها الشجى فتغمرها موسيقى حنون، بيديها كانت تختار لمحمد ألوانه، ترسم هندامه، كم كانت مشرقة ألوان الصبى، تحمل عنه همومه الصغيرة، تغزل من أحلامه خططا للمستقبل كان تتمنى أن تراه موسيقارا تشغف بموسيقاه القلوب.
وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك لمحزونون، إلى دار البقاء ذهب الصغير محمد مسرعا لا يلوى على شىء، لأول مرة ينسى وداع جدو الطيب، لم يمهله القدر حتى يودعه، اختطفه طائر الموت من بين أحضان والده علاء، مكلوم علاء، قلب الأب، قلب الأم هايدى عليه مفطور، نحتسبه عند الله.
الرؤساء بشر لو تعلمون، ويحزنون، حزنا نبيلا، واعر الحزن العميق لما يسكن براح القلب، يحتله، ثقيلا على النفس الطيبة، لا حول ولا قوة إلا بالله.
الكلمات الصغيرة لا تمحو الأحزان الكبيرة، والمصاب كبير، سيادة الرئيس فلتحتسب عند الله حبيبك وابن حبيبك وقرة عينك، حسبك الله، حسبك ذو الجلال والإكرام، اللهم أفرغ عليه صبرا، اللهم ألهمه السلوان، بلسم ألمه بلمسات حانية وضاءة، إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب.
فى مديح الصبر تتعدد الآيات البينات، ولكن فى وصف الألم تعجز الكلمات، فى وصف الحزن لا توفى العبرات، الحزن يجثم على النفس بكلكل، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
بقلم حمدى رزق ٢٠/ ٥/ ٢٠٠٩
المصرى اليوم
MY DEEP CONDOLENCES TO PRESIDENT MUBARAK
AND HIS FAMILY IN THEIR GREAT LOSS
MAY GOD RELIEVE THEIR PAIN AND GIVE THEM PEACE

Sunday, May 17, 2009

مشكلتنا مع الأصوليين «٢» إنهم لا يقرأون التاريخ

فى الماضى عندما كانت الكتب المقدسة هى المرجع الوحيد الذى يعود إليه المؤرخون ليحسبوا تاريخ البشرية، كان عمر الإنسان على الأرض لا يتجاوز فى حسابهم ستة آلاف سنة تبدأ بهبوط آدم وحواء إلى الأرض وظهور الأجيال الأولى من أبنائهما حتى نصل إلى قصة نوح والطوفان، ومنها إلى أبناء نوح الثلاثة سام، وحام، ويافث كما تسميهم التوراة، ثم إلى أبناء سام حتى نصل إلى أنبياء بنى إسرائيل، ثم إلى المسيح، ومنه إلى بدايات العصور الحديثة التى كان المؤرخون لا يزالون يعتقدون فيها أن الله خلق العالم عام أربعة آلاف وأربعة قبل ميلاد المسيح!
وإذا كان التاريخ البشرى قد بدأ هذه البداية، وسار على هذا النحو الذى رسمته الكتب المقدسة، فمن المنطقى أن ينتهى على النحو الذى صورته هذه الكتب أيضًا، فتقوم القيامة التى سيعود بها المؤمنون إلى جنة الفردوس التى طرد منها أبوهم آدم.هكذا كان القدماء يرون أن التاريخ قصير، وأنه عود على بدء. وهكذا يراه الأصوليون حتى الآن.بدايات التاريخ البشرى ليست بعيدة. ونهايته قريبة جدًا والجبرتى يحدثنا فى «عجائب الآثار» عن القيامة التى اعتقد المصريون أنها ستقوم يوم الجمعة السادس والعشرين من ذى الحجة سنة ١١٤٠هجرية - الثانى من أغسطس سنة ١٧٢٨ للميلاد - فيقول إن هذا الكلام فشا بين أهل مصر، فى القاهرة والقرى، فودع الناس بعضهم بعضًا وهم يقولون: بقى من عمرنا يومان!
وخرج الكثير من الناس إلى المتنزهات وهم يقولون: فلنمتع نفوسنا بالدنيا قبل أن تقوم القيامة! وخرج أهل الجيزة نساء ورجالاً يغتسلون فى النيل، وبعض الناس علاه الحزن واستولى عليه الخوف والوهم، ومنهم من أخذ يتوب ويصلى ويدعو ويتوسل..
حتى جاء اليوم الموعود ولم تقم القيامة فقالوا: إن السيد البدوى، والدسوقى، والشافعى تشفعوا فلم تقم. اللهم انفعنا بهم، فإننا لم نشبع من الدنيا!وفى اعتقادى أن ما حدث فى مصر منذ حوالى ثلاثة قرون يمكن أن يتكرر فيها الآن، فالفكر الذى كان سائدًا فيها فى القرن الثامن عشر هو الفكر السائد فى هذه الأيام. وفكرة المصريين عن التاريخ لم تتغير كثيرًا، فهو يبدأ بالخروج من الفردوس، وينتهى بيوم الزلزلة، يبدأ مشرقًا فتيًا، وينتهى معتمًا منهارًا.. والمستقبل إذن مظلم، والخلاص فى العودة إلى الماضى، وهذا هو الشعار الذى يرفعه الأصوليون الذين لن يصدقوك إذا قلت لهم إن التاريخ لا يعود إلى الوراء، أو إذا قلت لهم إن اليوم أفضل من الأمس، وسيكون الغد أفضل وأفضل.
وهم معذورون، لأنهم يقارنون بين العصر الذى كان فيه المسلمون يحكمون العالم وهذا العصر الذى تراجع فيه المسلمون وتخلفوا بين الحياة التى يجربونها اليوم بأنفسهم، والحياة التى يتخيلونها فى المدن الفاضلة التى وضع أساسها المؤمنون الأوائل فيجدون حياتنا الراهنة حافلة بالمشاكل والمخاوف والهموم، ويجدون حياة الأسلاف بسيطة هانئة راضية
.لكن التاريخ البشرى الذى كان فى الماضى قصصًا تروى أصبح اليوم علمًا يستند إلى الأدلة الثابتة ويكشف كل يوم عن حقائق كانت مجهولة من قبل.الحياة على الأرض لم تبدأ فى الألف الرابع قبل الميلاد أو فى الألف الخامس، بل بدأت فى عصور سحيقة تعد بآلاف الملايين من السنين، والمقارنة بين ما كان عليه المسلمون فى عصورهم الأولى وما صاروا إليه فى هذا العصر مقارنة مضللة، لأنها تنظر فى تاريخ المسلمين دون غيرهم وتعتبره وحده كافيًا.
ولو قارنّا بين ما كان عليه غير المسلمين وما صاروا إليه لوجدنا تاريخًا آخر ومسارًا مختلفًا. الأوروبيون كيف كانوا فى العصور القديمة والعصور الوسطى، وكيف أصبحوا فى العصور الحديثة؟ والأفارقة؟ والآسيويون؟
العلم أصبح علمًا تجريبيًا بعد أن كان خرافة، والفن الساذج أصبح عالمًا من الخبرات والنظريات والأنواع والأشكال والأذواق والتجارب، والسياسة التى كانت طغيانًا تمضى نحو الديمقراطية، والمجتمع الذى كان عبودية سافرة أو مقنعة أصبح حرية، المرأة استردت إنسانيتها الكاملة، والسود أصبحوا رؤساء فى جمهوريات البيض.وأنا الآن أقارن بين ما كانت عليه البشرية فى العصور الوسطى وما صارت إليه فى عصرنا هذا، ولو قارنا بين ما كانت عليه الحياة فى صورها البدائية وما تطورت إليه لرأينا كيف يتقدم التاريخ،
لكن الأصوليين لا يقرأون داروين ولا يطيقون النظر فى كتابه «أصل الأنواع» الذى ترجمه صديقنا الدكتور مجدى المليجى
.ولو قارنّا بين ما كان عليه الجنس البشرى قبل التاريخ وما صار إليه، بين الأطوار الأولى للحضارة البشرية والأطوار الأخيرة لرأينا أن الحضارة الإنسانية بدأت قبل التاريخ الذى كان المؤرخون القدماء يعتقدون أن الله خلق فيه العالم بكثير.
لقد ظهرت حضارات مصر الأولى فى أواسط الألف الخامس قبل الميلاد. وهناك حضارات أخرى فى بلاد أخرى ظهرت قبل هذا التاريخ. وحين نتابع ظهور هذه الحضارات منذ بداياتها إلى اليوم ندرك أن التقدم المطرد هو القانون الثابت المستقر رغم الانعطافات والانحناءات والتوقفات والتراجعات التى حدثت هنا وهناك.
وهذا القانون ينطبق على التاريخ البشرى كله بما فيه تاريخ المسلمين.
لقد فقد المسلمون دولة الخلافة الجامعة كما فقد المسيحيون الأوروبيون إمبراطوريتهم المقدسة، لأن الإمبراطورية الدينية طور من أطوار المدنية تقوم وتزول، لكنهم حصلوا بدلاً منها على الدولة الوطنية التى لم تعرفها معظم الشعوب الإسلامية من قبل،
ولا شك أن الدولة الوطنية أرقى من الدولة الدينية التى تقوم على فكرة التفويض الإلهى، التى تجعل الحاكم نائبًا عن الله فلا يملك المحكومون إلا أن يسمعوا ويطيعوا، أما الدولة الوطنية فتقوم على العقد الاجتماعى، أى على الإرادة الشعبية والاتفاق الحر.ولا شك أن المسلمين متخلفون الآن، لا بالقياس إلى ما كانوا عليه هم فى العصور الماضية، بل بالقياس إلى ما أصبح عليه غيرهم فى العصور الحديثة، وهم متخلفون، لا لأن التاريخ تجاوز مرحلة الشباب ودخل مرحلة الشيخوخة كما يظنون، ولكنهم متخلفون لأنهم خاضعون لهذه الفكرة الوهمية، ينظرون إلى الخلف بدلاً من أن ينظروا إلى الأمام، ويحاولون أن يبعثوا الماضى الميت بدلاً من أن يولدوا من حاضرهم وماضيهم ومن ثقافتهم وثقافة غيرهم زمنًا حيًا جديدًا هو مستقبلهم ومستقبل البشر جميعًا
.لكن انبهار الأصوليين بالماضى العربى الإسلامى وسعيهم للعودة إليه أو لبعثه من جديد ليس دليلاً على أنهم يعرفونه، بل أنا واثق من أنهم لا يعرفونه، أو أنهم يعرفونه معرفة انتقائية تريهم ما يحبون أن يروه فى هذا الماضى، وتحجب عنهم ما يناقض ذلك.
إنهم يظنون مثلاً أن البلاد التى فتحها العرب المسلمون كانت خالية من البشر، أو هكذا نفهم من كلامهم، فهم يتجاهلون تاريخ هذه البلاد الذى سبق تاريخها الإسلامى، ويظنون أن العرب الفاتحين غيروا كل شىء فى البلاد التى فتحوها دون أن يتغيروا هم أو يتأثروا.
ومن هنا ينفون التعدد، ويتحدثون عن الإسلام كما لو كان مذهبًا واحدًا أو فرقة واحدة لا يمكن أن تتعايش مع أى فرقة أخرى أو دين آخر.لهذا يعلنون الحرب على المختلفين، بهائيين أو غير بهائيين!
وإلى اللقاء فى الأسبوع المقبل
بقلم: أحمد عبد المعطى حجازى
نقلا عن المصري اليوم

قنديل يؤكد القيادة السياسية تتعامل وكأننا بدولة دينية

فؤاد قنديل يُعد وأحداً من أبرز الأدباء والروائيين في مصر وله كثير من الروايات والمقالات المنشورة، وقد منع التليفزيون المصري عرض مسلسل تليفزيوني مأخوذاً عن إحدى رواياته لأن الرواية كانت تقدم شخصية مسيحية!
وقد حصل قنديل على مجموعة من الجوائز من أهمها جائزة نجيب محفوظ للرواية بالوطن العربي عام 1994 وجائزة التفوق في الأدب عام 2004، كما ورد اسمه بموسوعة الشخصيات القومية البارزة الصادرة عن الهيئة العامة للإستعلامات، كما أنه يشغل كثير من المناصب من أهمها عضو المجالس القومية المتخصصة وعضو نادي القلم الدولي وعضو مجلس ادارة اتحاد الكتاب وعضو مجلس إدارة نادي القصة ورئيس تحرير سلسلة "إبداعات" وسلسلة "كتابات جديدة"، كما أنه من أبرز الكتاب المهمومين والمؤمنين بفكرة المواطنة بين المصريين، ولقد كان لموقع "الأقباط متحدون" هذا لحوار مع الروائي والأديب الكبير:**
هل ترى كأديب وروائي أن الدراما المصرية والتليفزيون معنيان بتجسيد مفهوم المواطنة أو الآخر الديني؟
* أولاً أنا ضد كلمة الآخر، لأننا جميعاً طول عمرنا مسلمين ومسيحيين نسيج واحد، ولكن بالنسبة للمواطنة في الدراما والتليفزيون فأستطيع أن أقول لك أن الأعمال التي تجسد قليلة، وقد رفض التليفزيون المصري مسلسل مأخوذ عن رواية كنت قد كتبتها وهذه الرواية بعنوان "حكمة العائلة المجنونة".
** ولماذا رفضوا المُسلسل؟
* رفضوه لأنني كنت أقدم صورة لـ"ملاك" صديقي، كإنسان رفيع الفكر والرؤية، وكانت حجتهم في الرفض أن هذه الأعمال بتعمل حزازية بين المُسلمين والمسيحيين!! وهذا فهم خاطئ وجهل وضيق أفُق منهم، لأن مثل هذه الأعمال تُدعم الروابط والقواسم المُشتركة بين المسيحيين والمُسلمين، والمشكلة أن هؤلاء بيكونوا ملكيين أكثر من الملك بضيق أفقهم وفهمهم الخاطئ، وأنا أرى أن هذا اللون يجب أن يزيد جداً ويكتر لكي يظهر النسيج المختلف لكل المصريين، وعلى مستوى المُعتقدات فيجب أن يتم عرض الشخصية المسيحية واليهودية وكل فئات المجتمع.
** ولماذا لم تعرض هذا العمل الوطني المهم على جهة إنتاج خاصة؟
* أنا من عادتي ومن طبعي أنني لا أذهب إلى السينما والتليفزيون ولا أطرق أبوابهم، وأنا لي 16 رواية ومن يريد أن يأخذ أياً منها فليأخذها، بس بشرط يقولي أنا عايز آخد الرواية الفلانية أعملها مسلسل أو فيلم.
** هل أنت مع عرض برنامج ديني مسيحي في التليفزيون الرسمي المصري؟
* طبعاً أنا مع ذلك، وأطالب بعرض برنامج ديني مسيحي وبرامج دينية لأصحاب المعتقدات الدينية الأخرى في التليفزيون الرسمي، لأن هذا حقهم، وكذلك من الواجب على المُسلم أن يعرف تفاصيل الإعتقاد الديني لدى أخوه المصري المسيحي، والعكس بالعكس، فهذا حقهم وهذه بضاعتهم لازم نعرضها لهم ومش بضاعتهم لوحدهم بس بل بضاعتنا إحنا كمان، والبابا شنودة بتاعي زي ما هو بتاع المسيحيين، والبابا شنودة على فكرة بيني وبينه مودة كبيرة وبنتقابل، وعندما ذهب لاستلام جائزة من الرئيس الليبي معمر القذافي قال أنا عايز فؤاد يكون جنبي في الطيارة، وفعلاً ذهبت معه، وبخصوص ضرورة معرفة الإعتقاد الديني للمسيحي أو المسلم أنا لي رواية إسمها "بذور الغواية" أقدم فيها شخصية مسيحية مهمة والناس بتستغرب لثقافته ومعلوماته عن الدين الإسلامي وهذا الشخص اسمه في الرواية "ناعوم لوندي" ويعمل لدى رجل أعمال مسلم وبسبب معرفة لوندي العميقة بالإسلام قال له رجل الأعمال المسلم: أنت أكيد مسلم بس متنكر!
** ما هي أسباب تهميش المسيحيين من وجهة نظرك؟
* السبب الأول هو الجهل وعدم الدراية لا بالتاريخ ولا بالمستقبل ولا بالحاضر الذي يقوم على الإثنين، هو يعني لما دخل المسلم والمسيحي الجيش المسلم بس هو اللي حارب والمسيحي قال لا مش ها احارب؟! بالطبع لا، الاثنين حاربوا ودافعوا عن البلد، فاللواء فؤاد عزيز غالي البطل العظيم قائد الجيش الثاني كان رئيس أخي في الجيش وكان أخي يضرب به المثل في الأخلاق والبطولة والشجاعة وحب مصر، وكان أخي يقول لي أنه كان بيقول لازم نقتحم ونحارب واللي يحصل يحصل، والسبب الثاني لتهميش المسيحيين هو التخلف كما قلت لك، وخلي بالك التخلف غير الجهل لأن الجاهل لا يفهم عموماً أما صاحب الفكر المُتخلف فهو اللي بينظر على أساس أن المسلمين هم بس اللي يحكموا وهم بس اللي يقعدوا وهم بس اللي يمارسوا الحياة وهم بس اللي يتولوا المناصب وهم بس اللي بياخدوا المسلسلات، وفي نفس الوقت ينسى أن هناك شركاء له في الوطن ولهم نفس الحقوق، فالمتخلف فاهم أن المسلمين هم فقط الذين من حقهم كل حاجة، إفرض مثلاً أن عندنا 100 منصب في البلد، فيجب أن يكون 80% منها للمسلمين و20% للمسيحيين لكي يتحقق العدل والمواطنة.
** هل غياب الإرادة السياسية يلعب دوراً في هذا التهميش؟
* الإرادة السياسية هي أضعف من أن يكون لها دور!**
لماذا في رأيك الإرادة السياسية أضعف من أن يكون لها دور؟
* لأن هناك ناس كثيرة حول صُناع القرار بيبينوا لهم أن إحنا لازم نتصرف على أساس أننا دولة إسلامية، مع أن مفهوم المواطنة لازم تهتم بمثلث الطفل والمرأة والمسيحي، ويجب أن ندرك أننا حديثي العهد بالمواطنة والحقوق ستأتي خطوة خطوة وبالتدريج.
** كيف ترى دور المثقفين في نشر ثقافة المواطنة في مصر؟
* المُثقفون بيقوموا بدور مهم وعليهم ان يواصل المسيرة في اتجاه ترسيخ وتدعيم المواطنة بلا حدة ولا عنف، فالوطن بتاع المسيحي قبل المسلم ولظروف تاريخية ما طوال الـ 1400 سنة وصلنا لهذا الوضع الذي نحن عليه الآن، ولكن الفرصة متاحة تماماً لتغييره فالمثقفين بيقوموا بدور كبير جداً ولكن ما زال المطلوب منهم أكثر لتصل أفكار التنوير لرجل الشارع العادي والتلاميذ في المدرسة، وما زلت أقول أننا مُحدثين في مسألة المواطنة والحقوق ستأتي تدريجياً.
** هناك تصريح للكاتب الكبير أحمد عبد المعطي حجازي قال فيه أن الجماعات المتطرفة قد ظهرت بسبب فشل الطاغية في تحقيق ما وعد به، فهل أنت مع هذا الرأي؟
* أنا أرى أنه في عهد الرئيس مبارك المسائل اتفكت شوية عن أيام السادات وأيام عبد الناصر وغيره.
** هل تؤيد فكرة فصل الدين عن الدولة؟
* أنا أؤمن بفكرة فصل الدين عن الدولة وهذا الفصل يجب أن يأتي بالتدرج، لأن هيمنة رجال الدين المتمثلين في شيوخ الأزهر وشيوخ الجوامع ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تعتبر قوية، فاليوم أمامك جبل محطوط وعلشان بس تحفر فيه حفرة لازم تبذل مجهود، وتدريجياً وبجهود المثقفين ها نوصل لفصل الدين عن الدولة وسيحدث هذا قريباً.
** وما الذي جعلك متفائل بأن فصل الدين عن الدولة سيحدث قريباً؟
* لأننا بنتقدم كل يوم خطوة، فمنذ فترة ما كانش حد بيجيب سيرة المواطنة وحقوق الطفل والمرأة والأقباط، رغم أن طول عمرنا كنا بنقول يحيا الهلال مع الصليب، ولكن مع الوقت بيحدث تنمية للوعي والمشاكل اللي بتحصل معظمها بتكون في المناطق المتخلفة ومش ممكن تحصل مثلاً في مجلس الشعب أو بين المثقفين، فالأمور الآن تتجه للمواطنة ولكي يتم ذلك لا بد أن يكون هناك أيضاً تداول للسلطة على المستوى السياسي والحزبي، ما ينفعش يكون رئيس جمهورية بقى له 30 سنة وعايز تقول أطور في نظم الحكم والمواطنة في عهده، لأنه قاعد أصلاً، فالتطور سيأتي مع الجديد مش مع اللي قاعد، فالتجديد عموماً مفيد ويأتي بتجديد للدماء وتجديد الدماء ياتي بأفكار جديدة لتحل محل الأفكار المتحجرة والعادات القديمة مع استبقاء العادات التي أجمع الجميع على قبولها كالعادات الدينية عند المسيحيين والمسلمين، فأنا لما بأقابل أبونا أبوس إيده وأفعل كما يفعل المسيحي، لأنه رجل دين وعلى رأسي من فوق، فأنا واعي لقيمة الراجل ده وبالتالي أحترمه.
** ما رأيك في جماعة الإخوان المسلمين؟
* الجماعة ارتبط تاريخها الماضي بأحداث دموية وشنيعة وبشعة، فالإخوان الذين قتلوا النقراشي وقتلوا السادات رجعوا عن هذا الفكر اليومين دول وقالوا لا إحنا عايزين نراعي الشريعة، وحدث لهم نُضج، فهم لم يعترضوا الآن على عمل المرأة رغم أنهم كانوا معترضين على ذلك في بداية تاريخهم.
** هل تؤيد فكرة أن يحكم الإخوان المسلمين مصر؟
* لا لا.. ولست مع فكرة وجود حزب لهم.
** هل أنت مع حقوق البهائيين المصريين؟
* معروف أن الأفكار الجديدة في البداية بيكون من الصعب استيعابها وقبولها من المجتمع، ونحن كنا أصلاً دولة دينية لغاية وقت قريب وكل حاجة عندنا الدين وكان الإعتبار الأول والأخير هو الدين، فمنذ فترة فرغم الملوك والحاجات دي كلها لكن اذا الشيخ قال حاجة تمشي على الملك وعلى رئيس الجمهورية، فأيام عبد الناصر الأزهر هو اللي قال لا تنشروا رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، فأرسلوا وقتها للرئيس جمال عبد الناصر وقالوا له لا يجب أن تنشر هذه الرواية، وكانت الرواية وقتها بتنشر في الأهرام على حلقات، فالمسألة هنا هي أن الشيخ في العالم الإسلامي له مكانة كبيرة جداً وهذه مسألة موروثة ومستقرة والعالم بينظر لمصر على أنها مرجعية دينية، فلما تيجي النهاردة وتقول لهم بهائيين فسيكونوا مرفوضين بالنسبة لهم، لكن مع تقدم المد في المواطنة سيأخذ البهائيين حقهم أو سياخذون فوق دماغهم.
** متى تتحقق المواطنة الكاملة في مصر؟
* المواطنة الكاملة ستتحقق فقط إذا استطعت أن تغير ثقافة الناس لقبول ثقافة التنوع والإختلاف، فبدون تغيير هذه الثقافة لم ولن تتحقق الديمقراطية والمواطنة، وثقافة الشارع يمكن تغيير من خلال الإعلام والتعليم والدراما

من هن الكويتيات اللواتي دخلن مجلس الامة؟

استطاعت أربع نساء كويتيات الفوز بمقاعد في البرلمان الكويتي (مجلس الأمة) لأول مرة منذ بدء الحياة النيابية في البلاد عام 1962، فيما
يلي لمحة عن اول أربع نائبات في تاريخ الكويت
تعمل سلوى الجاسر الناشطة النسائية استاذة للتربية في جامعة الكويت.
ترأس الجاسر مؤسسة نسائية غير حكومية هي مركز تمكين المرأة.
خاضت الجاسر كذلك انتخابات عام 2008 دون أن تتمكن من الفوز
كانت معصومة المبارك أول امرأة تتولى منصباً وزاريا في الكويت، حيث تولت حقيبة التخطيط لعام قبل أن تعين وزيرة للمواصلات عام 2006 ثم وزيرة للصحة بعد عام.
استقالت المبارك عام 2007 استجابة لضغوط قادها الإسلاميون بالدرجة الأولى احتجاجاً على تعاملها مع حريق شب في أحدى المستشفيات




تعمل اسيل العوضي ، البالغة من العمر 40 عاماً، استاذة للفلسفة في جامعة الكويت.
ترشحت العوضي في انتخابات 2008 ضمن الكتلة البرلمانية للتحالف الديمقراطي الوطني، لكنها حلت في المركز الحادي عشر بفارق مركز واحد عن المرشح العاشر الذي حصل على مقعد في البرلمان.
خاضت العوضي الانتخابات الحالية كمرشحة مستقلة


رولا دشتي

رولا دشتي الحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة هي ناشطة في مجال حقوق المرأة وداعية الى تطبيق اصلاحات ديمقراطية واقتصادية.
كانت دشتي أول امرأة تنتخب لرئاسة الجمعية الاقتصادية الكويتية، وقد اختيرت ضمن أبرز 20 امرأة عربية في قائمة أصدرتها صحيفة الفاينانشيال تايمز العام الماضي.
عملت دشتي مستشارة للبنك الدولي وهي عضو المجلس الأعلى للتخطيط في الكويت.
ترشحت دشتي للانتخابات البرلمانية الكويتية عامي 2006 و2008 لكنها لم تنجح


BBC


Wednesday, May 13, 2009

فتنة الخنازير

لا أملك موقفًا قاطعًا من قضية إعدام أو ذبح الخنازير..
لكنها – فى الواقع – كشفت عن الاحتقان الطائفى فى مصر والذى نحاول كثيرًا أن نتجاهله، بينما هو موجود بيننا يرتع وينتعش ويطل علينا بقوة كلما ظهرت مشكله ما..
والآن المشكلة هى ١٦٥ ألف خنزير.فمنذ قرار الحكومة بإعدام وذبح الخنازير وبريدى الإلكترونى لا يتوقف عن استقبال رسائل من أقباط المهجر أو حتى أقباط الوطن، يتحدثون عن إعدام المسلمين لثروة الأقباط، وأن الهدف من القرار - الذى خرج كما يقولون بضغط من جماعة الإخوان المسلمين داخل المجلس – هو إفقار ٢ مليون قبطى مصرى يعيشون على تربية وتجارة تصنيع لحم الخنزير.
ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يمتد إلى التذكرة باتهامات بأسلمة القضاء والشرطة واضطهاد الأقباط، وخطف بناتهم وأسلمتهن..
إلى آخر تلك الاتهامات التى طالما سمعناها من أقباط المهجر.
هكذا تكشف أنفلونزا الخنازير عن أنفلونزا الفتنة، التى تنام ثم تصحو على أى كارثة صغيرة كانت أو كبيرة
.ويبدو الحديث عن الفتنة الطائفية دائما صعبًا معقدًا، فأنت إما مع المسلمين أو مع المسيحيين، ولا أحد مع فكرة الوحدة الوطنية، والمواطنة والتسامح والاعتدال وقبول الآخر.. كل تلك القيم تنهار وتتراجع تدريجيا فى بلادنا هذه الأيام.
لكن قضية الخنازير تكشف عن قصور فكرى من الطرفين،
أولا من جانب الحكومة التى عجزت عن نقل مزارع الخنازير وإقامة مزارع فى بيئة أفضل لا يعيش بها الخنزير مع الطير والإنسان مع القمامة.. وبالتالى اختارت الدولة السبيل الأحوط وهو إعدامها وذبحها، وأظنه السبيل الأفضل، لأن تاريخنا فى علاج الأزمات ليس الأفضل، ولو كنا انتظرنا نقل الخنازير والتلكؤ فى ذلك، ومقاومة أصحاب المزارع، لكانت أنفلونزا الخنازير قد استوطنت وترعرعت وانتشرت.. إذن قتل الخنازير هنا هو السبيل الأحوط، لأننا نعرف أننا لا نستطيع القيام بالأشياء بشكلها العلمى الطبيعى
.طبعا يفضل التخلص من الكبار ونقل الخنازير الصغيرة أو حديثة الولادة إلى مزارع صحية، لكن يبدو أنه، حتى ذلك، لا نستطيع القيام به، فتخرج أخبار عن دفن خنازير حية، وهى أمور غير صحية على الإطلاق، ولا يمكن قبولها حتى لو كان الهدف النهائى سليمًا.
ولكنى أظن أن الإخوة الأقباط يجب ألا يأخذوا الأمر بتلك الحساسية المفرطة، فعلى الرغم من أن كتلة الإخوان فى المجلس مؤثرة، فإن القرار اتخذه الرئيس بنفسه، ورغم أننى لا أنكر أن للإعلام وللمجلس تأثيرًا فى الضغط، لكن هذه المرة - ربما كانت من المرات القليلة – يكون فيها تأثير الضغط للأحوط والأصلح..
مرة أخرى نحن لا نستطيع القيام بالسلوك العلمى الطبيعى (تربية الخنازير فى مزارع صحية).لكن الغريب أن الدولة تعرف عن تلك المزارع والبيئة المحيطة بها منذ زمن، وتلحظ هذا المشهد الرث الردىء، وتلك البيئة المكتظة بالأمراض التى يعيش فيها الناس – مسلمين كانوا أو مسيحيين – لكنهم لم يهتموا بها أو بنظافتها إلا عندما ظهرت حكاية أنفلونزا الخنازير..
وكأن - على رأى إحدى صديقاتى - لا يهم أن يعيش الإنسان وسط القاذورات.. فقد أصبح ذلك أمرًا عاديًا.
الآن يجب أن يكون السؤال الأهم: وماذا عن القمامة التى ستترك وراء الخنازير؟!
هل هناك أى خطة حكومية لإعدام هذه القمامة، أو تدويرها؟ أم أننا سنترك القمامة تولد آلاف الميكروبات؟
بل وربما بها نفسها أنفلونزا خنازير!
فيما يعيش حولها الناس أيضا مسلمين كانوا أو مسيحيين.. فى النهاية مصريون.
إن الاحتقان الطائفى موجود.. علينا أن نعترف به.. علينا أن نواجهه..
القضية ليست من يأكل لحم الخنزير.. القضية أننا نعيش فى وطن واحد.. سيصيبنا مرض واحد، لن يفرق بين مسلم ومسيحى.. لكن قضية الخنازير كشفت مرة أخرى عن احتقان فى الباطن.. يخرج على السطح كلما اقتربنا منه.
بقلم: لميس الحديدى
Lamees@link.net
نقلا عن المصري اليوم

الولاء للوطن‏,‏ والولاء للدين‏

لا أستطيع ان افهم منطق الذين يريدون ان ينشئوا تناقضا جوهريا بين الولاء للدين والولاء للوطن‏.‏
لا افهم منطقهم لسبب يبدو لي واضحا غاية الوضوح هو أن ولاء الانسان للدين لايعني الا أن يكون له الحق في أن يعتنق ما يشاء من العقائد والمذاهب وأن يجهر بعقيدته التي اختارها‏,‏ ويدعو لها اذا أراد ويؤدي ما تفرضه عليه من شعائر دون أن يشعر بحرج‏,‏ أو يتعرض لأي اضطهاد‏
.‏فاذا كان هذا هو معني الولاء للدين فهو لا يتعارض أدني تعارض مع الولاء للوطن بالمعني الذي نفهمه اليوم من الوطن والولاء له‏.‏ بل ان الولاء للدين لايتحقق الا بالولاء للوطن‏.‏
وكيف يصح للانسان أن يمارس أي نشاط‏,,‏ كيف يمكنه أن يؤمن بفكرة ويعمل بالفكرة التي آمن بها دون أن يكون مواطنا في بلد من البلاد يعيش فيه وينتمي لأهله؟
‏!‏لكن هذه القضية التي أطرحها عليكم اليوم تحتاج لشيء من التوضيح لأن معظمنا لايحس بهذا التعارض الذي يمكن أن ينشأ بين الولاء للدين والولاء للوطن‏.‏
مصر بلد اسلامي وغالبية المصريين مسلمون‏..
‏ والدين بالنسبة للمصريين‏,‏ أو بالنسبة لمعظمهم يكاد يتطابق مع الوطن‏.‏
فالولاء لمصر ولاء للاسلام‏,‏ والولاء للاسلام ولاء لمصر‏
.‏ولاشك أن في هذا الذي ذكرته شيئا من التبسيط والتعميم‏..‏ فالتطابق ليس كاملا بين الدين والوطن‏.‏
لأن بعض المصريين ليسوا مسلمين‏.‏
ولأن بعض المسلمين المصريين يعتقدون أنهم مسلمون قبل أن يكونوا مصريين‏.‏ وأن وطنهم الحقيقي هو الاسلام‏,‏ أو هو أي بلد يكون دينه الاسلام وكما يستوي بالنسبة لهؤلاء أن يحملوا الجنسية المصرية أو الباكستانية‏,‏ يستوي بالنسبة لهم‏,‏ ذلك أن يكون ملكهم أو رئيسهم مصريا أو افغانيا أو تركيا‏.
‏ وهذا ليس مجرد منطق وإنما هو رواية لواقعة حقيقية‏.‏ فقد صرح بعض زعماء الجماعات الدينية بأن جنسية الحاكم لا تهمه مادام مسلما‏.
‏وتقديم الولاء للدين علي الولاء للوطن أو إثارة التناقض بينهما مسئول عن إثارة الفتنة الدينية في مصر هذه الأيام‏.
‏ولاشك في أنه مسئول عن كوارث أخري لم نلتفت إليها كما يجب‏.‏ وفي مقدمتها أن يتخلي المسلمون عن وطنهم وقت الشدة فرارا بدينهم الذي يمكن أن يرغمهم الاعداء علي التخلي عنه إذا انتصروا عليهم وحكموهم‏.‏
وفي اعتقادي أن هذا الهلع الذي ينتمي للعصور الوسطي هو الذي دفع خمسة ملايين مسلم للتخلي عن الأندلس‏,‏ واللجوء إلي بلاد المغرب ومعهم مفاتيح بيوتهم التي تركوها في قرطبة وأشبيلية وغرناطة‏.
‏ وهو الذي دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين للتخلي عن مدنهم وقراهم أمام العصابات الصهيونية في الوقت الذي لم تكن فيه نسبة اليهود تزيد علي خمسة عشر في المائة من سكان فلسطين‏!‏
هكذا تري أن الوطن لايعني الكثير لدعاة الدولة الدينية التي تجمع بين اهلها رابطة الدين‏,‏ وتستمد حكومتها شرعيتها من الله لامن الشعب‏.‏ فالحاكم يتولي منصبه ويمارس سلطته بتفويض إلهي كما يزعم‏!‏
وليس باختيار الناس له كما هي الحال في الدولة الوطنية التي تستمد شرعيتها من انعقاد كلمة الناس عليها‏,‏ واتفاقهم علي أن تمثلهم وتتولي الدفاع عن أمنهم وحريتهم وأرضهم ومصالحهم‏.‏
وهذا هو العقد الاجتماعي كما سماه فلاسفة التنوير الذين قادوا أوربا الغربية في طريق الحرية‏,‏ وأسقطوا حكم الطغيان‏,‏ وفصلوا بين الدين والدولة فليس يحق لرجال السياسة أن يتدخلوا في الأمور الدينية‏,‏ وليس يحق لرجال الدين أن يتدخلوا في السياسة‏.‏وأنا أرجو المعذرة لأني ابتعدت عن مسألة التعارض بين الولاءين واستطردت في الحديث عن الفرق بين الدولتين‏
.‏لكن هذا الحديث الذي استطردت فيه كان لابد منه لأقول إن التعارض بين الولاء للدين والولاء للوطن يمكن أن يثور ويصبح مشكلة عنيفة حتي في البلاد التي ينتمي معظم سكانها لعقيدة واحدة‏,‏ طالما كان الوعي السائد يسوي بين الولاءين ولايميز بينهما‏
.‏الدين علاقة بين الانسان وربه‏
.‏ والولاء للدين إذن ولاء شخصي والتزام فردي فليس يحق لمواطن أن يسأل مواطنا عن عقيدته أو يحاسبه علي أنه اختار مذهبا دون مذهب آخر‏.‏
لكن المواطنة علاقة بين المواطنين بعضهم وبعض‏.‏
والولاء للوطن إذن ليس مجرد عاطفة‏,‏ ولكنه واجب نلتزم بأدائه لنحصل علي مايقابله من حقوق‏.‏
عليك أن تؤدي خدمة العلم‏,‏ وأن تدفع الضرائب المقررة‏,‏ وأن تحترم قوانين بلادك ليكون لك الحق في أن تعيش حرا‏,‏ وأن تملك ماكسبته يداك‏,‏ وأن تعتنق ماشئت من عقائد‏,‏ وتعبر عما لديك من افكار‏,‏ وتشارك في اختيار من ينوبون عنك ويحكمون بلادك وعلي الدولة‏,‏ أن تكفل لك هذه الحقوق‏,‏ وتمكنك من التمتع بها عن طريق القوانين التي تسنها والمؤسسات والأجهزة التي تنشئها‏.
‏الفصل بين الدين والدولة هو الطريق الوحيد لنفي التعارض بين الولاء للوطن والولاء للدين‏.‏
هكذا وضع المصريون يدهم علي الشعار العبقري الذي رفعوه في ثورة‏1919
المجيدة الدين لله‏.‏ والوطن للجميع‏
احمد عبد المعطى حجازى
‏نقلا عن جريدة الأهرام

بنحبك يا مصر

طموح شباب
صراع أمواج
ذهاب وإياب
هجرة متعددة الأسباب
في بلادنا كما الأغراب
عايشين بلا أسباب
وسؤال ملهش جواب
ليه بتخلعينا من أرضنا!؟
ليه هدرتي دمنا!؟
بيجلدونا هناك
وإنتي لسّة هنا!
وإنتي أم الدنيا.. ليه مش أمنا؟؟
عايزين وطن يضمنا
.... عايزينك تحققي حلمنا.
.. وبلدي تفرح بنا
مصر بكل ما فيها لنا
.....هي وطننا
هي أمنا
وبردة هنفديها بروحنا
... ودمنا
بنحبك يا مصر.... بنحبك يا مصر
بقلم : د. فوزي هرمينا

Friday, May 01, 2009

مصر تحتل المرتبة العاشرة في قائمة الدول الأشد قمعاً لمستخدمي الإنترنت

وضعت لجنة حماية الصحفيين مصر في المرتبة العاشرة في قائمة للدول الأشد قمعاً لمستخدمي الإنترنت، ذلك لقيام السلطات المصرية بحجب عدد من المواقع على شبكة الإنترنت، إضافة إلى أنها ترصد نشاط الإنترنت على أساس منتظم، حيث تمر حركة جميع مزودي خدمة الإنترنت عبر الشركة المصرية للإتصالات التي تديرها الدولة، وتقوم السلطات بانتظام باحتجاز المدونين الناقدين للحكومة لأجل غير مسمى، وقد وثّقت جماعات معنية بالدفاع عن حرية الصحافة حالات احتجاز أكثر من 100 مدون في عام 2008 وحده، ورغم إن معظم هؤلاء المدونين قد أُطلق سراحهم بعد فترات قصيرة، إلا أن بعضهم أمضى شهوراً في الاحتجاز بينما تم التحفظ على العديد منهم من دون أمر قضائي، ويفيد معظم المدونين المحتجزين بتعرضهم لسوء المعاملة، في حين تعرض عدد منهم للتعذيب، وأشارت اللجنة إلى المدون عبد الكريم سليمان، المعروف على شبكة الإنترنت باسم كريم عامر ، والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة الإساءة للإسلام وللرئيس المصري حسني مبارك

ووضعت لجنة حماية الصحفيين بالتشاور مع خبراء في الإنترنت ثمانية أسئلة لتقييم أوضاع التدوين في جميع أنحاء العالم
. والأسئلة هي: هل يُسجن المدونون في البلد المعني؟
هل يتعرض المدونون للمضايقة، أو الهجمات الإلكترونية، أو التهديدات، أو الاعتداءات، أو غيرها من الأعمال الإنتقامية؟
هل يمارس المدونون الرقابة الذاتية لحماية أنفسهم؟
هل تحد الحكومة من الاتصال بشبكة الإنترنت أو تقيد الدخول إليها؟
هل المدونون مطالبون بتسجيل أنفسهم لدى الحكومة أومزود خدمة الإنترنت، وإعطاء اسم وعنوان يمكن التحقق منهما قبل الشروع في التدوين؟
هل يمتلك البلد المعني أنظمة أو قوانين يمكن استخدامها لفرض رقابة على المدونين؟
هل تفرض الحكومة رقابة على المواطنين الذين يستخدمون الإنترنت؟
هل تستخدم الحكومة تكنولوجيا المرشحات لحجب الإنترنت أو فرض رقابة عليها؟
واستناداً إلى هذه المعايير، رشح الخبراء الإقليميون التابعون للجنة حماية الصحفيين بلداناً لدخول هذه القائمة، أما الترتيب النهائي فقد حدده استطلاع لموظفي لجنة حماية الصحفيين ولخبراء من خارج اللجنة.
وقال المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سايمون، "يتصدر المدونون طليعة ثورة المعلومات وتتكاثر أعدادهم باضطراد، لكن الحكومات تتعلم بسرعة كيف تقلب التكنولوجيا ضد المدونين عن طريق فرض الرقابة على شبكة الإنترنت وترشيح محتواها، وتقييد الدخول إليها، واستخراج البيانات الشخصية، وحينما تفشل هذه الوسائل تُقدِم السلطات ببساطة على الزج ببضعة مدونين في السجن لترهيب بقية مستخدمي الإنترنت ودفعهم لالتزام الصمت أو ممارسة الرقابة الذاتية".
وأضاف سايمون "تحاول الحكومات المذكورة في القائمة إعادة ثورة المعلومات إلى الوراء، وما فتئت حتى الآن تحقق نجاحاً في مسعاها، ثمة حاجة لتكاتف جماعات الدفاع عن حرية التعبير والحكومات المعنية ومجتمع الإنترنت وشركات التكنولوجيا معاً للدفاع عن حقوق المدونين في جميع أنحاء العالم".
يُذكر أن لجنة حماية الصحفيين أصدرت تقريرها احتفاءً باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو ، ولتسلط الضوء على القمع الممارس على شبكة الإنترنت، فهو يمثل تهديداً خطيراً متنامياً يواجه حرية الصحافة في العالم.
وفي هذا السياق تعتبر لجنة حماية الصحفيين المدونين الذين يتسم عملهم بالطابع الإخباري أو التعليق المبني على الحقائق بأنهم صحفيون، وفي عام 2008 وجدت لجنة حماية الصحفيين بأن المدونين وغيرهم من الصحفيين على شبكة الإنترنت قد باتوا يشكلون أكبر فئة مهنية يتعرض العاملون فيها للسجن، متجاوزين ولأول مرة نظراءهم من الصحفيين العاملين في الإعلام المطبوع والإعلام المرئي والمسموع.
وجاء ترتيب القائمة كالتالي: بورما، إيران ، سوريا، كوبا، السعودية، فيتنام، تونس، الصين، تركمانستان، مصر.